رغم تنامي شعبية.. لماذا تعارض السلطات الإيرانية المرجع الديني جواد العلوي البروجردي؟

الأحد 30 يوليو 2023 06:24 م

سلط موقع ميدل إيست آي البريطاني، الضوء على المرجع الديني الإيراني محمد جواد العلوي البروجردي، معتبرا أن الأخير لديه نهج فريد في الانخراط مع الجمهور بطريقة قلَّما تجرأ رجل دين غيره على اتباعها.

وذكر الموقع أن البروجردي الذي يبلغ من العمر 72 عاما، تحدى السلطات الحالية وقدم الدعم للحركة الاحتجاجية على مقتل الشابة مهسا أميني، في مسعى منه لإعادة تعريف الدور "المستقل" لمدرسة قم الذي كان جده حسيني البروجردي، أحد المساهمين بدور محوري في إحيائها.

ويأتي مسعى البروجردي الرامي لوضع وجه جديد بين رجال الدين، والذي حظي بدعم واهتمام كبيرين، في الوقت الذي ينتشر فيه الاستياء من المدرسة الدينية على نطاق واسع بين الإيرانيين بسبب دعمها للجمهورية الإسلامية.

يُحتكَر لقب "آية الله العظمى" في إيران لأولئك الذين نالوا المكانة المرموقة كمرجع في الفقه الإسلامي الشيعي. رسمياً، يوجد في إيران ثمانية مراجع فقط، لكن العدد أكبر بشكلٍ غير رسمي كما هو الحال مع البروجردي.

ولكي يحصل البروجردي على لقب آية الله بشكل رسمي يجب عليه أن يحصل على موافقة من قبل دولةٍ يعارضها على نحوٍ متزايد.

يتمتع آيات الله العظام، الذين لديهم اتصال يومي مع الجمهور، بصلاحية إصدار الفتاوى، ويبنون سلطاتهم على أساس اعتراف أتباعهم بهذه الفتاوى. لا يلتزم الأتباع بقيادة آيات الله العظام فحسب، بل يساهمون بإخلاص في الضرائب الدينية كعلامة على إخلاصهم.

 ومن المواقف المثيرة للجدل بالنسبة للبروجردي، دعمه للديانة البهائية، التي يُقدَّر أتباعها في إيران بنحو 300 ألف، في وقت تزج فيه السلطات اتباع هذه الديانة إلى السجون وتجردهم من حقوقهم والتي من بينها الحق في الدراسة والحريات الأساسية الأخرى.

 من الجوانب اللافتة للنظر في رؤية البروجردي، تركيزه على تاريخ إيران قبل الإسلام، وهو ما يتعارض مع الإدارة ورجال الدين المقربين منها، الذين يحاولون تجاهل الحضارة الفارسية القديمة.

يسلط البروجردي الضوء على أهمية أسطوانة كورش، وهي وثيقة من القرن السادس قبل الميلاد اعترفت بها الأمم المتحدة، وتشير إلى أن "لكل فردٍ الحق في الحرية والاختيار، وأن على جميع الأفراد احترام بعضهم بعضاً".

قال البروجردي: "أنا أُثني على أسطوانة كورش، بينما يعتقد البعض أنه لا يوجد شيء ذو قيمة قبل الإسلام. هذا ليس صحيحاً".

أسس كورش الكبير، ملك بلاد فارس (600 إلى 530 قبل الميلاد)، الإمبراطورية الأخمينية، أول إمبراطورية فارسية.

عُثِرَ على الأسطوانة في بابل 1879، وقد نُقِشَت بالكتابة المسمارية البابلية بناءً على أوامر كورش، وهي تعزِّز حقوق الإنسان والتسامح والشجاعة واحترام الأقليات.

إلى جانب حقوق الإنسان، يرفض البروجردي، عكس عديد من أقرانه، فكرة "الاقتصاد الإسلامي"، مؤكداً أن الإسلام لا ينص على مبادئ اقتصادية محددة.

وقال عن نهج الحكومة في التعامل مع الاقتصاد: "نحن نعمل منذ 43 عاماً وفعلنا كل شيء عن طريق التجربة والخطأ. يجب ترك الأمور للخبراء، وليس من الضروري حتى أن يكون الخبير متديناً".

وفيما يخص الجدل حول ما إذا كان يجب أن يكون ارتداء الحجاب إلزامياً، قال البروجردي إن الإيمان الحقيقي لا ينبغي تحديده من خلال المظهر الخارجي فقط.

وفي المقابل، شجَّع البروجردي على التركيز على الإيمان الحقيقي والعمل، وحث المجتمع على تجنب النزاعات المفرطة التي تضغط على نسيج الوحدة الدينية.

 عندما قُتِلَت مهسا أميني وهي في الـ22 من عمرها، في أثناء احتجازها لدى شرطة الآداب بزعم عدم احترامها اللوائح المتعلقة بالحجاب، قال البروجردي: "كانت ابنةً لنا جميعاً، وما حدث لابنتنا كان مريراً جداً لنا جميعاً".

هزت الاحتجاجات إيران منذ مقتل أميني، وكان آية الله العظمى واضحاً في رده على ذلك. قال البروجردي عن المحتجين، مخاطباً الجمهورية الإسلامية: "هؤلاء الناس هنا يقولون كلمتهم ولا يتفقون مع ما تفعلونه. يجب أن تُسمَع أصواتهم في مكانٍ ما. اتركوا الصحف حرةً. يجب أن تكون الصحافة حرة. يجب سماع وجهات نظر مختلفة في التلفزيون الحكومي".

هاجمت وسائل الإعلام المتشددة، مثل وكالة رسا الإيرانية، رجل الدين؛ لدوره في تأجيج الاحتجاجات، لكن البروجردي ظلَّ صامداً، ودعا إلى معاملة المحتجين المعتقلين "برحمة".

ومع تنامي شعبيته، عارض المسؤولون الإيرانيون علناً ظهور البروجردي في صورة آية الله العظمى الجديد.

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

  كلمات مفتاحية

جواد العلوي البروجردي إيران مهسا آميني