للتطبيع مصالح ومخاوف.. الإمارات تتحرك بحذر في حقل ألغام غزة

الأربعاء 1 نوفمبر 2023 08:29 ص

في ظل استمرار الحرب بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، تواجه الإمارات تحديا يتمثل في "التعامل مع الوضع بطرق يمكنها معها الحفاظ على توازنها الدقيق"، بحسب جورجيو كافير في تحليل بموقع "أمواج. ميديا" (Amwaj.media).

كافير تابع أنه "يبدو أن الإمارات في وضع صعب مع ارتفاع عدد القتلى بسبب الأحداث في غزة وإسرائيل".

ولليوم الـ26، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء حربا مدمرة على غزة، وقتل إجمالا أكثر من 8525 فلسطينيا بينهم 3542 طفلا و2187 سيدة، وأصاب نحو 21543، كما قتل 126 فلسطينيا واعتقل نحو 2000 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

فيما قتلت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية. كما أسرت ما لا يقل عن 239 إسرائيليا ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

وقال كافير إن "للإمارات مصالح في البناء على علاقتها مع إسرائيل، بما في ذلك في التجارة والسياحة، كما أعطت اتفاقيات إبراهيم لأبوظبي نفوذا أقوى في واشنطن، لكن يتعين في الوقت نفسه على القيادة الإماراتية أن تلبي احتياجات الفئات المؤيدة للفلسطينيين محليا وإقليميا".

وفي 2020، وقَّعت الإمارات اتفاقية مع إسرائيل لتطبيع العلاقات بينهما، بوساطة إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.

توازن دقيق

و"يسلط البيان الإماراتي حول هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الضوء على التوازن الدقيق الذي يحدث، إذ انتقدت أبوظبي الحركة الفلسطينية بسبب "تصعيدها الخطير"، لكنها أدانت إسرائيل أيضا في بعض الأحيان، بينما امتنعت عن اتهام حماس بـ"الإرهاب"، كما أضاف كافير.

وفي ذلك اليوم، أطلقت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل؛ ردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

وقال خبراء للموقع إن "تدفق الدعم لفلسطين بين الإماراتيين يوضح حدود التطبيع مع إسرائيل، لكن أيضا من غير المرجح أن تنسحب القيادة الإماراتية من اتفاقيات إبراهيم (للتطيع مع إسرائيل)".

"كما تشعر الإمارات بالقلق إزاء التهديدات التي تشكلها حركة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن ضد المصالح الأمريكية والإسرائلية، ويأخذ صناع السياسة الإماراتيون مثل هذه التهديدات على محمل الجد بسبب علاقات أبوظبي مع تل أبيب وواشنطن".

ومنذ بدء الحرب على غزة، شن  الحوثيون هجمات بصواريخ ومسيّرات باتجاه أهداف إسرائيلية، أحدثها على مدينة إيلات على البحر الأحمر أمس الثلاثاء، لكن جيش الاحتلال اعترضها.

هجوم انتقامي

وشدد الخبراء على أن "الإمارات معرضة لهجوم انتقامي بسبب حرب غزة"، محذرين من "احتمال حدوثه من أكثر من اتجاه".

و"يجب على الإمارات تحقيق التوازن بين هذه المجموعة المعقدة من العوامل وسط الأزمة"، كما ختم كافير.

وفي أكثر من مناسبة، حذرت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الجماعات الموالية لإيران، وبينها الحوثيون، من التدخل في الصراع الراهن لصالح سكان غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

وانتقدت منظمات دولية، في مقدمتها الأمم المتحدة، ممارسات إسرائيل، مؤكدة أن "التجويع" و"العقاب الجماعي" لسكان غزة "قد يرقى لمستوى جريمة حرب"، ومشددة على ضرورة استئناف إدخال مستلزمات الحياة إلى القطاع المحاصر.

المصدر | جورجيو كافير/ أمواج ميديا - تحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات إسرائيل تطبيع فلسطين حرب غزة

غزة.. رسالتان لغضب شعبي عربي ووضع مغاير بالسعودية والإمارات

طيران الإمارات تمدد تعليق رحلاتها من وإلى إسرائيل حتى نهاية نوفمبر

الرئيس الإماراتي يوجه بعلاج 1000 طفل من غزة بمستشفيات البلاد

الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع تتبرأ من سياسة حكومة بلادها مع إسرائيل