لماذا تدرب إيطاليا الشرطة السعودية على مكافحة الإرهاب؟

الأحد 27 نوفمبر 2016 12:11 م

أعلن وزير الداخلية الإيطالي «أنجلينو ألفانو» أثناء زيارته السعودية الأسبوع الماضي أن روما ستقوم بتدريب عناصر من الشرطة السعودية على عمليات مكافحة الإرهاب، ضمن نطاق عمليات حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وستقوم روما بتدريب العديد من عناصر الشرطة السعودية من رتب مختلفة على تكتيكات مكافحة الإرهاب وستساعدهم على اكتساب مهارات شرطية جديدة، حسب ما قال «ألفانو لصحف سعودية.

وعن سبب اختيار الرياض إيطاليا لهذه المهمة، قال المحلل السياسي الإيطالي «أندريه فالكوني» إن الدول الأعضاء في الناتو، شرعت منذ حرب أفغانستان في توزيع الأدوار داخل الحرب الواحدة، ولم يقتصر الأمر على تحديد مناطق السيطرة، بل تخصصت كل دولة في نوع من المسؤوليات.

فبينما تخصصت القوات الأمريكية في ضرب الأهداف الدقيقة باستخدام الطائرات من دون طيار، وتخصص الفرنسيون في الحرب التكتيكية، كانت فكرة الإيطاليين هي استخدام وحدات من الشرطة الإيطالية (الكارابينيري)، التي تجمع بين عناصر من الشرطة المدنية وعناصر من القوات المسلحة، لتكوين شرطة محلية وتدريب عناصرها.

ونفذت إيطاليا هذا النوع من المهام في كل من أفغانستان والعراق حيث دربت عناصر الشرطة المحلية، وكذلك قوات حرس الحدود في كوسوفا وألبانيا ومقدونيا، بل إن فرنسا طلبت مساعدة روما في تدريب قوات الشرطة في مالي.

ورأى «فالكوني» أن إيطاليا ستفعل الأمر ذاته مع الشرطة السعودية. إننا بارعون في هذا المجال.

ولعل توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن مؤخرا بسبب إقرار قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا) الذي يسمح للمواطنين الأمريكيين بمقاضاة السعودية على خلفية هجمات 11 سبتمبر، والاتفاق النووي مع إيران، فضلا عن عدم وضوح الرؤية في ما يخص الإدارة الأمريكية الجديدة، كان سببا في توجه السعودية إلى إيطاليا لتدريب وحدات شرطتها المحلية.

ويحتاج الاتفاق على برنامج تدريب كهذا إلى علاقات ثابتة ومستقرة، حسب فالكوني الذي يعتقد أن «من المستحيل أن تتفق السعودية مع الولايات المتحدة في الظرف الراهن على تدريب من هذا النوع. لا أحد في الرياض يعرف توجه الرئيس الأمريكي المنتخب إزاء المنطقة. ماذا لو قرر وقف التعاون العسكري مع الرياض؟.. إنه أمر لا يمكن التنبؤ به».

وتعرضت السعودية مؤخرا لعمليات إرهابية، منها العملية التي وقعت في المدينة المنورة وتسببت في مقتل 5 أشخاص في يوليو/تموز، وتفجير مسجد في أبها في أغسطس/آب 2015، راح ضحيته 15 شخصا.

تأتي العملية ضمن اتفاقية وقعها البلدان عام 2007، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ إلا بعد زيارة «ألفانو» الأخيرة.

المصدر | الخليج الجديد + الحرة

  كلمات مفتاحية

السعودية إيطاليا العلاقات السعودية الإيطالية