رئيس وزراء قطر يجري مباحثات سرية مع زعيم طالبان.. ماذا ناقشا؟

الأربعاء 31 مايو 2023 10:21 ص

أجرى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، محادثات "سرية" مع زعيم حركة طالبان هبة الله آخوند زاده، هذا الشهر في أفغانستان، حول سبل تهدئة التوترات مع المجتمع الدولي؛ مما يشير إلى رغبة حكام كابول في مناقشة سبل إنهاء عزلتهم.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن مصدر مطلع قوله إن "الاجتماع كان إيجابيا للغاية"، وإن آخوند زاده "مهتم جدا" بمواصلة الحوار مع المجتمع الدولي.

وأشار المصدر إلى أنه جرى إطلاع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على أمر الاجتماع، وأنها "تنسق بشأن كل القضايا التي أثيرت في المحادثات" بين الجانبين مع قطر، بما يتضمن إجراء المزيد من الحوار مع طالبان.

وتشير تصريحات المصدر إلى أن واشنطن دعمت رفع مستوى المحادثات مع طالبان، بعدما لم تسفر محادثات على مستوى أدنى عن تحقيق نتائج، على أمل تخفيف حدة الأوضاع الإنسانية المتردية والأزمة المالية التي تسببت في دفع ملايين الأفغان للجوع والبطالة.

والاجتماع الذي عقد في مدينة قندهار الأفغانية يوم 12 مايو/أيار الحالي، هو الأول المعلن بين زعيم طالبان ومسؤول أجنبي رفيع.

وأحجم البيت الأبيض عن التعليق على المحادثات، كما لم ترد وزارة الخارجية الأمريكية ولا سفارة قطر في واشنطن على طلبات للحصول على تعليق، في حين لم تستجب طالبان بعد لطلب للحصول على تعقيب.

ووفق المصدر ذاته (طلب عدم ذكر اسمه)، فإن رئيس الوزراء القطري أثار قضايا أخرى مع زعيم طالبان، من بينها ضرورة إنهاء الحظر الذي فرضته الحركة على تعليم الفتيات وتوظيف النساء.

وحسب مراقبين، يمثل الاجتماع نجاحا دبلوماسيا لقطر التي انتقدت القيود التي فرضتها طالبان على النساء، بينما استغلت صلاتها القائمة منذ فترة طويلة مع الحركة للسعي لتواصل أكبر من المجتمع الدولي مع كابل.

وقادت الولايات المتحدة حملة لمطالبة حركة طالبان بإنهاء الحظر على تعليم الفتيات وتوظيف النساء، وبأن تشمل الحكومة الأفغانية شخصيات من خارج صفوف الحركة.

وعرقلت القيود المفروضة على تعليم النساء وتوظيفهن المساعدات الإنسانية، وهي من الأسباب الرئيسية لعدم اعتراف أي دولة بحكم طالبان منذ تولي الحركة السلطة بأفغانستان في أغسطس/آب 2021، بعد انهيار حكومة كانت مدعومة من الغرب لدى خروج آخر دفعة من القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة من البلاد بعد عقدين من الحرب.

وذكر تقرير من الأمم المتحدة، تم تقديمه في مارس/آذار لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن معاملة طالبان للنساء والفتيات قد تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية، في حين تقول الحركة المتشددة إنها تحترم حقوق النساء بما يتسق مع تفسيرها للشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد الأفغانية.

ولم يبد آخند زاده استعدادا يذكر للتوصل لحل وسط بشأن ذلك، ولكن اجتماعه مع المسؤول القطري يشير إلى أنه منفتح على استكشاف سبل إنهاء عزلة أفغانستان وتعزيز برامج الإغاثة، مع انزلاق البلاد أكثر في دائرة الجوع والفقر.

يشار إلى أن اعتراف دول أخرى في نهاية المطاف بإدارة طالبان ليس مضمونا حاليا بالنظر لمعاملة الحركة للنساء وسجلها المتعلق بحقوق الإنسان، إذ لا يزال أعضاء بارزون في إدارة طالبان يخضعون لعقوبات أمريكية ودولية.

من جانب آخر، قال المصدر إن بن عبدالرحمن وآخند زاده، ناقشا أيضا جهود معالجة الأزمة الإنسانية الأفغانية.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو ثلاثة أرباع سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليون نسمة يحتاجون لمساعدات، وحذرت أيضا من نفاد التمويل.

وأضاف المصدر أن رئيس وزراء قطر أثار مع آخند زاده مسألة "الجهود المتواصلة على الأرض" التي تبذلها طالبان لمكافحة الإرهاب، في إشارة على ما يبدو لسعي كابل للقضاء على جماعة لها صلة بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

والتنظيم المتشدد هو العدو الإيديولوجي الرئيسي لطالبان، ويتمركز في الأساس في شرق البلاد، لكنه استهدف أقليات وسفارات في كابول.

وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها إن طالبان تؤوي أعضاء من تنظيم القاعدة ومن حركة طالبان الباكستانية، لكن الحركة تنفي ذلك.

ووفق المصدر، فقد التقى رئيس الوزراء القطري، الذي يتولى أيضا منصب وزير خارجية قطر، في قندهار برئيس الوزراء في حكومة طالبان، الملا حسن آخوند، في ذات اليوم الذي التقى فيه زعيم الحركة، وكان بصحبته رئيس المخابرات القطرية.

ولا يغادر آخند زاده قندهار مطلقا تقريبا، لكنه زعيم ديني وسياسي وعسكري بارز للحركة منذ عام 2016، وقادها لتحقيق النصر على حكومة كابل التي كانت تحظى بدعم دولي.

وسبق أن سمحت قطر للحركة بفتح مكتب سياسي بالدوحة في 2013، وقدمت تسهيلات لإجراء محادثات بين الحركة وواشنطن قادت للتوصل إلى اتفاق في 2020 قضى بخروج القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة، بعد حرب استمرت لمدة 20 عاما تقريبا.

ولا تربط قطر صلات دبلوماسية رسمية بأفغانستان، لكن سفارتها في كابل مفتوحة وتمثل المصالح الأمريكية هناك.

وتسعى قطر منذ فترة طويلة لموافقة المجتمع الدولي على "خريطة طريق" لخطوات تفضي لحصول طالبان على الاعتراف، وترجع ذلك إلى أن عزل أفغانستان من شأنه أن يؤدي لتدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر طالبان بن عبدالرحمن آخوند زاده التعليم الفتيات أفغانستان أمريكا

محادثات قطر وطالبان.. هل تنجح صفقة المساعدات مقابل الاعتدال؟

بعد ترسيخ مرشد طالبان سيطرته.. كيف تغير انخراط الخليج مع أفغانستان؟

الخارجية الأمريكية: لقاء مع قادة طالبان في الدوحة خلال أيام