تسبب قطع شجرة نادرة في تونس تعود لزمن الرئيس «الحبيب بورقيبة» باحتقان شعبي أدى لإقالة عدد من المسؤولين.

وكان سكان ضاحية «قرطاج» القريبة من العاصمة تقدموا بعريضة لدى الحكومة لمساءلة رئيس بلدية قرطاج إثر قيام صاحب مقهى بقطع شجرة نادرة من نوع «اوكالبتوس» يبلغ عمرها حوالي مئة عام، بذريعة تسببها بأضرار مادية لمحله.

وأشارت مصادر إعلامية إلى أن رئيس الحكومة قرر إقالة رئيس البلدية وجميع أعضائها، فيما أكد رئيس البلدية السابق «محمد علي الحمامي» أنه لم يمنح أي ترخيص بإزالة الشجرة المذكورة، مشيرا إلى أن السلطات ستقاضي صاحب المقهى.

وأصدر نائب رئيس بلدية قرطاج بيانا أكد فيه أن حل مجلس البلدية لا علاقة له بحادثة قطع الشجرة، مؤكدا أنه صدر أمر حكومي بحل النيابة الخصوصية منذ 11 يناير/كانون الثاني الماضي، وتعويضها بنيابة جديدة يترأسها معتمد قرطاج.

وقال: «إن النيابة المتخلية أصبحت غير قانونية منذ أن استقلت منها أنا وزميلي سالم بن تيلي رئيس الدائرة البلدية قرطاج محمد علي في أكتوبر/تشرين الأول 2015، حيث لم يتبق فيها سوى عضوين فقط».

من جانبها، علقت الباحثة والقيادية السابقة في حزب «نداء تونس»، «ألفة يوسف» على الحادث بقولها «الشجرة التي قطعت في قرطاج أثارت مئات ردود الأفعال حد إقالة بعض المسؤولين، وهو أمر جيد، لكن لماذا لا يتحرك أحد من أجل القيم والسلوك المدني التي لم تقطع فحسب وإنما يحاول البعض اجتثاثها من الجذور؟».

يذكر أن «الحبيب بورقيبة» هو أول رئيس للجمهورية التونسية، وعزل عن الحكم بانقلاب من قبل الرئيس الهارب «زين العابدين بن علي»، وفرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله، كما حجبت أخباره عن الإعلام حتى وفاته في عام 2000، واشتهر بإصدار العديد من القوانين التي اعتبرها البعض مثيرة للجدل.