كارنيغي: الأزهر يخوض معركة تكسير عظام مع السيسي لكن دون صدام واسع

الأربعاء 26 يوليو 2023 01:02 م

اعتبر تحليل نشره مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط إن المؤسسة الدينية الرسمية في مصر (الأزهر) تخوص "معركة تكسير عظام" على مستوى المواقف الفعلية ضد رئيس البلاد عبدالفتاح السيسي، لكنها لم تتطور إلى فكرة الصدام الواسع لأنَّ المؤسسة الدينية تستمدّ قوتها من السلطة نفسها، التي تطلب منها الوقوف إلى جانبها في مواجهة التيارات الدينية المعارضة: سواء الجهادية أو السلفية.

واستشهد التحليل، الذي كتبه الأكاديمي والباحث المصري محمد حلمي عبدالوهاب، بقضية الطلاق الشفهي، باعتبارها واحدة من أبرز النقاط على قطار الخلافات بين السيسي والأزهر، حيث لا يزال الطرفين يدفعان بوجهة نظرهما حول الأمر، وسط تحركات من السلطة لتقليم أظافر الأزهر، ومقاومة من الأخير مدفوعة بأطراف تدعم المؤسسة، داخل مصر وخارجها.

محطات المعركة

ولم يكن الطلاق الشفهي هو قضية الخلاف الوحيدة بين الطرفين، ففضلًا عن تجاوزهما الخلاف حول طريقة فضّ اعتصامي رابعة العدوية والنّهضة في عام 2013، دعا السيسي الأزهر في 2015 لإحداث ما سمَّاه "ثورة دينية" للتخلُّص من النُّصوص والأفكار التي يتم تقديسها منذ مئات السنين، لكن الأزهر أكد تمسُّكه بثوابت الدّين: قرآنًا وسنَّة، ورفضه القاطع المساس بها.

وفي أبريل/نيسان 2017 وافق برلمانيون مؤيّدون للنظام على التقدّم بمشروع قانون إلى مجلس النواب يطالب بإدخال تعديلات جوهرية على "قانون الأزهر"، الذي تنصّ مادَّته السَّابعة على أنَّ "شيخ الأزهر مستقلّ غير قابل للعزل". لكنَّ تدخّلات جهات خليجية لصالح الطيّب حالت دون المساس بموقعه.

وفي كلمته أثناء الاحتفال بالمولد النبويّ في 2018، هاجم شيخ الأزهر منتقدي السنَّة النبوية، ما دفع السيسيّ للرد بأنّ الإشكال لا يكمن فيها بقدر ما يكمن في الفهم الخاطئ لها.  

بعد ذلك، أعلنت الحكومة المصرية توحيد خطبة صلاة الجمعة، ما أثار امتعاض الأزهر.

وفي الوقت نفسه سحبت الحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، سلطة تدريب وتأهيل الأئمَّة من الأزهر لتتولَّى وزارة الأوقاف الإشراف عليها.

أمّا في العام 2019، فحذّر شيخ الأزهر في كلمته أمام السيسي من مغبَّة الظلم وتداعياته التدميرية على المجتمع، فردَّ الأخير بأنَّ خطاب الشيخ دفعه للحديث خارج السياق، وأنَّه يخوض نضالًا مستمرًا من أجل الدين، ما دفع للتساؤل حول عجز السيسي عن الإطاحة بشيخ الأزهر.

معركة على 3 جبهات

وبعد استعراض ملامح المواجهة بين الجانبين، خلص الباحث إلى أن الأزهر يخوض الآن معارك على جبهات ثلاث:

  1. جبهة السلطة السياسية التي تسعى جاهدة إلى الهيمنة عليه كليا لأنه المؤسّسة الوحيدة المستقلّة حاليًّا.
  2. جبهة التيارات المدنية الليبرالية التي ترفض الاعتراف بالمرجعية الدّينية وتخوض ضدَّه معارك إعلامية.
  3. جبهة الحركات الإسلامية: السلفية والإخوانية، التي سعت في السابق إلى اختراق الحصن من الدّاخل للتحكّم في الخطاب الدّينيّ الرسميّ إلى جانب الخطاب الدينيّ الشعبيّ.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الأزهر أحمد الطيب السيسي الطلاق الشفهي معركة تكسير عظام