انفراج ناشئ بين القاهرة وطهران يضع العلاقات العربية مع إيران على سكة التطبيع

الاثنين 5 يونيو 2023 08:19 ص

"سيكون التقارب الإيراني المصري علامة فارقة في الجهود الجارية لتحسين العلاقات العربية الإيرانية، ويمكن أن تشمل الآثار المحتملة لمثل هذا التحول التنسيق بين القاهرة وطهران بشأن القضايا الإقليمية الرئيسية بما في ذلك الوضع في سوريا".

هكذا يخلص تحليل لموقع "أمواج ميديا"، بعد الأنباء التي ترددت عن إعطاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي توجيهاته لوزارة الخارجية الإيرانية للشروع في عملية مصالحة مع مصر، وذلك عقب تأييد المرشد الأعلى علي خامنئي العلني لإبداء المرونة تجاه القاهرة.

ويلفت التحليل إلى أن هذا التقارب المرتقب، سيساعد على موازنة اتجاه التطبيع العربي مع إسرائيل العدو اللدود لإيران.

ويأتي دفء الخطاب بين القوتين الإقليميتين في أعقاب مشاركة دبلوماسية هادئة سهلها كل من العراق وسلطنة عمان، وفق التحليل الذي يلفت إلى أنه يأتي أيضا بعد التقارب الأخير بين طهران من ناحية والرياض وعواصم خليجية أخرى.

ووفق مصدر عربي مطلع (اشترط عدم الكشف عن هويته)، فقد تم إبرام الصفقة بين إيران ومصر، مشيرا إلى أن هناك مباحثات حالية حول "قضايا ثانوية، معظمها متعلقة بالبروتوكول".

وأضاف المصدر: "أعتقد أن المصريين يريدون تأخير التقدم في الملف قليلًا، للتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام بين إيران والسعودية".

وبشكل منفصل، قال مصدر آخر مطلع على المداولات، إن التطبيع بين إيران ومصر يمكن أن يتبلور قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ومن المقرر أن يعقد الاجتماع السنوي لقادة العالم في سبتمبر/أيلول، ما يشير إلى احتمال استمرار موجة المشاركة العربية الإيرانية هذا الصيف، وفق المصدر.

ويتماشى التطبيع الإيراني مع مصر مع السياسة المعلنة لإدارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بإعطاء الأولوية للعلاقات مع دول المنطقة.

ويلفت التحليل إلى أن المخاوف بشأن تحسين العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، والتي تجسدت في "اتفاقيات إبراهيم"، وهو الاسم الذي أُطلق على اتفاقات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية في السنوات الأخيرة، دفعت إيران إلى مواصلة تحسين العلاقات الإقليمية.

كما شهدت دبلوماسية إيران الإقليمية في العام الماضي، تطوير العلاقات الدبلوماسية مع السعودية والكويت والإمارات، وسط توقعات أن تكون البحرين التالية في تحسين العلاقات مع إيران.

توترت العلاقات بين إيران ومصر على مدى العقود الأربعة الماضية لأسباب متنوعة بما في ذلك توترات وخلافات ذات طبيعة تاريخية.

وعلى الرغم من أن جهودًا كبيرة بُذلت لإصلاح العلاقات بين البلدين على مر السنين، شملت زيارات ومحادثات دبلوماسية، فقد ثبت صعوبة التغلب على أسباب الخلاف الكامنة بين إيران ومصر.

وعمل العراق على تسهيل المشاركة بين إيران ومصر بدءًا من عام 2021، قبل أن يتوقف الحوار مؤقتًا في أكتوبر/تشرين الأول 2022، عندما تغيرت الحكومة في بغداد.

وبموازاة ذلك، عملت عمان بهدوء على تيسير الحوار الإيراني المصري.

ويرى البعض أن العلاقات الوثيقة بين مصر والسعودية تشكل "عقبة" أمام إعادة العلاقات بين القاهرة وطهران إذ زعم بعض المراقبين أن المملكة قد شجعت القطيعة بين الدولتين.

ومع ذلك، فإن اتفاق إيران والمملكة العربية السعودية في مارس/آذار لاستعادة العلاقات الدبلوماسية يمكن أن يزيل أي عائق خليجي عربي محتمل أمام التقارب الإيراني المصري.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر إيران التطبيع إسرائيل

روسيا ترحب بالتقارب بين السعودية وإيران