بوتين يستضيف قمة إفريقية لـ"شراكة" مستقبلية

الثلاثاء 25 يوليو 2023 01:49 م

بوتين يستضيف قمة إفريقية لـ"شراكة" مستقبلية

لقاء يسعى لإظهار التوافق بين روسيا ودول إفريقيا رغم حرب أوكرانيا وإنهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب الذي يثير مخاوف القارة.

فشل تمرد مجموعة فاغنر المسلّح على القيادة العسكرية الروسية، طرح علامات استفهام حول مستقبل تواجد عناصرها وعملياتها في دول القارة.

أتاحت اتفاقية تصدير الحبوب خلال عام تصدير 33 مليون طن من الحبوب من موانئ أوكرانيا الى مختلف أنحاء العالم، ما ساهم في استقرار أسعار المواد الغذائية عالميا.

سيحلّ قادة القارة بينهم رئيس جنوب إفريقيا ضيوفا على سان بطرسبرغ، العاصمة السابقة للإمبراطورية الروسية، في ثاني قمّة من نوعها بعد أولى في سوتشي عام 2019.

تسعى موسكو لتهدئة المخاوف الإفريقية بشأن توقف تصدير حبوب أوكرانيا مؤكدة تفهّمها "قلق" دول القارة وأكد بوتين أنّ موسكو ستعوّض الحبوب الأوكرانيّة المورّدة لإفريقيا.

* * *

يستضيف الرئيس فلاديمير بوتين اعتبارا من الخميس عددا من قادة الدول الإفريقية في مدينة سان بطرسبرغ في لقاء يسعى لإظهار التوافق بين روسيا والدول الإفريقية على رغم حرب أوكرانيا وإنهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب الذي يثير مخاوف القارة.

وإزاء العزلة التي سعت دول غربية لفرضها على الرئيس الروسي منذ بدء غزو أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، بقيت خطوط التواصل مفتوحة بين موسكو وأطراف عدة مثل بكين وطهران، وبدرجة أقل عواصم إفريقية عدة.

وقال بوتين في مقال نشر الإثنين على الموقع الالكتروني للكرملين "اليوم، الشراكة البنّاءة، الواثقة، والموجّهة نحو المستقبل بين روسيا وإفريقيا هي على قدر خاص من الدلالة والأهمية".

وسيحلّ عدد من قادة القارة بينهم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، ضيوفا على سان بطرسبرغ، العاصمة السابقة للإمبراطورية الروسية، في ثاني قمّة من نوعها بعد أولى في سوتشي عام 2019.

ويبرز على جدول أعمال القمة بند أساسي هو رفض موسكو في وقت سابق من الشهر الحالي تمديد العمل باتفاقية أتاحت منذ صيف 2022 تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود على رغم الحرب والحصار الذي تفرضه البحرية الروسية على المرافئ الأوكرانية.

وأتاحت الاتفاقية خلال زهاء عام تصدير نحو 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية الى مختلف بقاع الأرض بما فيها إفريقيا، ما ساهم في استقرار أسعار المواد الغذائية عالميا والحد من المخاوف من وقوع أزمة نقص في المواد الأساسية.

وعلى مدى الأيام الماضية، سعت موسكو لتهدئة المخاوف الإفريقية بهذا الشأن، مؤكدة تفهّمها "قلق" دول القارة.

وأكد بوتين أنّ موسكو ستعوّض الحبوب الأوكرانيّة المورّدة إلى إفريقيا.

وأوضح في المقال على موقع الكرملين “أريد أن أطمئن أن بلدنا قادر على تعويض الحبوب الأوكرانية على أساس تجاري أو مجاني، خصوصا أننا نتوقع مجددا محصولا قياسيا هذا العام”.

وسبق لروسيا أن أبدت استعدادها لتفعيل الاتفاقية مجددا بحال تمت تلبية شروطها خصوصا لجهة تصدير منتجاتها الزراعية والأسمدة المتأثرة بالعقوبات الغربية المفروضة عليها.

في مواجهة "إمبريالية الغرب"

ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، سعت روسيا إلى تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الإفريقية على حساب نفوذ دول أخرى مثل فرنسا في بعض بلدانها، عبر وسائل شتى منها تعزيز حضور مجموعة فاغنر العسكرية في بعض المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.

وفي إشارة إلى اهتمام موسكو المتزايد بإفريقيا، زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القارة مرتين منذ مطلع العام ساعيا للتقريب بين الجانبين في مواجهة “الإمبريالية” الغربية.

وقال بوتين في مقال أمس الإثنين “لطالما دعمنا الشعوب الإفريقية في نضالها من أجل التحرر من الاضطهاد الإمبريالي، ساعدنا في تأسيس الدول، تعزيز السيادة والقدرات الدفاعية”.

وتنعكس زيادة الحضور الروسي في إفريقيا من خلال اتفاقات للتعاون العسكري وحملات إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق خبراء.

الا أن فشل التمرد المسلّح لمجموعة فاغنر على القيادة العسكرية الروسية، طرح علامات استفهام حول مستقبل تواجد عناصرها وعملياتها في دول القارة.

وبينما اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حزيران/ يونيو روسيا بأنّها "قوة لزعزعة استقرار إفريقيا عبر ميليشيات خاصّة تنكّل بالمدنيين”، أكد الكرملين ان موسكو “تنسج (مع الدول الإفريقية) علاقات ودية، بنّاءة مبنيّة على الاحترام المتبادل".

وسعى قادة الدول الإفريقية الى التوسط لإيجاد حلّ للنزاع. وقام وفد ضم عددا القادة الأفارقة منتصف حزيران/ يونيو، بزيارة موسكو وكييف، ودعوا خلال لقائهم بشكل منفصل بوتين ونظيره الأوكراني فولودومير زيلينسكي، الى وقف الأعمال الحربية، من دون أن تحقق جهودهم أي نتيجة تذكر.

وتأتي قمة سان بطرسبرغ الخميس قبل نحو شهر من قمة مجموعة دول بريكس التي تستضيفها جنوب إفريقيا.

وبعد أشهر من الترقب، أكدت بريتوريا أن بوتين لن يحضر القمة في ظل وجود مذكرة توقيف صادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية، ستكون جنوب إفريقيا ملزمة نظريا بتنفيذها لكونها من موقعي نظام روما الأساسي للمحكمة.

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

روسيا بوتين إفريقيا قمة سان بطرسبرغ حرب أوكرانيا اتفاق تصدير الحبوب إمبريالية الغرب