العيد في الخليج.. العودة لبيت العائلة وموائد بالأضحية عامرة

السبت 10 سبتمبر 2016 04:09 ص

ساعات قليلة، ويطل عيد الأضحى على دول الخليج، وسط فرحة عارمة، يشهدها بيت العائلة الكبير.

ويختلف الاحتفال بعيد الأضحى، من بلد لآخر كلٌ حسب عاداته ومعتقداته الموروثة، لكن يبقى التجمع حول الأضحية وقضاء أول أيام العيد في بيت كبير العائلة، هو القاسم المشترك في دول الخليج.

السعودية

بعيدا عن الحج، وخدمة الحجيج، والحياة ذات الطابع الخاص في مكة المكرمة خلال عيد الأضحى باعتباره موسم الحج، يتفق أغلب السعوديين على قضاء العيد في تجمع أسري، خاصة أثناء ذبح الأضحية، وقضاء صباح العيد عند كبير الأسرة، ثم إعداد طبق العيد من لحم الخروف على اختلاف المسميات، فيما يكون أغلب الشباب مواصلين للسهر، وقبل الظهر يكون أغلبهم يخلد للنوم حتى وقت متأخر من المساء.

فيما نقل الكثير من أهالي العاصمة، عادات الديرة لقلبها النابض وأهمها الأكل الجماعي في أحد طرق الحي صباح العيد بعد أداء الصلاة.

وفي المنطقة الوسطى تحديداً بما فيها العاصمة الرياض تتشابه الأطباق الشعبية في مسمياتها وطريقة إعدادها، وتعتمد في المقام الأول على القمح واللحم أو القمح والتمر، وبعد ذبح الأضاحي تقوم النساء بتحضير وجبة الإفطار والتي تسمى «الحميس» المكونة من قطع من اللحم الصغير والكبد والكلاوي والقلب أو ما يسمى «معاليق» الخروف، وهناك أيضاً الحنيني وهو عبارة عن أقراص من العجين اللين تسمى «مراصيع».

أما في المنطقة الشرقية، فطبق «الهريس» الشرقاوي هو الأشهر ومن أهم الأطباق الشعبية في كل من الدمام والأحساء والقطيف؛ حيث يشكل طبقاً حاراً وغنياً بالمواد الغذائية.

وفي صباح عيد الأضحى تقوم الأمهات والزوجات بإعداده، ومن الأطباق الشعبية أيضا خبز «التاوة» وخاصة في منطقة القطيف، ومن الأطباق الحلوة والتي يتم إعدادها في المناسبات والأعياد العصيدة و«الكليجة» و«الممروس».

وفي المنطقة الغربية، عموما تحرص النساء على إعداد أشهر الأطباق الحجازية من الحلويات والمكسرات، على مائدة تتصدرها أكلة «الدبيازة» التي تتكون من بعض الفواكه الجافة، وهناك أيضا الزلابية الشهيرة.

وفي الجنوب تتميز الأعياد في القرى بالإفطار الجماعي في الحارة أو الحي، حيث يحضر كل شخص طبقا منزلياً وقبل أو بعد ذبح الأضحية تعد ربة المنزل فطور العيد، وهو ليس كأي فطور، حيث يأكل منه كل أفراد القرية، وبعد ذلك مازالت بعض القرى يلتزم رجالها بالقيام بجولة لزيارة المنازل وتبادل التهاني.

قطر

تميز احتفالات عيد الأضحى في قطر بطابع خاص؛ حيث يحرص أهل قطر في ليلة العيد على إعداد «قدوع» أو «فوالة» المجلس لضيوفهم الذين سيزورون بيوتهم لتهنئتهم بقدوم العيد، بالإضافة إلى تجهيز «دلال» القهوة والشاي.

و«القدوع» أو «الفوالة» هي كلمات خليجية وتعني أنواع الحلويات والمكسرات التي توضع في المجلس لتقدم لضيوف المنزل في العيد.

وتعبتر من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد لكل الفئات العمرية على حدٍ سواء، حيث يحرص الأهل قبل العيد بفترة على شراء الملابس الجديدة لأبنائهم فتُشترى الجلابية للشابات والأمهات ويرتدي الأولاد والرجال «الثوب» و«الغترة» و«العقال» ومنهم من يلبس «البشت» وهو البردة التي يلبسها أبناء الخليج فوق ملابسهم التقليدية وتكون أطرافها مطرزة باللون الفضي أو الذهبي.

