استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«الإرهاب».. ابن تيمية أم انهيار الدولة؟!

الجمعة 17 أكتوبر 2014 08:10 ص

تمت قراءة «الإرهاب» في العالم العربي عبر عقود بنظريات ومقاربات متباينة. بين رؤية الإرهاب نتيجة مباشرة لغياب الديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. ومنظور آخر يرى أن «الإرهاب» وغياب الديموقراطية كلاهما نتيجة لأمر ثالث، ثقافة اجتماعية تحرِّض على العنف وترسِّخ التطرف والانقسامات الطائفية. غالباً ما استُخدم تعبير «ثقافة اجتماعية»؛ من أجل تجنب توجيه انتقادات مباشرة إلى الدين الإسلامي. وهذه مسألة أخرى يُكثر الغربيون من تكرارها باعتبار المشكلة في الإسلام ذاته. وهي مسألة أُشبعت بحثاً ودراسةً، من دون أي تقدم يُذكر؛ لأنها تُغفل مسألة أبسط من هذا بكثير. وهو تاريخ نشأة حركات العنف السياسي في العالم العربي.

فبدلاً عن البحث بعيداً في كتابات ابن تيمية على سبيل المثال لفهم «تنظيم الدولة» أو «داعش» كان الأسهل قراءة نشأة هذا التنظيم خلال العقد الماضي، إذ يمكن تقديم تفسيرات أكثر فائدة، من لوم الفقه الإسلامي أو الإسلام أو التعلق بنظرية المؤامرة ثم انتظار التدخل الغربي مخلصاً.

وُلد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من رحم الحركة التي أنشأها أبو مصعب الزرقاوي؛ لمحاربة الاحتلال الأميركي، التي سميت لاحقاً بـ«قاعدة الجهاد» بعد مبايعة الزرقاوي لابن لادن. فالسبب المباشر لولادة تنظيم الزرقاوي -الأب الشرعي لتنظيم الدولة اليوم- هو مقاومة الاحتلال الأميركي. قبل أن تتعقد الأمور في المنطقة.

عمل الزرقاوي في أجواء انهيار الدولة العراقية الحديثة بفعل الاحتلال الأميركي. حاربت حركته الجيش الأميركي، ثم الميلشيات التي جندتها أميركا؛ لمحاربة المقاومة العراقية كفيلق بدر. لاحقاً استُهدف البيئة الحاضنة لهذه الميلشيات، والجيش والشرطة العراقية، أي استهداف الشيعة بشكل مباشر من جماعة الزرقاوي، وهو ما خلق حرباً أهلية وتهجيراً طائفياً واسع النطاق بين عامي 2005 و2007، إذ دحر العربُ السنة التنظيم من خلال ما سمي «الصحوات»، وهي الميلشيات التي جندتها الحكومة العراقية والجيش الأميركي لهزيمة تنظيم القاعدة.

في تلك الفترة فوّت المالكي فرصة دمج العرب السنة في العملية السياسية في العراق. وهذا ما لم يحدث ولن يحدث مستقبلاً، فالمسألة ليست في توزيع الحقائب الوزارية، بل في صلب تكوين النظام السياسي العراقي الذي أسس تحت الاحتلال الأميركي والقائم على المحاصصة الطائفية. فبنية النظام والتدخلات الخارجية الأميركية والإيرانية تجعل حل المسألة السياسية في العراق أضغاث أحلام.

في السياق ذاته، عاد التنظيم للظهور من جديد في 2010، بعد هزيمته من العراقيين في 2007، بمسمى «تنظيم الدولة». استفاد التنظيم من استمرار تهميش السنة من حكومة بغداد المركزية. فقد نشأت في هذا الفراغ من انهيار الدولة، ووجود حكومة طائفية، وتفكك في الجهاز العسكري للدولة واتهامه بالطائفية. هذه المظلومية السنية -إن صحت التسمية- هي التي جعلت عمل «تنظيم الدولة» ممكناً في العراق.

تكررت القصة ذاتها في سورية «الأسد».

