فوز أردوغان بالنسبة للسياسة الخارجية التركية.. ماذا يعني؟

الثلاثاء 30 مايو 2023 12:24 م

بعد ترقب في عواصم عديدة معنية إقليميا ودوليا، فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، بفترة رئاسية ثالثة تمتد 5 سنوات، لتنتهي آمال تلك العواصم في تغير السياسة الخارجية التركية في حال فوز مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.

ولوجودها على مفترق طرق بين أوروبا وآسيا، والدور الرئيسي للدولة الشرق أوسطية الوحيدة بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، تتحرك تركيا في ملفات خارجية متشابكة ومعقدة، ومن المرجح أن يحافظ أردوغان في معالجتها على فكرة "تركيا القوية".

  • ستواصل تركيا نهج سياستها الخارجية القائمة على تحقيق استقلال نسبي عن حلفائها في الغرب دون أن تتخلى عن شراكتها الاستراتيجية مع الناتو. وستواصل جهود تعزيز نفوذها في عدة مناطق خاصة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والبحر المتوسط، وأفريقيا وآسيا الوسطى، والقوقاز والبلقان. سيؤدي هذا كله إلى تكرار موجات من التوتر بين تركيا وقوى غربية خاصة الولايات المتحدة وفرنسا، وإن كانت أنقرة ستعمل بصورة عامة على الحد من التوترات الخارجية والتركير على تعزيز العلاقات التجارية.

  • وستواصل تركيا موازنة علاقاتها بين روسيا والغرب، لتنويع الشراكات وجني مكاسب من الطرفين، حتى في ظل مؤشرات التنافس بين تركيا وروسيا في آسيا الوسطى، خاصة بعد أن دعمت موسكو أردوغان سياسيا قبل الانتخابات بتأجيل مدفوعات الغاز التركية وتمديد اتفاق نقل الحبوب الأوكرانية بوساطة تركية. كما سيواصل أردوغان تعزيز العلاقات التجارية مع الصين، في ظل رغبة أنقرة في الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون.

  • سيواصل الرئيس أردوغان سياسته الإقليمية القائمة على إنهاء التوترات؛ وسيدفع نحو تطوير سريع للعلاقات مع مصر، ومواصلة تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي، لاسيما السعودية والإمارات، لتحقيق حزمة أهداف بينها جذب استثمارات خليجية والاستفادة من عملية إعادة رسم التوازنات في الشرق الأوسط خاصة بعد تطبيع العلاقات الخليجية الإيرانية.

  • ستواصل تركيا عملياتها في كل من سوريا والعراق ضد المجموعات الكردية؛ وستعمل بصورة موازية على تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بمشاركة روسيا وإيران، بما يسمح في النهاية بعودة طوعية للاجئين السوريين. لكن ليس من المرجح أن تتخلى أنقرة عن تواجدها العسكري في شمال سوريا إلا كجزء من تسوية سياسية شاملة للملف السوري، وهو أمر غير مرجح قريبا.

  • على الرغم من هدوء العلاقات بين أنقرة وأثينا عقب زلزال مدمر ضرب جنوبي تركيا في 6 فبراير/ شباط الماضي، إلا أنه من غير المرجح أن تزول التوترات بين الجانبين بصورة كاملة. قد تتبنى أنقرة مقاربة أكثر هدوء تجاه الصراع مع اليونان، لكنّ النزاع حول السيادة في بحر إيجه، والخلافات حول تقاسم موارد الطاقة في شرق المتوسط، ستظل دائما عوامل تحفيز للتوترات بين الجانبين. 

  • في محاولة لترسيخ دور تركيا في القوقاز والوصول إلى بحر قزوين وتعزيز العلاقات مع الدول التركية في آسيا الوسطى، يمكن أن يكرس أردوغان جهدا أكبر لتنفيذ خطة ممر زانجيزور، وهو طريق نقل يربط أذربيجان بتركيا عبر أرمينيا، ما يتطلب من أنقرة تطبيع العلاقات مع أرمينيا وإدارة التوترات مع إيران ومواصلة الحوار مع روسيا.

موضوعات متعلقة