«القصر الغارق» بإسطنبول .. تحفة أثرية تحت الأرض

السبت 7 يناير 2017 07:01 ص

يستعد خزان مياه إسطنبول الأثري المعروف باسم لعملية ترميم واسعة، ترمي إلى توفير راحة أكبر لزواره الذين يزيد عددهم يوما بعد يوم.

ومن المقرر أن تستمر عملية الترميم التي ستقوم بها بلدية إسطنبول، للخزان الذي يبلغ عمره نحو 1500 عام، حتى العام المقبل، إلا أنه سيستمر في استقبال الزوار خلال عملية الترميم.

وبهذه المناسبة قال: «جلال الدين دنيزتوكار»، مدير الخزان، لـ«الأناضول»، إن عملية الترميم باتت ضرورية، لأن آخر عملية ترميم كبيرة خضع لها الخزان تمت عام 1987، في حين يستقبل عددا كبيرًا من الزوار يوميًا.

ووفق «دنيزتوكار»، احتل القصر المرتبة الثالثة بين أكثر المتاحف التركية من حيث عدد الزوار خلال السنوات العشر الماضية، بزيادة سنوية في عدد الزوار بلغت 10%.

ومن المخطط أن تبدأ عملية الترميم العام الحالي وتنتهي في مارس/أذار 2018، إلا أنه سيجري العمل على الانتهاء منها قبل ذلك، بحسب «دنيزتوكار»، ليتمكن الزوار من الاستمتاع بالقصر بحلته الجديدة.

وأكد مدير الخزان أنه سيظل مفتوحا أمام الزوار خلال عملية الترميم.

وأشار إلى أن عملية الترميم ستكون الأكبر في تاريخ الخزان، حيث سيتم تحديث ممرات المشي به، وإعادة الأعمدة الرخامية الأثرية إلى حالتها الأولى.

ومن أجل راحة الزوار سيتم، أيضًا، توسيع منطقة دخول الخزان، ومخرجه وشراء التذاكر، وتوفير مساحة للانتظار، وفق المتحدث.

وفتح الخزان أمام الزوار عام 1987 بعد أن أجرت له بلدية إسطنبول عملية صيانة، وأنشأت ممرات للمشاة به.

ويستضيف «القصر الغارق» العديد من الفعاليات التركية والعالمية، ويفتح أبوابه أمام الزوار يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا (6.00 بتوقيت غرينتش) وحتى الخامسة والنصف مساء (14.30بتوقيت غرينتش).

وارتفع عدد زوار الخزان بشكل كبير بعد أن صدرت عام 2013 راوية «الجحيم»، للكاتب الشهير «دان براون» مؤلف رواية «شفرة دافنشي»، التي تدور أجزاء من أحداثها، في عدة أماكن من مدينة إسطنبول، منها صهريج المياه الأثري، حيث بلغ عدد زوار الخزان ذلك العام مليونين و214 ألفًا و703 أشخاص.

وستشمل عملية الترميم كذلك، بحسب «دنيزتوكار»، حجر نقطة الصفر، الذي يقع بجانب الخزان، والذي كانت تحدد انطلاقًا منه المسافات إلى جميع بقاع الأرض، خلال عهد الرومان.

وبنى خزان مياه إسطنبول الأثري الإمبراطور البيزنطي «جستنيان» عام 542 للميلاد، ويطلق عليه السكان «القصر الغارق» لفخامته، حيث يضم عددًا كبيرًا من الأعمدة الرخامية، يشتهر منها «عمود الدموع»، وعمودان يستندان على قاعدة على شكل رأس «ميدوسا».

وتطلق بعض المصادر الأجنبية على الخزان اسم «صهريج البازيليكا»، لأن المكان الذي أنشئ به كان يشغله قبل ذلك «بازيليكا»، وهو نوع من المباني أنشأت في العصر الروماني بالقرب من الطرق الرئيسية لأغراض تجارية، وأصبح يستعمل كدار للقضاء في فترات لاحقة، وبعد انتشار المسيحية بات يستخدم لإقامة الصلوات والشعائر المسيحية.

وتبلغ مساحة الخزان 8 آلاف و678 مترًا مربعًا، منها 7 آلاف و648 مترًا مربعًا مفتوحاً أمام الزوار.

ويمكن الوصول إلى الخزان باستخدام 52 درجة سلم تهبط تحت الأرض، ويضم 336 عمودًا يبلغ طول كل منها 9 أمتار، تم جمع معظمها من مبانٍ أخرى.

واستخدم الخزان لمئات السنين خلال العهدين البيزنطي والعثماني، لتوفير مياه الشرب للقصور وسكان المنطقة المحيطة، وتم ترميمه مرتين خلال العهد العثماني، الأولى في عهد السلطان «أحمد الثالث» ( 1723م)، والثانية في عهد السلطان «عبد الحميد الثاني» (1876-1909م). 

  كلمات مفتاحية

القصر الغارق إسطنبول تحفة أثرية الأرض