النظام المستبد الذي حُكم بيد من حديد أربعة عقود، تفاجأ بثورة واجهها بالمزيد ممن القمع. هنا نحن أمام المعطيات ذاتها تقريباً، سلطة مركزية منهارة، جيش غير وطني قمع ثورة سلمية تحولت لاحقاً إلى مسلحة. وإحساس بالتهميش من قطاعات واسعة في المجتمع ترجمت إلى كراهية للنظام السياسي والدولة.

استمرار القمع من النظام، مع تشتت الدعم للثورة السورية من العرب، وتنافس دولي محموم لفرض أجندة مختلفة على الثوار والنظام، كل هذا التشظي جعل تمدد تنظيم الدولة أمراً حتمياً في الساحة السورية. هنا تتشابه الظروف السياسية، والمظلومية الاجتماعية، بل والتكوين الثقافي لمناطق غرب العراق وشرق سورية، لتصبح تلك المناطق هي البيئة الحاضنة للتنظيم.

تبدو وكأن الجغرافيا، وبعد المسافة، هو العائق الوحيد أمام نشاط تنظيم الدولة في اليمن. هناك حيث ما زال تنظيم «القاعدة» يملك نفوذاً أكبر من «دولة الخلافة». فاليمن يحوي كل عوامل تمدد تنظيم الدولة وخلافة البغدادي. فالجيش مفكك بولاءات مختلفة، ومتهم بارتكاب تجاوزات ضد مدنيين من ناحية، والإخفاق في حمايتهم من ناحية أخرى. والنظام السياسي في صنعاء يبدو في أضعف أحواله منذ إزاحة علي عبدالله صالح. والحراك الجنوبي في أنشط أوضاعه منذ سنوات. والتباينات القبلية والطائفية تجعل اليمن يوشك أن ينفجر.

هذه العوامل: ضعف السلطة المركزية، عدم الثقة في الجيش الوطني أو تفككه، شعور شرائح متعددة من المجتمع بالتهميش، هو ما جعل تمدد الحوثيين ممكناً في اليمن، كما جعل تمدد البغدادي حتمياً في العراق وسورية.

دائما ًما يأتي السؤال عن أهمية البعد الآيديولوجي والفكري في تعزيز «الإرهاب»؟ لا يمكن تهميش أهمية الأفكار في أي حركة صاعدة، فالعنف السياسي أو «الإرهاب» ليس ممارسة عبثية، هدفها قتل أكبر قدر ممكن من البشر، بل مشروع سياسي يهدف إلى إخضاع البشر والحكومات لمطالب وأوضاع سياسية، وهو ما يعني أنه مشروع ذو محتوى. الإشكال أن دراسة وتمحيص هذا المحتوى دائماً ما تأتي على حساب الوقائع والأحداث التي أسهمت في جعل هذا «الإرهاب» ممكناً.

اعتبار أن «الإرهاب» نشأ وترعرع بسبب كتابات ابن تيمية، يوازي في عبثيته محاربة «الإرهاب» بإلقاء الصواريخ من الجو. هذا التفسير يغمض عينيه عما حدث خلال العقد الماضي، ليصفِّي حساباته مع التاريخ.

 

المصدر | الحياة

  كلمات مفتاحية

الإرهاب الدولة الإسلامية بن تيمية أبومصعب الزرقاوي أسامة بن لادن

«الجامعة العربية» تستضيف اجتماعا للمفكرين والخبراء العرب لمواجهة الإرهاب

عن دواعش السنة.. ودواعش الشيعة

حرب على الإرهاب أم استهداف للشيعة؟

التصديق على وقائع «موت معلن»

«اجتماع المنامة» يرسم خطوات لمكافحة تمويل أي جهة لـ«المنظمات الإرهابية»

«كبار العلماء» تجوب مناطق المملكة لمواجهة التطرف والإرهاب

أميركا.. الدولة الإرهابية الرائدة

الخوف البريطاني من الإسلاميين والخوف السعودي من الملحدين وجهان لعملة واحدة

متى ينتصر «داعش»؟ ... عندما نفكر مثله!

غضب خليجي بعد وصف صحفي إماراتي «بن تيمية» بـ«الجاهل المنافق»

إعلام الإمارات ينهش من «بن تيمية» باتهام «الإخوان» وإيران!