استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أخلاق الحرب في غزة

الأحد 11 فبراير 2024 02:30 ص

أخلاق الحرب في غزة

أخلاق الحرب تختلف عن أخلاق السلم لكنّ الأهم هنا هو الادعاءات الصهيونية بأنهم الجيش الأكثر أخلاقية في العالم!

الصورة التي قدمتها المقاومة بغزة هي الجبهة الأساسية للانتصار على توحش الاحتلال والمعين الذي تستمدّ منه قضية فلسطين ألقها في الخارج خاصة.

تكبد جيش الاحتلال أضخم خسائره الأخلاقية أمام العالم، بعد انكشاف طبيعة الاحتلال المتوحشة وهمجية المحتل وارتكابه بعض أكبر الجرائم ضد الانسانية.

المقاومة في غزة ملتزمة أخلاقيا بمنطلقات دينية عقائدية تمنع أي خرق أو تجاوز أخلاقي خلال الحرب، تفقدها مصداقيتها في غزة والعالم الإسلامي ويسيء لقضية فلسطين.

* * *

خلال الأشهر الأربعة التي هي عمر المذبحة الكبيرة ضد شعب غزة، شاهد العالم دروسا في أخلاق الحرب بين كلا الطرفين سواء من خلال معاملة الأسرى والرهائن أو من خلال التعامل مع العدو.

أخلاق الحرب تختلف عن أخلاق السلم لكنّ الأهم هنا هو الادعاءات الصهيونية بأنهم الجيش الأكثر أخلاقية في العالم.

بالنسبة إلى المقاومة في غزة فإنها ملتزمة أخلاقيا بمنطلقاتها الدينية العقائدية الذي تمنعها من أي خرق أو تجاوز أخلاقي خلال الحرب، يمكن أن يفقدها مصداقيتها في غزة وفي بقية العالم الإسلامي ويسيء إلى القضية الفلسطينية نفسها.

لا يمكن بناء عليه لرجال المقاومة خسارة الجبهة الأخلاقية للحرب لأنها هي التي خلقت حجم التعاطف العالمي الكبير مع نضال الشعب الفلسطيني.

لقد أبصر العالم على الشاشات كيف تمت معاملة الأسرى وكيف خرجت الدفعات الأولى منهم وهي تثني على رقيّ التعامل الأخلاقي معهم، رغم كونهم جنودا وأسرى حرب في منطقة محاصرة تتعرض للقصف بأطنان القنابل كل يوم.

إن الصورة التي قدمتها المقاومة في غزة هي الجبهة الأساسية للانتصار على توحش الاحتلال وهي المعين الذي تستمدّ منه القضية الفلسطينية ألقها في الخارج على وجه الخصوص.

أما على الجهة المقابلة فقد تكبدت فيالق المحتل أضخم خسائرها الأخلاقية، بعد أن انكشفت أمام العالم الطبيعة المتوحشة للاحتلال وهمجية المحتل. إن حصار مليونين ونصف من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال ومنع الغذاء والماء والدواء عنهم وقصفهم يوميا بالقنابل والصواريخ، يعتبر في حد ذاته واحدة من أكبر الجرائم ضد الانسانية.

إضافة إلى ذلك ارتكب العدوّ الصهيوني جرائم ساهمت بشكل كبير في كشف الصورة الأخلاقية الحقيقية للمجتمع الصهيوني، من خلال تصريحات المسؤولين السياسيين والإعلاميين الذين يطالبون بقتل النساء والأطفال في غزة.

لأول مرة في تاريخ الحروب الحديثة تقريبا نجد مسؤولا سياسيا وحتى دينيا يطالب بقتل الأطفال وحرق غزة بالقنابل النووية. ارتكبت في غزة كل الجرائم كهدم البيوت على ساكنيها والتعذيب في السجون والمعتقلات وقنص النساء والأطفال وقصف المستشفيات والمدارس واغتيال المرضى على أسرّة العلاج.

لم تنجح آلة الدعاية الصهيونية هذه المرة في إخفاء معالم الجريمة، بعد أن شاهد العالم إلى أي مدى وصلت بشاعة الجرائم والتطهير العرقي في غزة.

لم يصدّق كثيرون كيف لشعب يدعي المظلومية وأنه ضحية المحرقة النازية أن يرتكب مجازر تفوق في بشاعتها كل ما ادّعاه، بل يرى كثيرون أن الهزيمة الأخلاقية للجيش الصهيوني إنما هي المقدمة الحقيقية لنهايته الوجودية.

*د. محمد هنيد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون، باريس

المصدر | الوطن

  كلمات مفتاحية

غزة المقاومة إسرائيل الاحتلال أخلاق الحرب التطهير العرقي الهزيمة الأخلاقية الجيش الصهيوني العدو الصهيوني قضية فلسطين