منسق فصائل الشمال: تراجع المعارضة السريع في حلب لا يعني الهزيمة

الخميس 8 ديسمبر 2016 01:12 ص

اتهم منسق فصائل المعارضة في الشمال السوري، «عبد المنعم زين الدين»، المجتمع الدولي بـ«المماطلة» في إجلاء المدنيين بحلب، مضيفاً أن مبادرة «الهدنة»، التي تقدمت بها المعارضة، أمس الأربعاء، بغرض تأمين خروج المدنيين والجرحى من حلب، ترد على تهمة استخدامهم من قبل الفصائل كـ«دروع بشرية».

 وأشار منسق فصائل المعارضة في الشمال السوري إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية «يأخذون كامل وقتهم في المفاوضات»، بينما وضع المدنيين المحاصرين في المدينة يتردى بشكل كبير، بحسب «الأناضول».

وأكد «زين الدين»، على أن ما يجري في حلب ما هو إلا «حرب إبادة» جماعية تنفذها روسيا وإيران.

وكانت فصائل المعارضة في شرقي حلب، عرضت أمس الأربعاء، «هدنة إنسانية فورية»، تمتد إلى 5 أيام، على أن يكون من بين بنودها، «إخلاء الحالات الطبية الحرجة التي تحتاج لعناية مستعجلة، وإتاحة المجال لإجلاء المدنيين الراغبين إلى ريف حلب الشمالي».

وتتعرض مدينة حلب منذ أكثر من 3 أسابيع إلى قصف شديد التكثيف من قبل القوات السورية والروسية، مما أدى إلى مقتل مئات المدنيين، وجرح آلاف آخرين، وإخراج جميع المستشفيات التي كانت عاملة في المدينة عن الخدمة، وذلك ضمن مساع للنظام والموالين له من روس وإيرانيين لإعادة السيطرة على مناطق المعارضة في شرق المدينة بعد 4 سنوات من فقدان النظام السيطرة عليها.

وتفرض قوات النظام على أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، حصاراً خانقاً منع دخول أي مواد غذائية أو أدوية إليها ما أدى إلى تردي كبير وغير مسبوق في الحالة الإنسانية للمدنيين فيها.

وكان مجلس الأمن الدولي، فشل يوم الإثنين الماضي، في تمرير مشروع لقرار تقدمت به بعض الدولة منها مصر، يُطالب بهدنة لمدة 7 أيام في حلب للسماح بإدخال مساعدات للمدنيين المحاصرين، وذلك إثر استخدام روسيا والصين حق «النقض» (الفيتو).

وأوضح منسق فصائل المعارضة في الشمال السوري أن المبادرة التي تقدمت بها المعارضة، أمس الأربعاء، «تنص على إخراج الجرحى ومن يرغب من المدنيين مع وقف لإطلاق النار»، مشيراً إلى أنها «تتيح عقب خروج المدنيين،  للعسكريين الوقت الكافي لدراسة إمكانية صمودهم في مواقعهم»، وبالتالي: «إن استطاعوا الصمود بقوا وإن لم يستطعوا خرجوا».

وأرجع «زين الدين» أسباب الخسائر الأخيرة، التي طالت المعارضة في أحياء حلب الشرقية، وفقدانهم أكثر من 50% من المناطق التي كانت في حوزتهم، إلى الهجمة الكبرى من جانب الميليشيات الشيعية عليهم، بدعم مكثف من سلاح الجو الروسي، بعد حصار شديد دام لـ4 أشهر أدى إلى ضعف الإمكانات والمعنويات في الداخل المحاصر.

وأوضح منسق المعارضة في الشمال السوري، أن الهجمة تمت بقيادة وتخطيط من قوات روسية، ولذا استطاعت بعد أسبوعين من القصف، الوصول إلى خرق في الدفاع في أول الأحياء التي سقطت مساكن هنانو، الأمر الذي أجبر الفصائل على التراجع من حي إلى آخر حماية للمدنيين.

وأضاف «زين الدين»: «انكمشت الفصائل في أحياء أقل بغية الدفاع، بشكل أقوى، عن المساحات الأوسع التي كانت تنتشر بها».

وأوضح منسق المعارضة في الشمال السوري أن الحصار وغياب المشافي ومراكز الدفاع المدني، بالإضافة إلى تواصل القصف والمجازر، تسبب في الضغط الإضافي على المقاتلين، مشيراً إلى وجود ارتباط وثيق بين الواقع العسكري في المدينة والواقع الإنساني للمدنيين الذين يُعانون فيها.

إلا أن «زين الدين» قلل، من ناحية أخرى من حجم التفاؤل، الذي يحاول النظام السوري وحلفاؤوه بثه في نفوس أتباعهم في سبيل تحقيق المزيد من التقدم بنفس السرعة التي حدثت معهم في الأيام الماضية.

وقال : «لا يعني إذا تقدم النظام، خلال أيام إلى 50% من الأحياء، أن البقية تحتاج نفس المدة»، مؤكداً على أن المعارك سوف «تزداد ضراوة مع وجود المقاتلين (التابعين للمعارضة) ضمن حالة الخيار الواحد، وهي الدفاع».

وأشار منسق المعارضة في الشمال السوري ، إلى أن القيام بعمل عسكري سريع يهدف إلى كسر الحصار، من جانب الفصائل العسكرية المعارضة المتواجدة حالياً خارج مدينة حلب، «ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض».

وأرجع «زين الدين» السبب في عدم سهولة كسر الحصار إلى «استنزاف» قوى الفصائل في المحاولتين السابقتين (عمليتي حلب الأولى والثانية في يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول الماضيين، واستهدفتا فك الحصار عن المدينة)، لكنه أكد أن الفصائل ماتزال تدرس «إطلاق عمل وفق الإمكانات المتاحة».

واختتم منسق المعارضة في الشمال السوري كلماته بالقول: «لكن تقدير التوقيت غير ممكن، فالأمر متروك للعسكريين».

  كلمات مفتاحية

فصائل شمال حلب تراجع فصائل هزيمة

القائد العام الجديد لـ«جيش حلب» في أول خطاباته: إما نصر أو شهادة