لقاءات متوترة لبلينكن في تل أبيب ورام الله.. إعلام عبري وعربي يكشف التفاصيل

الأربعاء 10 يناير 2024 09:26 م

شهدت اجتماعات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن التي عقدها خلال زيارته الأخيرة إلى تل أبيب ورام الله، تورترات كبيرة، قبل أن يعلن مسؤولون إسرائيليون رفضهم مطالب واشنطن بشأن تغيير أسلوب الحرب في قطاع غزة، وتسليم أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية.

ووصل بلينكن إسرائيل الإثنين للمرة الخامسة منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والتقى بعدد من المسؤولين بينهم الرئيس إسحاق هرتصوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واجتمع بمجلس الحرب الإسرائيلي.

ونقلت القناة "13" العبرية (خاصة)، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن بعض اجتماعات بلينكن التي عقدها خلال زيارته الأخيرة إلى إسرائيل كانت "متوترة".

وذكر المسؤولون، وفق القناة، أن "بلينكن قال في اجتماع مع مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي: مثلما لديكم طموحات، الفلسطينيون، لديهم أيضا طموحات، عليكم قبول ذلك".

كما قال بلينكن، وفق المسؤولين الإسرائيليين، إنه يستحيل القضاء على حركة "حماس" بشكل كامل، الأمر الذي يتعارض مع مواقف القادة الإسرائيليين.

وقالت القناة "13"، إن بلينكن طرح خلال اجتماعه بمجلس الحرب طلب الولايات المتحدة لتطبيق حل الدولتين كرؤية "لليوم التالي" (انتهاء) للحرب في غزة.

وردا على ذلك، قال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، إن "85% من الفلسطينيين في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) يؤيدون المجزرة التي وقعت يوم السبت الأسود"، في إشارة لهجوم شنته "حماس" على مستوطنات جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار للقناة، إن رسالة بلينكن كانت "أنه إذا لم يتم طرح حل الدولتين كرؤية، فإن إسرائيل لن تتقدم سياسيا، ولا حتى (في ملف التطبيع) مع السعودية".

ولاحقا، عبر وزراء ونواب متطرفون إسرائيليون، عن رفضهم مطالب بلينكن، لحكومة بنيامين نتنياهو.

وخرج وزراء ونواب في تصريحات علنية عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، وهم يتحدثون صراحة عن رفض هذه المطالب، بدءا بتغيير أسلوب الحرب في غزة، ومرورا بتحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية، وحتى دعوات التهجير من قطاع غزة.

وقال وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش: "وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، مرحبا بك في إسرائيل، نحن نقدّر كثيرا دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، ولكن فيما يتعلق بوجودنا في بلادنا، فإننا سنتصرف دائما وفقا للمصلحة الإسرائيلية".

وأضاف: "لذلك، سنواصل القتال بكل قوتنا لتدمير حماس، ولن ننقل شيكلا للسلطة الفلسطينية يذهب إلى عائلات النازيين في غزة، وسنعمل على السماح بفتح أبواب غزة للهجرة الطوعية للاجئين، كما فعل المجتمع الدولي تجاه اللاجئين من سوريا وأوكرانيا".

أما النائب عن حزب "الليكود" (الحاكم) داني دانون، فغرد بالقول: "الأخبار عن نية إسرائيل تغيير أسلوب الحرب والتحول إلى العمليات المستهدفة، معناها واضح بهذه الطريقة لن نهزم حماس، ولن نعيد الأسرى، ولن نتمكن من ضمان عودة سكان سديروت ونتيفوت إلى ديارهم بسلام".

وتابع: "التخلي عن السيطرة الإسرائيلية على معبر رفح يعني الاستمرار في إمداد حماس بالصواريخ والقنابل، لم يفُت الأوان بعد للتصرف بشكل مختلف. لم يفت الأوان بعد لهزيمة العدو".

أما المعلق الإسرائيلي في القناة "13" العبرية، فقال إن زيارة "بلينكن بالأمس خلّفت شعورا مريرا وأجواء مثيرة للقلق.. هناك فجوة بين ما يقوله بلينكن وما تقوله الحكومة الإسرائيلية".

وبشأن عودة الفلسطينيين إلى شمالي قطاع غزة، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، إن نتنياهو قال لبلينكن في لقاء عقد بينهما، إنه ليس من الممكن في هذه المرحلة إعادة السكان إلى شمال قطاع غزة.

ولم تقتصر اللقاءات المتوترة لبلينكن في تل أبيب، بل شهد لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، توترات، بعدما أظهر الأخير عدم ثقة المسؤولين الفلسطينيين بقدرة الولايات المتحدة على تطبيق ما تقوله أو تسعى له في المستقبل، وفق ما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط".

ووفق مصادر الصحيفة، فقد أبلغ بلينكن عباس الذي التقاه في رام الله، الأربعاء، أن إدارته تؤيد اتخاذ "تدابير ملموسة" لإقامة دولة فلسطينية، وترى أنه يجب إطلاق مسار شامل يضمن في النهاية إقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل التي يجب أن تنخرط في محيطها.

كما طالب السلطة بضرورة إجراء إصلاحات في الهياكل الحكومية والأمنية، (إدارية ومالية ضرورية)، حتى تكون قادرة على الحكم، سواء في الضفة أو قطاع غزة في المرحلة المقبلة، وفق المصادر.

وفيما لم تورد الرئاسة الفلسطينية أي تفاصيل متعلقة بمسألة إصلاح السلطة، قالت الخارجية الأمريكية إن بلينكن وعباس "أجريا مناقشات مثمرة بشأن إصلاح السلطة الفلسطينية".

