عرض مسلسل «الأسطورة» على تلفزيون (إسرائيل): «رمضان» قرصنة.. ونقاد: لجني أرباح

السبت 21 يناير 2017 09:01 ص

يبدأ التليفزيون الإسرائيلي، غدا الأحد، عرض أولى حلقات مسلسل «الأسطورة»، الذي لعب بطولته الفنان المصري «محمد رمضان»، وكان من أبرز الأعمال المشاركة في ماراثون الدراما الرمضانية لعام 2016.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أن التليفزيون، سيبدأ عرض المسلسل من خلال قناته الناطقة بالعربية والمعروفة باسم «القناة 33»، وسيكون مصحوبا بترجمة إلى اللغة العبرية.

وأوضح التليفزيون الإسرائيلي أنه سيعرض المسلسل المصري من الأحد حتى الخميس من كل أسبوع، في تمام الساعة التاسعة مساء، وبواقع حلقتين يوميا، بحسب صحيفة «المصري اليوم».

ووصفت الإذاعة الإسرائيلية المسلسل، وهو من إخراج «محمد سامي»، بأنه مسلسل إثارة مكون من 30 حلقة.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أبدت اهتماما بأخبار «رمضان»، وكانت ترشح مسلسله من بين أهم الأعمال التي تستحق المتابعة في شهر رمضان الماضي.

وتدور أحوال مسلسل «الأسطورة»، حول شاب خريج كلية الحقوق «ناصر الدسوقي» يسكن فى منطقة السبتية، يسعى إلى الانضمام للسلك القضائي، ولكن نظرًا لسمعة شقيقه «رفاعي» السيئة الذى يعمل تاجرًا للسلاح يتم رفضه، ويتورط بعدها «ناصر» في الإجرام الذي يمارسه شقيقه خاصًة بعد دخول أخيه في صراعات مع تاجر سلاح كبير، فيقوم هذا التاجر بقتله وتلفيق قضية تجارة سلاح له، ليدخل «ناصر» السجن على إثر هذه القضية.

قرصنة

من جانبه، نفى «محمود رمضان» شقيق الممثل «محمد رمضان» الذي التحق مؤخراً بالجيش المصري لأداء الخدمة العسكرية مدة عامين، تماماً أي علاقة لهم، بصفته مدير أعمال شقيقه المجند حالياً، ببث المسلسل في (إسرائيل).

واعتبر أن العرض «يأتي في إطار القرصنة الإسرائيلية الفنية للأفلام والمسلسلات المصرية منذ ستينات القرن الماضي»، على حد تعبيره.

وأكَّد «محمود» أن شقيقه الملقب بـ«الأسطورة»، أنهم «لا يعلمون أي شيء عن هذا الأمر، ولا يعلمون إن كانت الشركة المنتجة قد باعت العمل للتلفزيون الإسرائيلي أم لا؟».

وتابع: «لا دخل لنا بهذا الأمر، ولا أريد من الجمهور أن يحمِّل شقيقي هذه المسؤولية، والأمر أشبه بعرض مباراة لمنتخب مصر على التلفزيون الإسرائيلي.. هل للمنتخب ذنب في هذا الأمر؟»، بحسب «هافينغتون بوست عربي».

لا علاقة

ورداً على تصريحات «محمود رمضان»، نفت قناة «MBC» صاحبة حقوق عرض مسلسل الأسطورة أيَّ تعاون مع التلفزيون الإسرائيلي، معتبره ما حدث «سرقة للعمل الفني وقرصنة له».

وقال «مازن حايك»، المتحدث الرسمي باسم مجموعة قنوات «MBC» إن «ما حدث قرصنة، ولم نَبِع حقوق البث للقناة 33 الإسرائيلية».

وأضاف متسائلاً: «هل من احتلوا الأرض سيترددون في السطو على مسلسل؟»، مشدداً على أنه «لا يوجد أي تواصل مع الاحتلال الإسرائيلي»، بحسب تعبيره.

