في ملاعب منصات التواصل.. هكذا تربح أندية كرة القدم

الخميس 6 يوليو 2023 03:42 م

يوسف عامر- الخليج الجديد

زادت منصات التواصل الاجتماعي من جماهيرية أندية كرة القدم، وبمرور الوقت اهتمت كبريات الأندية بتنمية شعبيتها الجماهيرية لأسباب عديدة أبرزها حاليا الفوز بمكاسب مالية في ظل تنافس حاد في عالم الساحرة المستديرة.

وبالفعل، نجحت أندية في حشد قطاع عريض من جماهيرها على منصات التواصل، بل وامتد الأمر إلى تدشين حسابات بلغات عديدة ليتخطى هذا السباق الحدود بين الدول بفضل اللعبة الشعبية الأولى عالميا.

ولكل منصة، سواء "فيسبوك" أو "تويتر" أو"إنستجرام" أو غيرها، سمات مميزة على مستويات منها الانتشار الجغرافي وأعمار المستخدمين وطبيعة المواد المنشورة وأهدافها.

ومع ارتفاع عدد المتابعين لمنصاب الأندية إلى مئات الملايين في جميع أرجاء العالم، فطنت الأندية إلى إمكانية حصد أرباح من المتابعين دون بذل الكثير من الجهد، عبر تدشين متاجر إلكترونية افتراضية دون أي تكلفة، لبيع ملابس ومنتجات تحمل شعار النادي، بالإضافة إلى الربح من مشاهدة المشجعين لمقاطع الفيديو، لاسيما على منصتي "يوتيوب" و"فيسبوك".

كما أن الأعداد الكبيرة من المتابعين عبر تجذب للأندية عقود رعاية ضخمة، وهو ما حدث مثلا حين استهدفت شركة "موفي ستار" الإسبانية شعبية نادي ريال مدريد الإسباني، للوصول إلى أكبر عدد من المستهلكين المحتملين، عبر وضع اسم العلامة التجارية على منشورات حسابات النادي في أوقات محددة.

قوة ناعمة

على المستوى العربي، يمتلك النادي الأهلي المصري خمسة رعاة بفضل شعبيته الجارفة محليا وعربيا وأفريقيا، بينهم بنك أبوظبي وشركة شل، فيما يمتلك نادي الهلال السعودي ثلاثة رعاة.

وعبر مقاطع ترفيهية، يستثمر نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي منصة "تيك توك" لتمويل جزء من صفقاته، إذ يجمع حاليا أرباحا ضخمة في ظل معاناته من أزمة مالية تسببت في عرضه للبيع، حيث قال ريتشارد أرنولد، المدير الإداري لمانشستر يونايتد، في تصريح صحفي، إن النادي "أصبح الأسرع نموا على التطبيق".

وقال المحلل الرياضي خالد بيومي لـ"الخليج الجديد" إن "جماهير الرياضة عموما وكرة القدم خاصة أصبحوا بوصلة للكثير من المجالات والاستثمارات، وهو ما يتضح جليا في توجهات رجال أعمال كبار لشراء أسهم في أندية كرة القدم".

وتابع بيومي أن "الرياضة هي قوة ناعمة تسحب البساط من تحت أقدام مجالات وقطاعات ضخمة، وهو ما نراه في السعودية وقطر، فالدولتين استثمرتا بشدة في مجال الرياضة بعد عقود من الاهتمام والريادة في مجال النفط والغاز".

بيع البيانات

وفي السنوات الأخيرة، برزت عمليات بيع أندية لبيانات المتابعين للشركات والعلامات التجارية، مما أثار جدلا لاعتبارات قانونية وأخلاقية.

وقال خبير العلامات التجارية ورئيس شركة "ledavi"، أوليفر كايزر، إن "أندية كرة القدم بإمكانها أن تضاعف أرباحها من منصات التواصل عن طريق جمع المعلومات والبيانات التي تملكها عن المشجعين".

وأضاف كايزر في حديث صحفي أن "الأندية الكبيرة تملك كميات ضخمة من البيانات عن أشخاص في مختلف دول العالم، أغلبها بيانات تفصيلية يدفع المعلنون أرقاما هائلة مقابل الحصول عليها، وهي تتعلق بالسن والاهتمامات والحالة المزاجية".

