أعلنت وزارة الداخلية السعودية أن قوات الامن قتلت برصاصها يوم الثلاثاء اثنين يشتبه أنهما ينتميان لجماعة مسلحة قتلت ثمانية أشخاص على الأقل في هجوم وقع مساء يوم الإثنين على شيعة يحتفلون بيوم عاشوراء.
وقالت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن بيان لوزارة الداخلية إن ضابطي أمن قتلا وأصيب آخران في اشتباكات بالأسلحة النارية ببلدة بريدة الواقعة الى الشمال من العاصمة الرياض وهي الاشتباكات التي قتل فيها من يشتبه بأنهما متشددان.
وربما يشكل هجوم يوم الاثنين اختبارا للعلاقات المتوترة بالفعل بين الشيعة والسنة في شتى أرجاء منطقة الشرق الأوسط لأنه يتزامن مع الاحتفال بعاشوراء.
وتشيع حوادث اراقة الدماء ذات الخلفية الطائفية في الشرق الاوسط لاسيما في العراق وسوريا واليمن.
وقال منصور التركي المتحدث الامني باسم وزارة الداخلية السعودية لرويترز إنه لا يمكنه تأكيد انتهاء العمليات الأمنية مشيرا الى أنه تم التعامل وفقا لما أفادت به المعلومات الاولية وأن اعتقال مشتبه بهم قد يقود إلى معلومات تفتح مجالات جديدة للعمليات.
والاحساء أحد مركزين رئيسيين للأقلية الشيعية في السعودية. والمركز الآخر هو القطيف.
وفي الرياض نددت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالهجوم وقالت إن "هذا الحادث الإجرامي اعتداء آثم وجريمة بشعة يستحق مرتكبوه أقسى العقوبات الشرعية."
وقالت الوزارة فيما يتعلق باشتباك بريدة "تم بتوفيق الله تعالى رصد وجود عدد من المشتبه بتورطهم بالمشاركة في ارتكاب الجريمة الإرهابية وذلك بمجمع استراحات بحي المعلمين بمحافظة بريدة بمنطقة القصيم.
"وأثناء مباشرة رجال الأمن في إجراءات القبض عليهم تعرضوا لإطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة حيث تم التعامل مع الموقف بمقتضى الأنظمة والرد على مصدر النيران بالمثل مما أسفر عن مقتل المطلوبَين وعددهم اثنان .. كما نتج عن تبادل إطلاق النار استشهاد النقيب محمد حمد العنزي والعريف تركي بن رشيد الرشيد."
وفي وقت سابق قالت قناة العربية التلفزيونية الفضائية ومقرها دبي إن قوات الامن السعودية التي تتعقب مشتبها بهم في هجوم الاحساء اشتبكت مع وقتلت رجلا مطلوب إلقاء القبض عليه في استراحة بمحافظة القصيم الى الشمال الغربي من العاصمة الرياض. واضافت ان احد افراد قوات الامن بالمملكة توفي في الاشتباكات.
ولم يتسن على الفور التحقق من تقرير العربية ولم يتضح ما اذا كانت تتحدث عن نفس الواقعة. إلا ان وزارة الداخلية قالت إن 15 شخصا اعتقلوا بشأن الهجوم الذي وقع في قرية الدالوة بمحافظة الاحساء.
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن متحدث باسم وزارة الداخلية قوله "عند الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء يوم الاثنين... وأثناء خروج مجموعة من المواطنين من أحد المواقع بقرية الدالوة.. بادر ثلاثة أشخاص ملثمين بإطلاق النار بإتجاههم من أسلحة رشاشة ومسدسات شخصية وذلك بعد ترجلهم من سيارة توقفت بالقرب من الموقع."
وقالت وزارة الداخلية لرويترز إن عدد قتلى أحداث مساء يوم الاثنين ارتفع الى ثمانية من خمسة بما في ذلك شخص عثر عليه مقتولا بالرصاص في سيارة بقرية مجاورة.
ونشر نشطاء في صفحة تحمل اسم (الحراك الثوري في القطيف) على موقع فيسبوك مقطع فيديو لصبي في مستشفى يضع ضمادة على إحدى قدميه وهو يصف الهجوم بصوت واهن. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة الفيديو.
وقال الصبي إنه عند انتهاء المراسم هم هو واثنان آخران بالرحيل فرأوا مهاجما يحمل بندقية قادما من شارع جانبي ثم أطلق الرصاص عليه وعلى الباقين ووقع المزيد من إطلاق النار.
والقطيف مركز للمظاهرات المؤيدة للشيعة والمناهضة للحكومة.
وقال ناشط حقوقي محلي إن معظم الضحايا شبان كانوا يقفون امام مدخل حسينية شيعية وهو مبنى يتجمعون بداخله لاحياء ذكرى عاشوراء.
وقال علي البحراني الناشط الحقوقي لرويترز خلال اتصال هاتفي إن "المجرمين" فروا فيما يبدو عقب اطلاق النار على الشبان.
ويقول الشيعة انهم يعانون تمييزا في فرص التعليم والتوظيف في الحكومة وانهم يشار اليهم بعبارات مسيئة في كتب واحاديث بعض المسؤولين السنة ورجال الدين الذي يعملون بهيئات حكومية.
ويشكون ايضا من قيود على انشاء اماكن العبادة والاحتفال بالمناسبات الشيعية ويقولون إن القطيف والاحساء يحصلان على تمويل من الدولة اقل من البلدات السنية ذات الحجم المماثل.
وتنفي الحكومة السعودية الاتهامات بالتمييز ضد الشيعة.