ويخرج الرجال وبعض النساء لصلاة العيد في جماعة في الساحات الخاصة بأحيائهم السكنية.

ويمثل الاجتماع في البيت الكبير من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد .. والبيت الكبير هو بيت الأجداد؛ حيث يكون الاجتماع لكل أفراد العائلة الواحدة من نساء ورجال – منفصلين - وأطفال على وجبة الغداء في أول أيام العيد، بعد ذبح الأضحية.

ويفضل البعض التنزه في الحدائق خلال العيد ولاسيما عندما يكون الطقس مناسباً خلال هذه الفترة من العام.

ويعتبر من أهم طقوس العيد التي مازالت تُمارس حتى الآن، حيث يخرج الأطفال في «الفرجان» أي في أحيائهم السكنية أو الأحياء المجاورة لهم ويغنون أغاني العيد أمام البيوت المجاورة لبيوتهم ومن أغاني العيد القطرية «عيدكم مبارك يا أهل البيت»، وتُعطى لهم العيدية.

أما العيدية فهي مبلغ مالي يُعطيه الكبار للأطفال، لإدخال الفرحة والسرور على قلوبهم وهي من المظاهر القديمة للاحتفال بالعيد والتي مازالت مستمرة حتى يومنا هذا. ويدخر الأطفال العيدية لشراء الهدايا والألعاب.

ومن بين الأمور الأساسية والضرورية والتي يحرص القطريون على اقتنائها أيضاً قبل أيام العيد وتشهد رواجاً كبيراً هي «العود والبخور» اللذان يعتبران من سمات البيت الخليجي نظراً لأنهما يمثلان علامة على كرم الضيافة ومن الأمور التي تكمل جمال وأناقة المنزل برائحته الجميلة.

وأطلقت الهيئة العامة للسياحة الترفيهية بمناسبة العيد شعار «التقط الفرح»، التي تتواصل على مدى سبعة أيام وتتخللها مجموعة من الفنون، حيث أكدت الهيئة أن الفعاليات سوف تغطي شتى أنحاء قطر، وسوف تقام الاحتفالات الغنائية على مسرح عبدالعزيز بن ناصر بسوق واقف، من أول إلى خامس يوم العيد، وذلك في التاسعة مساء كل يوم وحتى منتصف الليل.

الإمارات

يتجسد العيد في الإمارات عبر مجموعة من الممارسات التي تعكس قيماً وعادات أصيلة، وذلك رغم ما طرأ عليها من مستجدات تمثلت في زيارة الفعاليات الترفيهية التي تعم إمارات الدولة، والتي تنظم خصيصاً للاحتفال بالعيد.

ولعل أبرز مظاهر العيد مرتبطة بالعودة إلى بيت العائلة الذي يجمع الصغير والكبير، الأبناء والأحفاد في فرحة كبيرة ومتبادلة.

ورغم أن عادات وتقاليد الاحتفال بالأضحى تختلف من منطقة إلى أخرى، فإن الاتفاق على شيء واحد وهو ذبح الأضاحي وتوزيع اللحم على الفقراء والمعوزين في أجواء يسودها التآخي والتضامن، وتطبعها فرحة الملاقاة بين العائلة والأصدقاء.

ولا تتوقف مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك عند أضحية العيد، بل إن هذه المناسبة الدينية الجليلة هي فرصة أيضاً للالتقاء مع الأقارب والأحباب والأصدقاء، وتبادل التهاني والزيارات الميدانية، وذلك مباشرة بعد أداء صلاة العيد والخروج من المساجد.

وتتمثل طقوس الاحتفال بالعيد في شراء ملابس جديدة لاستقباله، والقيام بالزيارات العائلية التي تبدأ بمنزل أكبر أفراد الأسرة، حيث يشهد تجمع مختلف الأفراد، الصغار والكبار، ويتم من خلالها تبادل التهاني بالعيد ويتجمع أفراد الأسر خلال الزيارات العائلية، حول ما يدعى بـ«فوالة العيد»، وهي المائدة الرئيسة التي يتم إعدادها خصيصاً لاستقبال العيد، والتي تضم مجموعة منوعة من الأكلات والحلويات الشعبية الإماراتية، كالهريس، والعريس، والأرز مع اللحم، والخبيص والحلوى العمانية التي تعتبر أشهر طبق يميزها.

