هآرتس تكشف عن فريق بايدن الكبير للتعامل مع حرب غزة.. دائرة ضيقة وواسعة

الثلاثاء 30 يناير 2024 03:21 م

ألقت صحيفة "هآرتس" العبرية الضوء على من وصفته بالفريق القوي الذي يقرر سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي وغزة وما يجري حاليا على الأراضي الفلسطينية، وهو الفريق الذي صاغ معادلة حساسة بين واشنطن وتل أبيب حاليا، تتراوح بين الدعم الكامل والضغط الكبير.

ووفقا للصحيفة، تتركز مهام هذا الفريق على مفاوضات استعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة، أو بمنع حرب غزة من الانتشار إلى لبنان وعبر الشرق الأوسط، أو بضمان عدم تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، أو العمل للحفاظ على مكانة إسرائيل الدبلوماسية إقليميا وعالميا، أو محاولة تنشيط السلطة الفلسطينية على الطريق نحو حل الدولتين بعد الحرب، أو ربما بقائمة متزايدة من المشاغل.

من هم أعضاء الفريق؟

أولا: الدائرة الضيقة المحيطة ببايدن

 وتضم 5 مسؤولين، هم: وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وكبير مستشاري بايدن للشرق الأوسط بريت ماكجورك، والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.

وتقول "هآرتس" إن بلينكن يعمل شكل فعال كمقياس عام لرد الإدارة الأمريكية إزاء حرب غزة وتداعياتها ومستقبل القطاع الفلسطيني.

وقدمت خطاباته خلال جولاته المكوكية العديدة في الأشهر التي تلت الهجوم، رؤية الولايات المتحدة للحقائق على الأرض، وما تعكسه من القلق المتزايد بشكل مطرد بشأن الأزمة الإنسانية في غزة وفشل إسرائيل في الحد من الخسائر في صفوف المدنيين، كما تقول الصحيفة.

أما جيك سوليفان وبريت ماكجورك فيصفهما التقرير بأنهما "أقرب الأصوات إلى أذن بايدن في جميع شؤون السياسة الخارجية".

وكان سوليفان وكيربي من أكثر الناشطين في ملف التطبيع السعودي الإسرائيلي، الذي كان يمضي على قدم وساق، قبل اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، لكنهم يستأنفون الآن تلك الجهود بقوة، كما تقول الصحيفة.

أما جون كيربي، فتصفه "هآرتس" بأنه "أبرز مسؤول أمريكي يتحدث علنا بشأن الحرب، وقد نال استحسان المؤسسة اليهودية الأميركية الموالية لإسرائيل لدفاعه المستميت عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ورفض اتهامات الإبادة الجماعية".

وتشير الصحيفة إلى أن نائبة الرئيس، كامالا هاريس هي الأقل انخراطا في ملف غزة والعلاقات مع إسرائيل، لكن زوجها اليهودي دوغ إيمهوف كان بمثابة وجه الإدارة لمكافحة معاداة السامية المحلية المتزايدة الناجمة عن الحرب.

ثانيا: الدائرة الواسعة

وتضم سفيرة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، فكانت في عزلة متزايدة على الساحة العالمية، حيث تطالب غالبية دول العالم إسرائيل بتغيير مسارها في غزة لحماية المدنيين بشكل أفضل وزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير، في حين كانت الولايات المتحدة تستخدم حق النقض الفيتو ضد قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار وحيدة تقريبا.

هناك أيضا السفير الأمريكي لدى إسرائيل، جاك ليو الذي تم تعيينه بشكل مستعجل في غضون أسابيع بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ويعد الآن هو المحاور الرئيسي على الأرض بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، وخاصة فيما يتعلق بتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، فضلا عن الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار، مع إبقاء السلطة الفلسطينية قادرة على السداد وسط عنف المستوطنين داخل الضفة الغربية، واستمرار الحكومة الإسرائيلية في احتجاز عائدات الضرائب الفلسطينية.

أما رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، فتقول الصحيفة إنه يتولى بشكل خاص ملف الأسرى لدى "حماس" في غزة.

