خطير ومعقول.. إسرائيل تتوقع سيناريو الحرب المقبلة مع حزب الله

الاثنين 7 أغسطس 2023 01:18 م

وضع جهاز الأمن الإسرائيلي، سيناريو "خطير ومعقول" للحرب المقبلة مع حزب الله اللبناني، والتي ستتحول إلى حرب متعددة الجبهات، تطلق فيها آلاف المقذوفات يوميا، وتستهدف منشآت استراتيجية، ويقتل 500 مدني وتتعطل الاتصالات والإمدادات.

ووفق تقرير لصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، فإن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يصفون الحرب المقبلة المحتملة ضد حزب الله بأنها سيناريو "خطير – معقول".

وفي حال أرادت إسرائيل المبادرة إلى خطوة عسكرية استباقية لمنع سيناريو كهذا، فإنها لن تتمكن من القيام بذلك في ظل المناخ السياسي الحالي.

وأشارت الصحيفة إلى أن سيناريو "خطير – معقول" يردع إسرائيل ويفسر عدم رغبتها المعلن بحرب و"ردود أفعالها المعتدلة مقابل استفزازات حزب الله المتكررة على طول الحدود".

ويسود قلق كبير في جهاز الأمن الإسرائيلي بسبب استمرار الوضع السياسي الداخلي على خلفية خطة "الإصلاح القضائي" الحكومية لإضعاف جهاز القضاء.

وحسب الصحيفة، فإن رد الفعل الإسرائيلي كان بهذا الشكل "المعتدل" في أعقاب تفجير مفترق مجدو، الذي نفذه عنصر تسلل من لبنان وحاول العودة إليها قبل أن تقتله قوات الأمن الإسرائيلية، وعندما استولى عناصر لبنانيون على كاميرات مراقبة إسرائيلية عند الحدود اللبنانية، وكذلك إثر إقامة قرابة 30 موقعا لقوات "رضوان" النخبوية في حزب الله، وفي أعقاب نصب خيمة في مزارع شبعا.

وتعتبر التقديرات الإسرائيلية أن حربا مقبلة لن تكون محصورة في جبهة واحدة، وإنما ستكون متعددة الجبهات، مقابل لبنان وسوريا، وربما دول أخرى تبسط إيران نفوذا فيها، وربما مع إيران نفسها.

كما أنه ليس مستبعدا، وفق السيناريو، انضمام قطاع غزة إلى حرب كهذه، وأن تتصاعد وتيرة العمليات المسلحة في الضفة الغربية وتنظيم مظاهرات وإغلاق شوارع مركزية داخل إسرائيل.

وفي إطار السيناريو ذاته، فإن التخوف الاستراتيجي في جهاز الأمن الإسرائيلي هو من استهداف شبكات الكهرباء، والاتصالات، وإمدادات الطاقة، وتزويد المواد الغذائية، والقدرة على توفير خدمات للمواطنين بسبب تغيب الكثيرين عن العمل.

وحسب التوقعات، فإن إسرائيل ستواجه في اليوم الأول للحرب إطلاق 6 آلاف قذيفة صاروخية باتجاه جبهتها الداخلية، وسيتراجع هذا العدد إلى 1500 – 2000 قذيفة صاروخية يوميا في الأيام التالية.

ويصف الخبراء الأمنيون إصابة نحو 1500 موقع في إسرائيل يوميا، إضافة إلى قذائف صاروخية ستسقط في مناطق مفتوحة، بأنه سيؤثر على مجر الحياة، لافتين إلى أن منظومة "القبة الحديدية" لن تتمكن من تسجيل اعتراضات قذائف صاروخية بأعداد كبيرة، بسبب كثافة إطلاقها.

وأشارت الصحيفة، للمقارنة، أنه خلال العدوان الأخير على غزة، تم إطلاق 1470 قذيفة صاروخية باتجاه إسرائيل، وفي عدوان مايو/أيار العام 2021 تم إطلاق قرابة 4500 قذيفة صاروخية خلال 10 أيام، وخلال عدوان العام 2014 تم إطلاق 3850 قذيفة تقريبا خلال أيام العدوان الخمسين.

