تصدر وسم #معتز_عبد_الفتاح قائمة الموضوعات الأعلى تداولا في "تويتر" مصر، بعد ظهوره على منصة ممولة إماراتيا لمهاجمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وسياساته الاقتصادية، مطالبا إياه، بشكل ضمني، بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة بالبلاد.

وما زاد من حجم التفاعل مع تصريحات معتز عبدالفتاح عبر منصة "المشهد" الإماراتية هو أنه كان أحد أبرز الإعلاميين المؤيدين للسيسي وانقلاب الجيش على الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي.

الديون وقانون الاستثمار

وانتقد الإعلامي المقرب من السيسي، سياسة الاستدانة التي توسع بها الرئيس المصري منذ وصوله إلى السلطة، قائلا إن ديون مصر في عهد السيسي تحتاج إلى 48 عاما لسدادها، وأن المصريون يعيشون الآن على حساب أبنائهم وأحفادهم، على حد قوله.

وأشار إلى أن مصر استدانت 120 مليار دولار خلال 10 سنوات، أي 12 مليار دولار سنويا، ما يعني مليار دولار شهريا.

واستنكر معتز عبدالفتاح تأخر الحكومة المصرية في تعديل قانون الاستثمار، الذي تسبب بهروب المستثمرين إلى الدول المجاورة لمصر، مؤكدا أن التعديلات على القانون التي أعلن عنها رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، جاءت متأخرة.

وأضاف: "هذه التعديلات لو أنها حصلت من 10 سنين أو 7 سنين أو 5 سنين حتى ولو جزئيا لما كان الشعب المصري يعاني من بعض ما هو فيه".

ولفت إلى أنه وجه نصيحة للسيسي قبل سنوات بشأن قانون الاستثمار، حثه فيها على ضبط البيئة الاستثمارية في مصر، قبل أن يدعو الدول الأخرى والشركات الكبرى للاستثمار في السفريات التي كان يروج لها رئيس الانقلاب في بداية استيلائه على السلطة.

السيسي والانتخابات

وفيما تبدو مطالبة ضمنية للسيسي بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، قارن معتز عبدالفتاح بين أجواء الانتخابات الرئاسية في مصر، وبين تراجع الرئيس السنغالي عن الترشح لدورة ثالثة بعد احتجاجات شعبية.

وقال إن الشعب السنغالي خرج في مظاهرات رافضة لترشح الرئيس لدورة ثالثة، ما دفع الرئيس للاستجابة، متسائلا: "لماذا عندما ترفض الشعوب العربية أي شيء فإن الدنيا تشتعل ويموت الناس وتندلع الحروب الأهلية وتنسج مؤامرات خارجية؟".

وأضاف: "اللهم رئيس حسيس زي الرئيس السنغالي".

ردود أفعال بمواقع التواصل

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، انقسمت ردود أفعال المتابعين لتصريحات الإعلامي المقرب من السيسي، حيث رأى البعض أنها تأتي في سياق سياسة القفز من السفينة المحترقة، على حد قولهم، والتي بدأت تظهر قبل أشهر بين أوساط إعلاميين وسياسيين كانوا مؤيدين بشدة للسيسي في بداية حكمه، وحتى وقت ليس ببعيد، حيث عدوا منهم الإعلاميان عماد وعمرو أديب، وإبراهيم عيسى.

واستشهدوا بتصريح جديد للأخير قال فيه إنه "حينما يحيا المواطن حرا كريما يحيا الوطن عزيزا قويا"، مردفا أنه "لا أوطان حرة بمواطنين ليسوا أحرارا".

يذكر أن إبراهيم عيسى كان أحد اثنين من الإعلاميين المختارين لإجراء حوار مع السيسي حينما كان لا يزال مرشحا للانتخابات الرئاسية الأولى في 2014.

لكن آخرين اعتبروا أن ما يحدث "مجرد تمثيلية" و "ألاعيب استخباراتية" لمنح أمل زائف لمن يفكر في استعجال التدخل والتغيير حتى يشعر بالخدر ويرتاح ثم تمر حالة الغضب بسلام، مشيرين إلى تكرار هذه السياسة خلال السنوات القليلة الماضية أكثر من مرة.

وعمد طرف ثالث، من مؤيدي السيسي، إلى مهاجمة معتز عبدالفتاح، قائلين إنه سمح لنفسه بمهاجمة ببلاده من على منصات ممولة خارجيا.

وتزايدت، خلال الأيام الماضية، تحذيرات اقتصاديين مصريين من شبح إفلاس قالوا إن الدولة تنحدر إليه، بينما اعتبر بعضهم أنها انحدرت إليه بالفعل، بعد تزايد قياسي لمستويات الدين الخارجي، الذي اقترب من 100% من الناتج المحلي للبلاد، ما يعني إرهاق الاقتصاد بسداد أقساط والتزامات ديون ضخمة في وقت زمني قليل، خلال الأشهر المقبلة، مع استمرار حاجة البلاد للاقتراض لتسيير أمور الدولة، في ظل تراجع الاقتصاد والإيرادات.

وارتفع الدين الخارجي لمصر إلى 165.361 مليار دولار بنهاية الربع الأول من العام الحالي، وسط حديث عن وصوله إلى 170 مليار دولار بنهاية 2023.