مجموعة باحثين يعلنون عن «لقاح» يحصن الناس ضد الأخبار الكاذبة

الثلاثاء 24 يناير 2017 05:01 ص

في إعلان غريب من نوعه، زعم علماء أنهم طوروا «لقاحاً نفسيا» يمكن أن يستخدم لتحصين الناس ضد التضليل والمعلومات الكاذبة.

الباحث الرئيسي الذي قام على هذه الدراسة، الأستاذ «ساندر فان دير ليندن» من جامعة كامبريدج، قال موضحا «الأخبار الكاذبة يمكن لها أن تكون ملتصقة، وقابلة للانتشار، والتكرار مثل الفيروسات»، ثم أردف «نحن أردنا أن نرى ما إن كنا نستطيع أن نجد لقاحا، عن طريق تعريض الناس لكمية صغيرة من نوع الأخبار الكاذبة التي يمكن أن يواجهوها».

كيف ولد هذا اللقاح الفريد من نوعه؟

الفريق جمع أكثر من 2,000 من ممثلي سكان الولايات المتحدة، من مختلف الأعمار والأجناس، والميول السياسية ومستوى التعليم، وقد بدئوا من خلال دراسة أفكارهم عن أشياء مثل التغير المناخي، وهي القضية المشحونة سياسيا والتي تثور حولها الكثير من الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، بالرغم من وجود أرضية صلبة تقوم على الحقائق والأبحاث العلمية.

الباحثون عرضوا على المجموعة الأولى عددا من الحقائق الصحيحة علميا حول التغير المناخي، على هيئة بيانات، مثل «97 بالمائة من علماء المناخ، استنتجوا أن الاحتباس الحراري الذي يسببه الإنسان، حقيقة».

العلماء عرضوا على المجموعة الثانية معلومات خاطئة مثل تلك المأخوذة من عريضة ولاية أوريجون، والتي يعرف عنها بأنها محتالة، ويرد فيها «31,000 عالم أمريكي ذكروا أنه لا يوجد دليل على أن ثاني أكسيد الكربون الذي يطلقه الإنسان، يتسبب في الاحتباس الحراري».

بعد سماع هذه التصريحات، طلب العلماء من المشاركين أن يخمنوا مدى توافق آراء العلماء حول مسألة التغير المناخي، وذلك كي يدرسوا أثر سماع معلومات مختلفة على آرائهم الشخصية.

نتائج منطقية.. وأخرى محبطة

العلماء وجدوا أن أولئك الذين عرضت عليهم معلومات دقيقة صحيحة، على شكل مخطط دائري، وصفوا الإجماع العلمي حول كون التغير المناخي حقيقة بأنه «عالٍ جداً»، أما أولئك الذين عرضت عليهم المعلومات الخاطئة، فقد قالوا إن الإجماع العلمي حول كونه حقيقة «ضعيف جداً»، وهذا منطقي، لأن كلاً من المعسكرين لم يسمع إلا رأياً واحداً فقط.

 لكن هناك اكتشافاً محبطاً جاء بعد ذلك، عندما أظهر الفريق للمجموعتين، كلاً من المخطط الدائري الصحيح، متبوعاً بالمعلومات المضللة.

اتضح أن رؤية كل من الجانبين في قالب تقديمي مقنع، أعاد الناس إلى حالة من عدم التردد، وقد علق فان دير ليندن محبطاً على الأمر «من غير المريح التفكير في مدى قوة المعلومات المضللة في مجتمعنا»، مضيفاً «كثير من الناس لا يتخذون موقفاً صلبا تجاه التغير المناخي، هم مدركون أن هناك جدلاً دائراً حول الأمر، لكنهم ليسوا متأكدين بالضرورة ما عليهم تصديقه، ولهذا، فإن الرسائل المتضاربة يمكنها أن تعيدهم للمربع رقم واحد».

لقاحان نفسيان .. أيهما سينجح؟

أعطى الفريق مجموعتين في الدراسة، نوعين مختلفين من اللقاحات النفسية؛ النوع الأول سموه «اللقاح العام»، وقد جاء على هيئة بيان إنذاري يقول: «بعض الجماعات تستخدم تكتيكات مضللة لمحاولة إقناع الناس بأن هناك اختلافاً بين العلماء حول تغير المناخ، وذلك بدوافع سياسية».

اللقاح الثاني كان أكثر توجيهاً، فقد قام بتفنيد المعلومات المضللة، وأظهر مدى احتيالها، فقد كشف العلماء للمشاركين أن 1 بالمائة فقط من الموقعين على عريضة ولاية أوريجون، لديهم خلفية عن علم التغير المناخي.وقد سموا هذا اللقاح «اللقاح التفصيلي».

في نهاية المطاف، وجد العلماء أن اللقاح العام زاد دقة المشاركين في التخمين بشأن اتفاق آراء العلماء حول مسألة كون التغير المناخي حقيقة، بنسبة 6.5 بالمائة، أما في مجموعة اللقاح التفصيلي، فقد زادت الدقة إلى 13 بالمائة.

هذا يعني أن اللقاح عمل ليساعد على إيقاف انتشار المعلومات المضللة، عن طريق إعطائهم الأدوات اللازمة لتحديد العلم بدقة، حتى لو اختلفت خلفيات المشاركين السياسية.

وقال «فان دير ليندن»: «وجدنا أن الرسائل التطعيمية، كانت فعالة بنفس الشكل في تحويل آراء الجمهوريين والمستقلين والديموقراطيين، في اتجاه صحيح بشأن الأمر». وعلق مضيفا: «اللافت للنظر، هو أنه في المتوسط، لم نعثر على أثر نتائج عكسية لهذا اللقاح، بين أولئك الرافضين لفكرة تغير المناخ، أي إنهم لم يرجعوا الأمر إلى نظريات المؤامرة مثلا».

ومع ذلك، فقد قال الفريق أنه سيكون هناك دائما أناس لا يرغبون في تغيير وجهات نظرهم مهما كان، فقد قال «فان دير ليندن»: «سيكون هناك دائماً أناس مقاومين بشكل كامل للتغيير، لكننا نميل للاعتقاد بأن هناك مجال دائماً لمعظم الناس كي يغيروا آراءهم، حتى ولو بشكل ضئيل».

  كلمات مفتاحية

الأخبار الكاذبة علم نفس إعلام

البرازيل تفرض منهجا دراسيا لتعليم الأطفال رصد الأخبار الكاذبة