قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي»، اليوم الثلاثاء، إن الوضع في تركيا لم يستقر بشكل كامل بعد؛ لأن الانقلاب الفاشل الذي تم ستكون له تداعيات وعواقب تأخذ فترة من الوقت.
وأشار إلى أن طهران تعاملت بحكمة ومنطق مع ما جرى، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية «فارس».
وأوضح أن جهاز الدبلوماسية الإيرانية «تعامل بحكمة مع ما جرى في تركيا التي تعتبر دولة جارة وصديقة للجمهورية الإسلامية»،
وأكد أن طهران لازالت تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في تركيا.
وأعرب عن أمله بان تتجاوز تركيا بسرعة تداعيات الانقلاب العسكري الفاشل حتى يعود الاستقرار لها بشكل كامل.
وكان الرئيس الإيراني «حسن روحاني» وعد نظيره التركي «رجب طيب أردوغان»، بتضامن بلاده مع أنقرة عقب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي شهدتها تركيا نهاية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن استقرار تركيا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لإيران والمنطقة بأكملها.
وقال «روحاني» في مكالمة هاتفية مع «أردوغان»، وفقا لبيان من المكتب الرئاسي الإيراني نشر على الإنترنت، «وقفنا دائما بالكامل وراء الحكومة الشرعية في تركيا، وسنستمر في فعل ذلك».
وذكر «روحاني» أن استقرار تركيا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لإيران والمنطقة بأكملها، خاصة في مكافحة الإرهاب الإقليمي.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، الجمعة الماضية، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ«منظمة الكيان الموازي»، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية الفاشلة، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
وارتفع عدد ضحايا تلك المحاولة إلى أكثر من 200 شخص، بينهم 161 معارضا للانقلاب أغلبهم مدنيون، و104 من الانقلابيين، بينما تم اعتقال 2839 عسكريا، بينهم ذوو رتب رفيعة.
كما فصل المجلس الأعلى للقضاء في تركيا 2745 قاضيا وعزل 5 آخرين، بعد اجتماع استثنائي له اليوم السبت، في حين اعتقل 11 مدعيا عاما و10 أعضاء في محكمة الاستئناف، وصدرت مذكرات اعتقال بحق 140 آخرين، كما اعتقل بعض أعضاء المجلس الأعلى للقضاء المرتبطين بجماعة رجل الدن المعارض «فتح الله كولن».