«القرضاوي»: لو كان لدي قدرة لقاتلت مع الثوار في «حلب»

الأحد 11 ديسمبر 2016 04:12 ص

قال الدكتور «يوسف القرضاوي»، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إنه «لو كان لدي قدرة لذهبت مع الذاهبين وقاتلت مع الثوار في حلب»، شمالي سوريا.

وأضاف القرضاوي خلال كلمة له، أمس السبت، في اليوم الختامي لفاعلية «يوسف القرضاوي إمام الوسطية والتجديد»، بمدينة إسطنبول التركية، أنه «لابد أن نعترف بأن الشعب السوري قام في أول الأمر بثورة لا حجر فيها ولا سكين، خرج يريد الحياة والحرية وحسب، وظل يقاتل وهو لا يملك أي شئ أمام نظام يملك الجيش والشرطة والسلاح والبراميل المتفجرة والكيماوي».

وتابع: «نظروا إلى حلب التي ظننا أنها انتصرت لا يزالون مصرين على قتل أهلها، لو كان لدي قدرة لذهبت مع الذاهبين وقاتلت مع المقاتلين هناك الذين يقاتلون الطاغوت وحدهم»، بحسب وكالة أنباء «الأناضول».

ومنذ 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تتعرض أحياء مدينة حلب الشرقية لقصف جوي وبري مكثف، من قبل قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له، بغطاء جوي روسي، بهدف استعادة السيطرة على مناطق بحوزة المعارضة منذ 4 سنوات؛ ما أسفر عن مقتل المئات وجرح الآلاف من المدنيين.

وفي سياق متصل، لفت رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى أنه «حينما جاء الربيع العربي وانتصرت تونس (2011) في بادئ الأمر و هرب ذلك الرجل (في إشارة إلى الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي) بما هرب به من مليارات، تحرر الشعب ونال حريته».

وواصل حديثه، قائلا: «وكانت بعدها (بعد تونس) ثورة مصر فحاول الرئيس المصري (الأسبق حسني مبارك) أن يستولي ومن معه على عشرات المليارات، لكنهم ومع ذلك لم يستطيعوا مع كل وسائلهم أن يخمدوا ثورة الشعب، فالشعوب لا تهزم بهذه الطريقة».

واستطرد القرضاوي: «أمة الإسلام يقدرونها بمليار و700 ألف مليون، وتزداد يوما بعد يوم، لكن الأصل ليس بكثرة العدد ولكن ما في هذا العدد من عبادة وعمل وإخلاص وتضامن، وهذا ما يجب أن تكون عليه الأمة بمفهومها الشامل؛ لأنه ومهما قلنا إن مكوناتنا عرب وعجم وأتراك وهنود وأجناس وأقوام، إلا أننا نستمد روح الجمع من الإسلام».

وأضاف: «البعض يعتقد أن الدين أتى ليعيش الناس في زهد، لكن مفهوم الزهد أن تملك الشيء وتزهد فيه لكن من لديهم ما يزهدو فيها أصلا، عما يزهدون، الإسلام أراد التكافل للجميع».

وأشار القرضاوي إلى أن «أول كتاب كتبته كان فقه الزكاة؛ لأن الأمة لا تستوى إذا ما عاش الفقير دون عطاء الغني، وإذا ما عاش الضعيف دون القوي، ومن ثم فقه الجهاد، حتى يعيش الناس في حياتهم أقوياء، بالإيمان والمال والجهاد، لا يستطيع أحدا أن يفرض عليهم أن يعيشوا كما يريد هو، ولكن كما يريدوا هم، أمة تخرج صرخاتها من جوفها ومن قلبها».

وشكر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المحتفين به قائلا: «كلما أرى الأمة تحتفي بالحق وبالمدافعين عن الحق وبمن على استعدادا على أن يموتوا دفاعا على هذا الحق كلما ازددت اطمئنانا».

وحضر الفاعلية ممثلين من عدد من الكيانات العربية والتركية من بينهم «نور الدين نباتي»، نائب بالبرلمان التركي، و«محمد وليد» المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، و«أسعد هرموش» نائب سابق بالبرلمان اللبناني، إضافة إلى عشرات من أبناء الجاليات العربية في مدينة إسطنبول التركية.

وتهدف فاعلية «يوسف القرضاوي إمام الوسطية والتجديد»، التي نظمها على مدار يومين بمدينة إسطنبول التركية، مركز الحضارة للبحوث والدراسات (غير حكومي)، إلى الاحتفاء بمرور 90 عاما على ميلاد العلامة «القرضاوي» والوقوف على أهم محطات حياته، ونشاطه الدعوي وقراءة في فكره السياسي والاقتصادي، إضافة إلى عرض رؤيته في القضايا الفقهية المعاصرة، وموقفه من ثورات الربيع العربي.

و«يوسف عبد الله القرضاوي» من مواليد 9 سبتمبر/أيلول 1926، في قرية «صفط تراب» التي تتبع مدينة المحلة الكبرى بمحافظة «الغربية»، شمالي مصر، وهو أحد أبرز العلماء السنة في العصر الحديث، وله المئات من الأبحاث والكتب المتعلقة بالفقه الإسلامي.

  كلمات مفتاحية

يوسف القرضاوي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حلب سوريا الربيع العربي

«القرضاوي» لـ«عبدالله بن زايد»: نعوذ بالله من شر الشياطين إذا ما انحلت أصفادها

«القرضاوي» تعليقا على الحكم بإعدامه: لا أتابع هذه الأحكام التي لا قيمة لها

«أردوغان» ينتقد سعي مصر للقبض على «القرضاوي» عبر «الانتربول»