ويتعاون أفراد الأسرة في المنزل الواحد عادةً، على إعداد هذه الأطباق، وتحديداً الحلويات منها، ويتم الاستعانة بالمحال التجارية المتخصصة لإحضار بقية الأصناف، التي قد تنتمي إلى مطابخ عربية أو أجنبية في بعض الأحيان، لاسيما تلك التي يصعب إعدادها في المنزل، وتستغرق وقتاً طويلاً.

وتعد الزيارات الأسرية في العيد، فرصة مثالية لصلة الأرحام، وتوطيد الأواصر بين الأهل والأقارب، ونشر التسامح والألفة في ما بينهم.

و تعتبر الإمارات هي قبلة الشاب الخليجي الأولى في عيد الأضحى المبارك، بعد أن استقطبت عمالقة الفن، يتقدمهم فنان العرب «محمد عبده» و«ماجد المهندس» و«رابح صقر».

من جهة أخرى، أعلنت مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة إحدى مؤسسات دائرة السياحة والتسويق التجاري، عن باقة من الأنشطة والاحتفالات، ويتضمن المهرجان باقة من الفعاليات والألعاب النارية والحفلات وعروض الشخصيات الكرتونية والحملات الترويجية، ويستمر على مدار عشرة أيام من الفرح في الفترة من 8 حتى 17 سبتمبر/أيلول 2016، تحت شعار «العيد في دبي.. احتفال يجمعنا».

سلطنة عمان

تتقارب العادات وتتشابه مظاهر العيد في مختلف محافظات وولايات السلطنة مع اختلافات شكلية، ولكن تبقى المظاهر الأساسية ثابتة لا تتغير كثيرا مثل العيدية والشواء والمشاكيك والعرسية والمقلية، وزيارة الأقارب والفنون الشعبية.

ولعيد الأضحى طابع خاص لدى جميع العمانيين فهم يحتفلون بالعيد على طريقتهم الخاصة وبعاداتهم التي توارثها الآباء عن الأجداد، حيث تبدأ الاستعدادات لاستقبال العيد قبل حلوله بعدة أيام، وذلك من خلال تجهيز كافة المتطلبات الخاصة به سواء أكان ذلك من حيث شراء الأضاحي والبهارات أو من حيث تجهيز الملابس، إضافة إلى شراء وتجهيز الحلويات التي يتم تقديمها في أيام العيد.

كما يقوم البعض بتجهيز التنور وتنظيفه من المخلفات وشراء الحطب الذي يوقد به التنور، بالإضافة إلى تجهيز المشاكيك ومستلزمات الشواء المتمثلة في شراء خصفة الشواء المصنوعة من خوص النخيل، فيما تكون إستعدادات النساء من خلال تجهيزهن لملابس العيد لهن ولأطفالهن.

بعد العودة من الصلاة يتجه الجميع إلى منازلهم استعدادا لذبح الأضاحي، حيث يجمتمع الأهالي في مكان مخصص للذبح، وذلك بهدف التعاون والمساعدة فيما بينهم، بعد ذلك تبدأ النساء بالإعداد لوجبة المقلاي التي تعتبر من الوجبات الأساسية في أول أيام العيد، أما بالنسبة للأشخاص الذين لم يذبحوا في أول أيام العيد فيقومون بتبادل الزيارات بين الجيران وصلة أرحامهم وتقديم المساعدة لهم.

ومن أهم ومظاهر العيد والعادات التي يحرص الجميع على القيام بها أثناء الأعياد هي عمل الشواء، حيث تعتبر هذه الوجبة من أهم الوجبات التي تتميز بمذاقها وطعمها الخاص وهي من العادات الجميلة التي يتوارثها العمانيون منذ قديم الزمان.

كما تعتبر الحلوى العمانية رمزا لكرم الضيافة، حيث لا يخلو أي بيت عماني من وجود الحلوى العمانية وخاصة أثناء مناسبات الأعياد وهي تختلف في صناعتها وجودتها من مصنع لآخر.

