الأزمة في الخليج.. ماهي سيناريوهات الحل والتصعيد؟

الثلاثاء 4 يوليو 2017 10:07 ص

لا شك أن رفض قطر التي تتهمها السعودية وحلفاؤها بدعم «الإرهاب» والتقرب من إيران ضمنيا مطالب جاراتها لإعادة العلاقات معها، سيفتح الباب أما بعض السيناريوهات الجديدة سواء في طريق الحل أو التعقيد.

ويخشى المراقبون أن المستجدات قد تخرج عن دائرة محاولة التضييق على القطر، لتأخذ منحى أشد صرامة، خاصة مع التهديدات السعودية بما أسمتها موجة ثانية من إجراءات أشد قسوة، قد تقدم عليها الدول الأربع ضد قطر بما فيها محاربة الاستثمارات القطرية في أوروبا وأمريكا، وسحب ودائع الدول المقاطعة من الدوحة.

الكاتب والمحلل السياسي السعودي «سليمان العقيلي» قال في حوار مع إذاعة «دويتش فيله» الألمانية، إن تطورات هذه الأزمة تسير بوتيرة متسارعة، إلا أنه لا يرى في الأفق نذر حرب في هذه الأزمة.

وأضاف: «الجميع يتجنب الانزلاق إلى هذا الطريق، إلا إذا انزلقت قطر إلى خطأ استراتيجي كارثي»، من قبيل تهديد الأمن الإقليمي الخليجي بالاستعانة بإيران التي تعد خطا أحمر بالنسبة لدول الخليج، أو إذا حدثت تطورات سلبية في الأزمة.

ورسم المحلل السعودي سيناريوهات بشأن تطور الأزمة خلال الأيام المقبلة ويقول بإن وزراء خارجية الدول الأربعة المقاطعة لقطر سيعقدون اجتماعا الأربعاء في القاهرة وسيقررون الخطوة المقبلة.

وبين المحلل ذاته أن الدول المقاطعة تملك أوراقا كثيرة من حيث المقاطعة المالية وتجميد الأصول وحركة الأموال القطرية، وهذا مع التلويح باتخاذ إجراءات عسكرية من قبيل إقامة قاعدة عسكرية في البحرين مواجهة للقاعدة التركية في قطر في رد فعل على محاولة تركيا التدخل في هذه الأزمة.

وفي رأي «العقيلي» أن الضغط السياسي والاقتصادي والجيوسياسي على قطر ربما يدفع الأسرة الحاكمة القطرية للضغط على القيادة السياسية أو تغيير بوصلة السياسة الخارجية المختلف عليها إقليمياً، إذ أن هذه الضغوط قد تولد خلافاً داخل الأسرة الخليجية بما يسمح بتصحيح بوصلة السياسة الخارجية القطرية لتنسجم مع بوصلة السياسة الإقليمية لأشقاء قطر.

من ناحيته، رأى المحلل السياسي القطري «علي الهيل» أن «قطر وضعت دول الحصار في خانة رد الفعل، نتيجة للفعل القطري الأساسي الرافض لبعض مطالب اللائحة التي تمس السيادة الوطنية القطرية، والتي تشي أو يُفهم منها فرض الوصاية على دولة قطر، وكأن قطر ليست دولة مستقلة ذات سيادة وإنما كأنها كيان حكم ذاتي تابع لإحدى دول الحصار».

وأكد «الهيل» أنه ليس هناك تنازلات في السياسة، ولكن هناك مفاوضات.

وأشار الكاتب القطري إلى أن الساعات القادمة «ستشهد نقاط التقاء بين قطر والدول المقاطعة، لأن قطر من الأساس أصرت على أن يكون الحل خليجيا وعلى أن يبدأ حوار جاد ندي، دولة لدولة، من خلال آليات مجلس التعاون لدول الخليج العربي، يعني الموضوعات المتعلقة بالسيادة الوطنية التي تحاول فرض وصاية على قطر، لا شك أن قطر سترفضها».

ولفت «الهيل»إلى أن «التصعيد من قبل الإمارات العربية المتحدة عليها ما هو إلا حقد وغيرة سياسية من قطر بسبب أن الأخيرة سحبت البساط من تحت أرجل الدول الكبرى في العالم العربي، قطر حصلت أيضاً على حق استضافة بطولة كأس العالم 2022 بكرة القدم».

وقدمت قطر للوسيط الكويتي الإثنين ردها الرسمي على مطالب الدول المقاطعة لها لإعادة العلاقات معها بعدما قررت هذه الدول تمديد المهلة الممنوحة ليومين إضافيين بناء على طلب الكويت، محذرة من أن البديل عن الحل «عسير» على كل أطراف الأزمة.

وتشمل المطالب التي قدمت رسميا الى الدوحة في 22 يونيو/حزيران الماضي، إغلاق قناة «الجزيرة» وخفض العلاقات مع طهران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين، في العاصمة القاهرة، الأربعاء المقبل؛ لبحث الأزمة مع قطر، ورد الدوحة بعد انتهاء مهلة 48 ساعة.

وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الدول الثلاث الأولى حصاراً برياً وجوياً على الدوحة، لاتهامها بـ«دعم الإرهاب»، وهو ما نفته الدوحة بشدة.

وتقود الكويت جهود وساطة بعد أن قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية وروابط النقل مع قطر واتهمتها بدعم الإرهاب والتحالف مع إيران.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

الأزمة الخليجية قطر تصعيد سيناريوهات