قلعة تفريخ الحرس الثوري.. مطالب للغرب بمراقبة جامعة إيرانية لأنشطتها النووية

الجمعة 25 أغسطس 2023 01:24 م

طالب محلل أمني وباحث سياسي إيراني معارض الدول الغربية والمنظمات الدولية مراقبة أنشطة جامعة الإمام الحسين في طهران، والتي قال إنها المؤسسة الأساسية التي يقع على كاهلها تفريخ كوادر الحرس الثوري الإيراني وقياداته، مؤكدا أن الجامعة باتت واحدة من المراكز الرئيسية للأبحاث النووية والصاروخية في إيران، متسترة بنشاطها الأكاديمي.

وفي مقال له نشره "منتدى الخليج الدولي"، يقول رضا بارشيزاده إن جامعة الإمام الحسين هي معهد متخصص للتعليم العالي تابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني وأحد أهم مراكز التطور الأيديولوجي والتكنولوجي داخل الجمهورية الإسلامية.

وقد وصف محمد علي جعفري، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، الجامعة ذات مرة بأنها "المعهد الأكاديمي الوحيد للحرس الثوري الإيراني".

تابعة لخامنئي مباشرة

ويرتبط علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، ارتباطًا وثيقًا بالجامعة، حيث يظهر هناك بانتظام لإلقاء الخطب ومنح أفراد الحرس الثوري الإيراني الرتب، كما يقول الكاتب.

وبحسب بارشيزاده، تخضع جميع المعاهد التعليمية التابعة للحرس الثوري الإيراني والباسيج في إيران لسلطة جامعة الإمام الحسين، التي تعتمد أساتذتها وأعضاء هيئة التدريس، وتصمم كتبها المدرسية، وتصدر الشهادات والاعتمادات.

والأساتذة في جامعة الإمام الحسين جميعهم أعضاء في الحرس الثوري الإيراني.

ويخضع جميع قادة الحرس الثوري الإيراني من المستويات العليا والمتوسطة والأدنى لدورات تدريبية سنوية تتراوح مدتها من أسبوع إلى شهر في جامعة الإمام الحسين والتي تؤكد على الأساس الأيديولوجي والسياسي للنظام، وتعلم أساليب الإدارة والقيادة الجديدة "لمواجهة التهديدات"، التي باتت اليوم في قاموس النظام الإيراني هي "الاحتجاجات الشعبية"، على حد قول الكاتب.

وتركز جامعة الإمام الحسين الكبرى أكثر على التطوير العلمي، وتقبل الطلاب على ثلاثة مستويات: البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، من خلال امتحان القبول الوطني في البلاد. ويصاحب قبول الطلاب في كلتا الجامعتين مقابلات صارمة وشاملة في محاولة لضمان توافقهم مع أيديولوجية الحرس الثوري والجمهورية الإسلامية.

قائد دموي للجامعة

وبأمر من محمد علي جعفري القائد العام السابق للحرس الثوري، العميد علي فضلي منصب قائد جامعة الحسين الكبرى، وجامعة تدريب الضباط والحرس.

ويعد فضلي، الذي كان سابقًا نائب قائد قوة الباسيج، أحد أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني وأكثرهم إثارة للجدل.

 وخلال الانتفاضة الشعبية ضد النظام الإيراني في عام 2009، تولى فضلي قيادة "فرقة سيد الشهداء" التابعة للحرس الثوري الإيراني في طهران، والتي لعبت دوراً رئيسياً في القمع الوحشي للاحتجاجات التي أعقبت إعادة الانتخاب المشكوك فيها للرئيس محمود أحمدي نجاد.

وبسبب مشاركته في تلك القضية، يخضع فضلي لعقوبات الاتحاد الأوروبي منذ عام 2011، ويخضع للعقوبات الأمريكية منذ عام 2012.

جامعة تدريب الضباط والحراس

وبحسب الكاتب، تضم جامعة تدريب الضباط والحراس خمسة فروع تتمحور حول التطبيقات العسكرية والأمنية، وهي:

  • "مدرسة الأمن"، التي تدرب رجال الحرس الثوري الإيراني وميليشيات الباسيج على واجبات الأمن والحماية المستقبلية.
  • "مدرسة الاستخبارات" التي تضم ثمانية توجهات استخباراتية وأمنية مختلفة.
  • "كلية التكنولوجيا والهندسة" التي تركز على موضوعات مثل الدفاع السلبي والاتصالات.
  • "كلية العلوم الإنسانية الإسلامية"، التي تنتج وتنشر الخطابات الأيديولوجية للنظام.
  • "كلية العلوم الجهادية الأساسية" (العلوم العسكرية الأساسية سابقاً)، التي تقوم بتدريس العلوم العسكرية الأساسية لكوادر المستقبل.

في المقابل، فإن الجامعة الكبرى أقل تركيزًا على الجانب العسكري وتغطي موضوعات علمية متقدمة، على الرغم من أن التطبيقات العسكرية لا تزال تلعب دورًا رئيسيًا في دراسات المعهد.

وتقبل الجامعة الطلاب من خلال الامتحانات الوطنية في تخصصات مثل الطيران، وتكنولوجيا المعلومات، والاستخبارات العسكرية، واستخبارات العمليات، والحرب السيبرانية، والعلوم السياسية، والجغرافيا السياسية / العسكرية، وعلم الأحياء الدقيقة.

فلسفة إنشاء الجامعة

ويقول الكاتب إن الفلسفة وراء إعادة هيكلة جامعة الإمام الحسين خلال العقدين الماضيين هي توحيد عملية اختيار أفراد الحرس الثوري.

ففي الماضي، كان كل فرع من فروع الحرس الثوري الإيراني يجند لنفسه، مما أدى إلى عدم الكفاءة والمنافسة بين الخدمات على نفس المجموعة من المجندين المحتملين.

أما اليوم، وبأمر من خامنئي، يجب على جميع أولئك الذين سيتم تجنيدهم في مختلف فروع الحرس الثوري الإيراني - فيلق القدس، والباسيج، وحماية المخابرات، وغيرها - المرور أولاً عبر الأقسام الفرعية المختلفة لجامعة الإمام الحسين.

ويشير الكاتب إلى تقرير نشرته صحيفة "التلجراف" البريطانية عام 2006، والذي أكد أن جامعة الإمام الحسين هي واحدة من المراكز الرئيسية للأبحاث النووية والصاروخية في إيران.

ويضيف التقرير أنه في الواقع، ومن أجل منع عمليات التفتيش الدولية، يستغل الحرس الثوري الإيراني الوضع الأكاديمي للمعهد للتغطية على الأبحاث العسكرية التي يتم إجراؤها في مختبراته.

وبحسب التقرير، كان 21 أستاذًا في الجامعة، كل منهم ضابطًا كبيرًا في الحرس الثوري الإيراني، يشاركون في الأبحاث النووية والصاروخية في ذلك الوقت.

وكان أحد هؤلاء الأساتذة محسن فخري زاده، وهو عميد في الحرس الثوري الإيراني يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه قائد برنامج الأسلحة النووية الإيراني حتى اغتياله على يد عملاء إسرائيليين في عام 2020.

المصدر | منتدى الخليج الدولي

  كلمات مفتاحية

جامعة الإمام الحسين الحرس الثوري الإيراني علي خامنئي نووي إيران

اتفاق نووي مرحلي بين أمريكا وإيران.. الخيار الأقل سوءا

قائد عسكري إيراني: التأثير بالنظام العالمي الجديد يتطلب السيطرة على البحر والمحيطات