ولفت إلى أن «الأسطورة» ليس أول محتوى فني عربي تتم قرصنته، كما أبدى تعجبه من دعوات البعض لمقاضاة الجانب الإسرائيلي، قائلاً: «التلفزيون الإسرائيلي يتمنى أن نرفع عليه قضية قانونية لكي يقوم بشراء الأعمال المصرية ويعرضها على شاشته بطريقة قانونية، ولكن لا نعطيه هذه الفرصة».

مطالبة بالتدخل

من جانبه، قال الناقد «سيد خطاب»، الرئيس الأسبق للرقابة على المصنفات الفنية في مصر، إن «مؤسسات إسرائيلية فنية عرضت عقد بروتوكولات تعاون فني مع الجانب المصري، وهو ما رفضناه تماماً، لأنه طبعاً لو قبلنا بذلك سيعد تطبيعاً صريحاً».

وأكد أن «الجانب الإسرائيلي حاول في بعض المرات الاتصال بمنتجين مصريين، عبر وسطاء، لتسديد قيمة الأعمال الفنية كي يكون عرضهم لها قانونياً، لكنهم كانوا يرفضون دائماً».

وأضاف «خطاب» أن «جميع ما ننتجه من أفلام ومسلسلات تلفزيونية، بخلاف ما ينتج من الأغاني يتعرض لهذا السطو»، مشيرا إلى أنها مشكلة يصعب حلها بواسطة أفراد.

وطالب الدولة بـ«التدخل لحماية تراثنا وأعمالنا الفنية من خلال اتفاقيات دولية تحفظ حقوقنا».

من جانبه، قال «الأمير أباظة» رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما إن «المشكلة تتلخص في أن هناك مقاطعة ثقافية وفنية مباشرة من جانب المصريين مع (إسرائيل)، ولهذا لا تتعامل الشركات الفنية المصرية معهم، ولا تعرف كيف توقف هذه القرصنة على إنتاجها».

وأوضح أن «تسريب النسخ الصالحة للعرض إلى داخل (إسرائيل) يتم عبر موزعين عرب، كأن يحصل موزع أردني مثلاً على حقوق عرضها داخل الأردن وفي بعض مدن الضفة الغربية، وهو ما يسهل عملية عرضها داخل (إسرائيل)».

أما الناقد الفني «طارق الشناوي»، فلفت إلى أن «هناك جانباً ربحياً وآخر ثقافياً من عرض التلفزيون الإسرائيلي للأفلام والمسلسلات المصرية».

وأكد أن عرض المسلسلات المصرية على القنوات الفضائية الإسرائيلية عملية تجارية المقصود منها جني الأرباح، لأن هناك جمهوراً عربياً ويهودياً تعجبه تلك المسلسلات.

وأضاف: «سبق أن عرضت (إسرائيل) العديد من الأفلام العربية، منها أفلام لإسماعيل ياسين، ونجيب الريحاني، وعادل إمام، وفريد الأطرش، بالإضافة إلى عرض مسلسل ليالي الحلمية، ومسلسلات رمضان، وغيرها».

و«القناة 33» بالتليفزيون الإسرائيلي تابعة لهيئة البث الإسرائيلي، المقابل لاتحاد الإذاعة والتليفزيون في مصر، وبدأ بثها عام 1994، وتعرض برامج باللغات العربية والعبرية والإنجليزية، لكن أغلب برامجها الآن باتت باللغة العربية، ويصل إرسالها إلى منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق «إسحاق رابين» قد أقر في فبراير/ شباط 1994 إنشاء القناة، التي كانت تستهدف البث بشكل أساسي إلى الدول العربية واليهود المهاجرين إلى (إسرائيل) من دول الاتحاد السوفيتي السابق، من أجل الترويج لصورة (إسرائيل) في إطار رؤية «الشرق الأوسط الجديد» التي أطلقها الرئيس الإسرائيلي الراحل «شمعون بيريز».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الأسطورة محمد رمضان التلفزيون الإسرائيلي