ويدعم جهود بيرنز، روجر كارستينز الذي يعمل في وزارة الخارجية كمبعوث رئاسي أمريكي خاص لشؤون الأسرى، ونائبه ستيفن جيلين الذي سافر إلى إسرائيل إلى جانب بلينكن مباشرة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول وبقي هناك للعمل مع عائلات الأسرى.

بدوره، يحافظ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن على مستوى اتصالات مستقر مع نظيريه الإسرائيليين وزير الدفاع يوآف جالانت ورئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، حيث يتلقى تحديثات تكتيكية حول العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ويقدم تجاربه ودروسه الخاصة حول حرب المدن، وعمل على تعزيز الموقف العسكري الأمريكي كرادع محتمل لإيران ووكلائها الإقليميين، كما يقول التقرير.

من ناحيته، يعل مبعوث بايدن الكبير بلبنان آموس هوكشتاين إلى التوصل إلى حل دبلوماسي لاتفاق محتمل لإنشاء منطقة عازلة بين جنوبي لبنان والأراضي المحتلة بحكم الأمر الواقع، للمضي قدما نحو اتفاق حدودي طويل الأجل في نهاية المطاف.

ومع أن بايدن لم يعين مبعوثا خاصا للإشراف على الحرب الإسرائيلية على غزة، فقد عين ديفيد ساترفيلد مبعوثا خاصا للأزمة الإنسانية في غزة بعد أيام من الحرب.

وعمل ساترفيلد مع الحكومة الإسرائيلية لتوسيع المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة مع تزايد مخاطر المجاعة والمرض، وقد دافع عن حرية حركة الفلسطينيين في غزة والحاجة إلى آليات جديدة لمنع الاشتباك، كما تقول "هآرتس".

من ناحيتها، لعبت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور دورا مهما في تنسيق الجهود الأمريكية لتقديم المساعدة الإنسانية للفلسطينيين، حيث سافرت إلى مصر وأشرفت على تسليم 500 ألف رطل من المساعدات الغذائية وعشرات الملايين من الدولارات كمساعدات تكميلية، مع إنشاء مستشفى ميداني وتوسيع المساعدات لتشمل السلع التجارية.

العلاقات مع السلطة الفلسطينية

في الوقت نفسه، تقول الصحيفة إن كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية يعملون على الحفاظ على العلاقات مع السلطة الفلسطينية، التي أصبح دورها الحالي والمستقبلي كهيئة حاكمة للفلسطينيين نقطة خلاف بين واشنطن وتل أبيب.

وبالفعل قام هادي عمرو، الممثل الأمريكي الخاص للشؤون الفلسطينية، بزيارة رام الله للقاء رئيس الوزراء محمد اشتية، الذي شدد على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار وكذلك الضغوط المالية المستمرة التي تواجهها السلطة الفلسطينية بسبب عائدات الضرائب المحتجزة.

وقد لعب مسؤولون كبار آخرون في وزارة الخارجية، مثل النائب الرئيسي لمساعد وزير الخارجية هنري ووستر، وكبيرة الدبلوماسيين في الشرق الأوسط باربرا ليف، والمستشار ديريك شوليت، والمنسق الأمني الأميركي اللفتنانت جنرال مايكل فينزل، ونائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية أندرو ميلر، أدوارا في التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين والأردنيين، وتحدثوا عن الحاجة إلى إصلاح داخلي في السلطة الفلسطينية، فضلا عن مخاطر عنف المستوطنين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات الأمريكية الإسرائيلية جو بايدن غزة

غالانت: إسرائيل ستفرض سيطرتها العسكرية على غزة بعد الحرب

تحت شعار" لا لعزل وتركيع غزة".. أحزاب وشخصيات مصرية تستنكر مقترح غلق معبر رفح

لماذا يصر بايدن على نفي ارتباط اضطرابات الشرق الأوسط بحرب غزة؟

من غزة إلى اليمن.. كيف تبدو استراتيجية بايدن مرتبكة في الشرق الأوسط؟