استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تشيع درمانان وقانون مكافحة الذات

الأحد 28 مايو 2023 12:57 م

تشيع درمانان وقانون مكافحة الذات

الأجدى بالوزير الفرنسي درمانان ان يستمع لنصائح اقرانه الاميركان في واشنطن بالتركيز على الارهاب الابيض الفاشي الصاعد في اوروبا.

الحرب الأهلية التي تبعت الثورة الفرنسية في 1789 لم تنظفئ جذوتها الى اليوم حاملة مسميات وعناوين مختلفة لاعلاقة للمسلمين السنة أو الشيعة بها.

هل بات الوزير الفرنسي من دعاة "التشيع" في فرنسا لمكافحة الارهاب السني؟ أم هل فشل قانون مكافحة الانفصال (مكافحة الإسلام) في تحقيق غاياته؟

درمانان أبرز عرابي قانون مكافحة الانفصال الذي استهدف الأقلية المسلمة في فرنسا؛ بحجة الدفاع عن العلمانية التي تحولت الى أيديولوجيا اقرب إلى الفاشية!

درمانان متطرف بشع لم يكن يبحث عن حلول بواشنطن بل عما يثبت صحة توجهاته وتصوراته الأجدى بالمكافحة الذاتية عبر جلسات مع الذات ومع مواطنيه.

درمانان يعرفه الفرنسيون جيدا كما عرف الجزائريون جده لأمه الذي عمل في الجيش الفرنسي حركيا في الحقبة الأشد دموية في تاريخ فرنسا حيث ارتكبت الفظائع على يد الجيش الفرنسي.

* * *

لا ينفك المسؤولون الفرنسيون عن اذهال العرب والمسلمين بتصريحاتهم المثيرة للجدل ؛ التي كان اخرها قول وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن "الإرهاب الإسلامي السنّي" هو أبرز تهديد لفرنسا وأوربا.

هل بات الوزير الفرنسي من دعاة "التشيع" في فرنسا لمكافحة الارهاب السني؛ ام هل فشل قانون مكافحة الانفصال (مكافحة الإسلام) في تحقيق غاياته بشكل دفع الوزير لتكتيك قديم نسب لمؤسسة راند الامريكية؛ باثارة الصراع بين السنة والشيعة على امل اضعاف الاقلية المسلمة وتفكيكها اجتماعيا وماديا بعد ان فشل في تحقيق ذلك عبر قانون الانفصال.

درمانان أبرز عرابي قانون مكافحة الانفصال الذي اعلن عن فشله في واشنطن بتصريحات شاذه تعكس نزقا وفشلا كبيرا؛ لقانون الانفصال الذي استهدف الأقلية المسلمة في فرنسا؛ بحجة الدفاع عن العلمانية التي تحولت الى ايدلوجيا اقرب إلى الفاشية؛ حرم بموجبها المواطنين من حقوقهم المدنية بسبب اختلاف دياناتهم او معتقداتهم او لباسهم او طعامهم فيما يشبه محاكم التفتيش.

كان الاجدى بدرمانان ان يستمع لنصائح اقرانه الامريكان في واشنطن بالتركيز على الارهاب الابيض الفاشي الصاعد في أوروبا بدل البحث عن تكتياكات قديمة لمؤسسة راند باثارة الفتنة بين السنة و الشيعة.

كان الاجدى بالوزير الفرنسي ان يتعامل مع الاحتجاجات الواسعة التي لاتكاد تخبو في بلاده حتى تعود جذوتها للاشتعال فهي التهديد الحقيقي لمونديال الصيف ؛ احتجاجات بدأت بالسترات الصفراء ولم تنته باحتجاجات النقابات على قانون التقاعد.

فحرائق باريس التي تشبه حوادث اطلاق النار الجماعي في اميركا ينفذها ارهابيون بيض او يساريون غاضبون يتم التكتم عليها في باريس و ابعاد الاضواء عنهم كما في أميركا؛ فالحرب الأهلية التي تبعت الثورة الفرنسية في 1789 لم تنظفئ جذوتها الى اليوم حاملة مسميات وعناوين مختلفة لاعلاقة للمسلمين السنة أو الشيعة بها.

درمانان متطرف من طراز رفيع لم يكن يبحث عن حلول في واشنطن بل عما يثبت صحة توجهاته وتصوراته وهي الاجدى بالمكافحة الذاتية عبر جلسات مع الذات ومع مواطنيه؛ فهذا درمانان يعرفه الفرنسيون جيدا كما عرف الجزائريون جده لأمه الذي عمل في الجيش الفرنسي كحركي في حقبة تعتبر الاشد دموية في تاريخ فرنسا حيث ارتكبت الفظائع على يد الجيش الفرنسي حينها.

تصريحات درمانان في واشنطن رغم مرور اسبوع كامل عليها لم يتم الاعتذار عنها من قبل رئيسة الورزاء او رئيس الجمهورية امانويل ماكرون؛ ما يعني ان موقف ماكرون ورئيسة الحكومة إليزابيت بورن منسجم مع ما قاله درمانان باتهام ما يقارب مليار ونصف المليار مسلم بالارهاب وبضرورة تبني تكتيكات مغرقة في العداء للعرب والمسلمين.

ختاما .. فرنسا الشعبوية لم تعد لجميع الفرنسيين؛ فالشعبوية في فرنسا تحولت الى وباء امتدت اثاره من السياسة الداخلية الى الخارجية تتصدره نخبة سياسية بائسة تجاوزها الزمن اذ لم تعد تملك في جعبتها ما تقدمه لمواطنيها سوى خطابات وشعارات ديماغوجية فارغة.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسيي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

فرنسا أوروبا درمانان الشعبوية الفاشية العلمانية التشيع الشيعة السنة الإسلام السني قانون مكافحة الانفصال الارهاب الابيض الفاشي