البحرين

لا تقتصر تحضيرات الأسر البحرينية، للعيد على شراء الملابس وكماليات الزينة من عطور وأطياب وحلى ومجوهرات، بل إن مأكولات العيد تتطلب بدورها ميزانية ومصروفا إضافيا لإعداد الموائد العامرة بشتى أصناف الاكلات الشعبية البحرينية والحلويات والشوكولاتة المستوردة.

أما الأطفال يلقون أضحيتهم الصغيرة في البحر مرددين أنشودة «حية بيه راحت حية ويات حية على درب لحنينية عشيناك وغديناك وقطيناك لا تدعين على حلليني يا حيتي».

و«الحية بية» عبارة عن حصيرة صغيرة الحجم مصنوعة من سعف النخيل ويتم زرعها بالحبوب مثل القمح والشعير، يعلقونها في منازلهم حتى تكبر ثم يلقونها في البحر يوم وقفة عرفات وتكون وجبة الغداء.

ومن الأصناف التي تزخر بها أيام العيد الحلوى البحرينية الشعبية والمكسرات والسمبوسة الحلوة، ترافقها القهوة العربية بالهيل والزعفران، هذا بخلاف الاكلات الشعبية التي يتم تقسيمها على الوجبات الثلاث الرئيسية، فالفطور يضم في قائمته طبق البلاليط، وهو الشعيرة المحلاة مع البيض المقلي والعصيد والخبيص والبثيث والعقيلي.

ويتبادل البحرينيون الزيارات، فيما بينهم للتهنئة ويتم تقديم ماء الورد والعود حيث يقوم الأهالي بتهنئة بعضهم البعض ويقول المهني لأخيه «عيدك مبارك»، فيجيب «أعاده الله علينا بخير وعليكم بخير وعافية»، وغيرها الكثير من العبارات.

الكويت

في الكويت يطول الاحتفال بعيد الأضحى ليصل إلى سبعة أيام كاملة، فعقب صلاة العيد يجتمع كبير العائلة لاستقبال الأقارب، ويتم ذبح الأضحية ثم يجتمع الرجال في الديوان لتناول طعام العيد المكون من اللحم، ويتناولون حلوى «غزل البنات».

ومن مظاهر العيد في الكويت يقوم أهل البيت بتنظيفه وترتيبه حتى يكون لائقا بهذه المناسبة ويرش بماء الورد مخلوطا بالعطور الخاصة إضافة إلى البخور والمعمول وغيرها.

وتخاط الملابس للكبار وللصغار كالدشداشة للأولاد والدراعة والبخنق للبنات، وكانت بعض السيدات يخطن ملابس أولادهن بأنفسهن.

وتصنع الحلويات الشعبية في البيوت استعدادا للعيد والبعض يقوم بشرائها من السوق.

وبعد صلاة العيد يتجمع الأطفال بكثرة خارج المسجد وأصواتهم تتعالى ويسمعها من في الداخل ويتباهون بملابسهم الجديدة.

ويهتم الكويتيون اهتماما خاصا كبير في الطعام خلال فترة العيد.

وبالرغم من أن هناك حالة امتعاض من الشارع الكويتي لغياب بعض الحفلات الغنائية، إلا أن المسرح الكويتي احتوى الموقف بمسرحيات تجاوز عددها 15 يشارك فيها عمالقة الفن الكويتي، مثل «سعد الفرج» و«طارق العلي» الذي يمثل في مسرحية بعنوان «قلب للبيع»، ستعرض على مسرح نقابة العمال في ميدان حولي.

  كلمات مفتاحية

دول الخليج السعودية عيد الأضحى الأضحية عادات وتقاليد

أجازات عيد الأضحى.. 12 يوما للسعودية و9 لقطر و7 لباقي دول الخليج

رسميا .. السعودية تعلن الإثنين 12 سبتمبر أول أيام عيد الأضحى

«الكبسة» و«الهريس» و«التمور» و«القهوة» قاسم مشترك لطعام أهل الخليج في رمضان

50 مليون دولار هدر في «الأضاحي» سنويا

عالم أزهري مثير للجدل: تجوز الأضحية بالدجاج أو البط

خطبة العيد في البيت الحرام والأقصى ودول الخليج تدعو إلى الوحدة ونبذ الفرقة

ملوك وأمراء الخليج يؤدون صلاة العيد ويتبادلون التهاني

زمن التفاخر بالأضحيات

حق الملح.. عادة جزائرية صباح يوم العيد لتكريم جهود "ربات البيوت"