وتشير آخر التقديرات في جهاز الأمن، إلى أنه في حرب مقبلة سيقتل حوالي 500 شخص في إسرائيل، عدا الجنود الذين سيقتلون.

ويتصاعد القلق في إسرائيل بسبب تحسين دقة الصواريخ التي ستستهدف إسرائيل في سيناريو حرب كهذه.

ويشير مسؤولون أمنيون إسرائيليون إلى أن أحد الدروس الهامة من الحرب في أوكرانيا هي فاعلية الطائرات من دون طيار من صنع إيراني التي تستخدمها روسيا.

ولا يستبعد جهاز الأمن في إطار السيناريو، أن يتمكن حزب الله أو إيران أو ميليشيات إيرانية من استهداف منشآت استراتيجية إسرائيلية، مثل محطات توليد كهرباء، بشكل يغرق إسرائيل في الظلام لفترات تتراوح بين يومين إلى 3 أيام.

وفي حال استهداف محطات توليد كهرباء إسرائيلية بشكل يلحق ضررا شديدا بالقدرة على إنتاج كهرباء، فإنه ستتعطل الاتصالات والبنية التحتية للاتصالات الخليوية، والقدرة على التحذير من إطلاق صواريخ ومقذوفات.

ولا تتوفر لدى إسرائيل قدرة على الرد على وضع كهذا أو التعامل معه حتى الآن، وفقا للصحيفة، باستثناء نصب بطاريات "القبة الحديدية" إلى جانب المنشآت الإستراتيجية.

وأشارت مصادر في جهاز الأمن إلى أنه في سيناريو كهذا قد يتوقف دخول السفن إلى الموانئ، حركة الطيران، وحركة السير داخل إسرائيل.

في الوقت نفسه، يتخوف جهاز الأمن من عدم امتثال سائقي الشاحنات في عملهم، وغالبيتهم من المواطنين العرب، الأمر الذي سيؤدي إلى قطع سلسلة الإمدادات داخل إسرائيل وأن يؤدي ذلك إلى أضرار "دراماتيكية".

وتشير التقديرات أيضا إلى أن 50% من المواطنين سيتغيبون عن العمل، وأن 60%-70% سيتغيبون عن المرافق الاقتصادية "الحيوية"، وأن 20% سيتغيبون عن "القطاع الحيوي".

وكذلك يسود تخوف من نزوح عشرات آلاف المواطنين في إسرائيل نحو جنوبها أو اللجوء إلى مواقع تحت الأرض، مثل أنفاق الكرمل.

ولا يستبعد هذا السيناريو اشتعال حرائق، وهجمات سيبرانية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تنظيم مواجهة أحداث كهذه، منذ أكثر من عام، حيث يضع جهاز الأمن هذا السيناريو في ظل تقارير تؤكد على تراجع كفاءات الجيش الإسرائيلي، وخاصة في سلاح الجو، إثر احتجاجات عناصر الاحتياط ضد "الإصلاح القضائي".

إلا أن "يسرائيل هيوم" قالت إنه على الرغم من آلاف التوجهات التي تلقّاها جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنود في الاحتياط، في الأسابيع الأخيرة، بشأن عدم امتثالهم للخدمة العسكرية احتجاجاً على خطة التعديلات القضائية التي تقودها الحكومة لإضعاف القضاء، "فإن الجيش الاسرائيلي ما زال يتمتع بكفاءة عالية جداً للحرب".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل حرب فلسطين حزب الله لبنان سوريا إيران سيناريو

وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد نصر الله بإعادة لبنان للعصر الحجري

إذاعة الجيش الإسرائيلي: ثمة صلة بين التوتر على حدود لبنان وموجة العمليات بالضفة

جالانت خلال لقائه جوتيريش: احتمالات المواجهة مع لبنان تتصاعد

قناة عبرية: الكابنيت يجتمع لمناقشة سيناريوهات الحرب الشاملة

أكسيوس: تحركات أمريكية لتهدئة التوترات بين إسرائيل وحزب الله