وأكدت مصادر فلسطينية، أن بلينكن ركز على مسألة الإصلاحات، لكنه قوبل بسيل من الأسئلة الصعبة حول الحرب في غزة، ودور واشنطن في إيقافها، وخطتها لليوم التالي للحرب، وحكم قطاع غزة، والحرب المفتوحة في الضفة الغربية، وعنف المستوطنين، والخطط الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين، ومصير الأموال التي تحتجزها الحكومة في تل أبيب.

وقالت المصادر إنه تم سؤال بلينكن عن الأموال المحتجزة، وكيف ستستطيع واشنطن فرض رؤيتها في المسائل الأصعب إذا كانت لا تستطيع تحرير الأموال.

وحسب المصادر، فإن هذه النقطة حولت اللقاء إلى "اجتماع متوتر"، لأنها أظهرت عدم ثقة المسؤولين الفلسطينيين بقدرة واشنطن على تطبيق ما تقوله أو تسعى له في المستقبل.

فيما طالب عباس بضرورة "الوقف الفوري لحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، لنتمكن من تنفيذ الحل السياسي المستند للشرعية الدولية، بدءاً بنيل دولة فلسطين عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن، وعقد مؤتمر دولي للسلام ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذي يحقق السلام والأمن للجميع".

وحذر الرئيس الفلسطيني من خطورة ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات تهدف لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، أو الضفة الغربية، بما فيها القدس، مؤكداً الرفض الكامل لتهجير أي مواطن فلسطيني سواء في قطاع غزة، أو الضفة الغربية، وقال إنه لن يسمح بحدوثه.

وجدد عباس التأكيد أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصله، أو اقتطاع أي جزء منه، مشددا على ضرورة الإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية، فوراً.

مقابل ذلك، ووفق المصادر، حاول بلينكن شرح الخطة الأمريكية القائمة على إطلاق مسار سياسي بعد الحرب، يهدف إلى إقامة دول فلسطينية، والتطبيع مع المزيد من الدول العربية.

كما أبلغ عباس أنه حصل على تعهد من نتنياهو، أنه لن يكون هناك تهجير لأهالي قطاع غزة، "فيما تستمر المباحثات بشأن اليوم التالي للحرب مع الإسرائيليين وزعماء المنطقة"، وأن واشنطن تريد في النهاية "سلطة فلسطينية مؤهلة" من أجل حكم الضفة الغربية وقطاع غزة.

من جانبها، أوردت القناة "12" العبرية، عن مصدر، قوله إن واشنطن تطرح مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية قبل أكثر من 20 عاماً، بوصفها إطاراً محتملاً لإنهاء الحرب ضد "حماس" في غزة.

وتعرض مبادرة عام 2002 على إسرائيل تطبيع العلاقات مع العالم العربي بأكمله، بمجرد توصلها إلى حل الدولتين.

وأفاد التقرير، بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقول إن مثل هذا الاتفاق سيكون في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل ودول المنطقة.

وأضاف أن بلينكن أبلغ الإسرائيليين أنهم يجب أن يذهبوا باتجاه "أفق دبلوماسي"، وأن الصور واللقطات الصادرة من الحرب في غزة تؤدي إلى "التطرف" في دول الشرق الأوسط، وطالبهم بالتوقف عن إيذاء المدنيين والانتقال كلياً للمرحلة الثالثة، والإفراج عن أموال الفلسطينيين، ووضع خطة لليوم التالي للحرب.

هذا، ويتوقع أن يعقد مجلس الحرب الإسرائيلي جلسة في وقت متأخر، الأربعاء، من أجل مناقشة اليوم التالي للحرب.

وترفض إسرائيل تسليم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، حتى الآن، وتسعى إلى تشكيل هيئات محلية هناك تدير الشؤون المدنية فيما تحتفظ هي المسؤولية الأمنية.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، ما زالت إسرائيل تكرر أن أحد أهدافها في القطاع هو "القضاء على حركة حماس وإعادة أسراها من غزة".

ولم يصدر تعليق رسمي من واشنطن أو تل أبيب أو رام الله، حول ما أوردته القناة الإسرائيلية والصحيفة السعودية.

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول، نفذت "حماس" هجوما على مستوطنات غلاف غزة قُتل فيه نحو 1200 إسرائيلي، وأصيب حوالي 5431، وأسر 239 على الأقل، بادلت "حماس" عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر الماضي.

وحسب إعلام عبري، أسفرت الهدنة المؤقتة نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عن إطلاق سراح 105 مدنيين من المحتجزين لدى "حماس" بينهم 81 إسرائيليا، و23 مواطنا تايلانديا، وفلبيني واحد.

وذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن إسرائيل أطلقت بموجب الهدنة المؤقتة سراح 240 أسيرا فلسطينيا من سجونها" و71 أسيرة و169 طفلا.

وتقدر إسرائيل وجود حوالي "137 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء 23 ألفا و357 قتيلا و59 ألفا و410 مصابين معظمهم أطفال ونساء، و"دمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

ومنذ اندلاع الحرب، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة الغربية، وزاد من وتيرة الاقتحامات والمداهمات للمدن والبلدات والمخيمات، وما نتج عنها من مواجهات وعمليات قتل واستهداف.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بلينكن تل أبيب رام الله إسرائيل المبادرة العربية حل الدولتين فلسطين عباس مجلس الحرب

مسؤولون إسرائيليون يتحدثون عن مبادرة قطرية جديدة لإنهاء حرب غزة.. وحماس تنفي

تقديرات استخباراتية: حزب الله قد يهاجم أمريكيين بالشرق الأوسط أو داخل الولايات المتحدة