تحقيق: حسابات إسرائيلية وأمريكية روجت كذبة قطع رؤوس أطفال قرب غزة

الاثنين 16 أكتوبر 2023 11:21 ص

كشف تحقيق أجرته شبكة "الجزيرة" الإعلامية القطرية عن أن حسابات تواصل اجتماعي يمينية مقربة من إسرائيل، أغلبها في الولايات المتحدة، روجت للمزاعم الكاذبة بإقدام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطع رؤوس 40 طفلا إسرائيليا خلال عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

التحقيق تتبع خيوط الادعاءات ومصادر الرواية التي أدت إلى انتشار الخبر الكاذب دون التحقق منه، والذي استُخدم لتجييش الرأي العام العالمي ضد المقاومة الفلسطينية والفلسطينيين في قطاع غزة وتبرير العدوان الإسرائيلي الوحشي على القطاع.

بدأت القصة عندما ادعت صحفية إسرائيلية تدعى نيكول زيديك، تعمل في قناة "آي 24" الإسرائيلية، خلال تغطية مباشرة من مستوطنة كفار عزة قرب الحدود مع غزة، أن المقاومة الفلسطينية قطعت رؤوس 40 طفلا في المكان، وسرعان ما تلقفت حسابات مقربة من إسرائيل وأخرى يمينية أمريكية المعلومة المضللة، رغم عدم وجود أي تأكيد رسمي إسرائيلي.

وأثارت المعلومة ضجة رقمية هائلة على مستوى العالم، خاصة في العالم الغربي، وتعززت بادعاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه شاهد صور أطفال إسرائيليين ذبحتهم "حماس"، لكن البيت الأبيض نفى لاحقا مشاهدة بايدن للصور بنفسه، مؤكدا أنه سمع عنها فقط من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ومع انتشار الادعاءات حول قطع رؤوس الأطفال في غلاف عزة، قال صحفيون كانوا في المكان نفسه مع الصحفية الإسرائيلية التي صدر عنها الخبر المضلل، إنهم لم يجدوا أي دليل على ذلك الادعاء الشنيع، رغم كونهم أجروا مقابلات عديدة مع الجنود والمسؤولين الإسرائيليين في المكان، وسجلوا إفادات أدلى بها شهود عيان.

فيما كشف تحقيق أجراه موقع "ذا جراي زون" الأمريكي المستقل أن الادعاء بأن أفراد المقاومة يقطعون رؤوس الأطفال الإسرائيليين مصدره جندي إسرائيلي يُدعى ديفيد بن صهيون، وتم تعريفه خلال مقابلة أجرتها معه قناة "آي 24" بصفته "زعيم استيطاني متطرف".

وأشار التحقيق إلى تراجع وسائل إعلام وصحفيين عن تقارير أولية بهذا الشأن، بعد أن تعذر إثبات الادعاء بقطع رؤوس الأطفال، وبينها صحيفة "إندبندنت" البريطانية وقناة "سي إن إن" الأمريكية، كما تراجع البيت الأبيض عن التصريح الذي أدلى به بايدن عندما ادعى أنه شاهد صورا لـ "إرهابيين" يقطعون رؤوس أطفال في إسرائيل.

أول تغريدتين

ورصد التحقيق أول تغريدتين نشرتا الخبر الكاذب من خارج إسرائيل، وحققتا انتشارا كبيرا على منصة "إكس"، ونشر إحداهما حساب لشخص يدعى جابرييل نورونها، وهو موظف سابق في وزارة الخارجية الأمريكية ويعمل الآن بالمعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي.

أما التغريدة الثانية فنشرها حساب لصحفية تدعى إيما ويب، تعمل في "جي بي نيوز"، وهي قناة بريطانية ذات ميول يمينية.

وقد نشرا في تغريدتيهما الادعاء الكاذب المتعلق بقطع رؤوس الأطفال، وقدماه على أنه خبر مؤكد.

وفي غضون 4 ساعات من نشر التغريدة الأولى، كان هناك 30 ألف تفاعل من حوالي 25 ألف حساب على "إكس".

وكشف التحقيق أن التغريدات حظيت بأكبر قدر من التفاعل في الولايات المتحدة خلال الساعات الأولى من تداولها، كما لاقت رواجا في الهند وإسرائيل والمملكة المتحدة.

ونشط إعلاميون وناشطون على منصات المجتمع المدني في نشر الادعاء الكاذب والترويج له على نطاق واسع، وأغلبهم مرتبطون باليمين المتطرف في الولايات المتحدة، ومن أبرزهم الصحفي والناشط بن شابيرو، وهو صهيوني أمريكي معروف انتشرت تغريداته على نطاق واسع، مما أعطى زخما للادعاء الكاذب.

ولاحقا نشر نتنياهو صورة ادعى أنها لطفل إسرائيلي أحرقته "حماس"، لكن سرعان ما كشف الصحفي الأمريكي جاكسون هينكل أن الصورة مزيفة، وأنها في الأصل صورة كلب في عيادة طب بيطري، تم تزييفها عن طريق الذكاء الاصطناعي، لتحل محلها صورة لجسد طفل متفحم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تحقيق حسابات إسرائيل أطفال حماس كذبة

تضامنت مع اليهود.. داخلية ألمانيا تدعو المسلمين لحوار وتتهم "حماس" بالإرهاب

في صراع فلسطين وإسرائيل.. شادي حميد للأمريكيين: قد تكونوا على خطأ

ن.تايمز: لا يجب السماح بقتل أطفال غزة لحماية نظرائهم في إسرائيل

أرقام قياسية لعمليات قتل الاحتلال الإسرائيلي لأطفال غزة

أطفال فلسطينيون يحملون سلاحا وإسرائيليون يقرؤون.. واتساب يثير غضبا وميتا تعلق

إنترسبت: لماذا يواصل بايدن تكرار أكاذيبه حول قطع حماس لرؤوس الأطفال؟