وبدقة، توضح تلك البيانات الوقت والمكان والأشخاص المناسبين لعرض بعض الإعلانات أو حجبها، وكذلك طبيعة المنتجات والخدمات التي يُعلن عنها.

وعلى الرغم من الجدل الذي تسببه عملية تسجيل وبيع البيانات، إلا أن مسؤول الإيرادات في نادي يوفنتوس الإيطالي فيليب موريس قال في تصريح صحفي إن أغلب الجماهير لا يمانعون في تسجيل بياناتهم لدى النادي في حالة ما إذا طلب منهم ذلك.

ولا تستخدم بيانات الجماهير في عمليات البيع وإجراء استطلاعات الرأي فحسب، بل تستخدمها أيضا أندية لتكوين فكرة عن توجهات ومواقف الجماهير من قرارات إدارية أو تعاقدات مع لاعبين أو مدربين.

ووفقا لمورجان إنديو، محلل البيانات والمعلومات بشركة "sport yougov" المختصة بأبحاث الأسواق في أوروبا، فإن "جزءا كبيرا من استطلاعات الرأي حول العالم أصبح يعتمد على على جماهير كرة القدم بشكل كبير".

وأردف إنديو لـ"الخليج الجديد" أن "الحشود الكبرى من مواطني العالم خلف لعبة مثل كرة القدم والبيسبول وغيرها تجعل الاعتماد عليها في الاستطلاعات والأبحاث أفضل وأضمن فيما يخص النتيجة، فتلك الجماهير تجمع كافة الأطياف بين الغنى والفقر والتعليم العالي والمتوسط والمنحدر".

توجهات المتابعين

وبحسب ليا مهران، المدير التنفيذي في شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" لاستطلاعات الرأي التي تنشط في الشرق الأوسط، فإن "الرياضة صارت ركنا أساسيا في عمل الشركات المختصة بإجراء استطلاعات الرأي".

وأوضحت ليا لـ"الخليج الجديد" أن "دول الشرق الأوسط لا تمتلك قاعدة جماهيرية في الكثير من الرياضات، إلا أن كرة القدم تحشد معظم شعوب تلك الدول".

وعالميا، يحتل نادي ريال مدريد المركز الأول كأكثر الأندية متاعبةً على منصات التواصل بـ362.5 مليون متابع، مقسمين إلى 135 مليونا في "إنستجرام" و117 مليونا بـ"فيسبوك" و79.7 مليون على "تويتر" و30.8 مليون في "تيك توك".

وفي المركز الثاني يوجد غريمه المحلي برشلونة بنحو 342 مليون متابع، مقسمين إلى 119 مليونا في "إنستجرام" و112 مليونا على "فيسبوك" و82.8 مليون بـ"تويتر" و28.3 مليون على "تيك توك".

ويحتل مانشستر يونايتد المركز الثالث بـ206 ملايين متابع، يليه باريس سان جيرمان الفرنسي بـ187 مليونا، ثم يوفنتوس الإيطالي بـ144 مليون متابع.

أما عربيا، فيحتل الأهلي المصري المركز الأول بحوالي 45 مليون متابع مقسمين إلى 16 مليونا على "تويتر" و16 مليونا في "فيسبوك" و9.4 مليون في "إنستجرام" و3.7 مليون على "تيك توك".

فيما يحتل النصر السعودي المرتبة الثانية بـ32.5 مليون متابع مقسمين إلى 14 مليونا على "إنستجرام" و10.3 مليون في "تيك توك" و5.2 مليون بـ"تويتر" وثلاثة ملايين على "فيسبوك"، فيما يحل مواطنه الهلال ثالثا بـ20 مليون متابع، ثم الزمالك المصري بـ15 مليونا، وبعده الرجاء المغربي بـ10.2 مليون متابع.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كرة قدم أندية أرباح متابعون منصات التواصل بيانات

تعديلات مستمرة لقوانين كرة القدم لزيادة الأهداف والرُعاة