جدل حول نشر صحيفة مصرية صورة زعمت أنها للرسول «صلي الله عليه وسلم»

الخميس 25 ديسمبر 2014 08:12 ص

علي غرار صحيفة «شارلي أبدو» الفرنسية التي تعمدت إهانة الرسول «محمد صلي الله عليهم وسلم» ونشر صور ورسومات مسيئة له، تورطت صحيفة مصرية خاصة يمولها رجال أعمال مؤيدين للرئيس «عبد الفتاح السيسي» في أزمة كبيرة داخل مصر، بعدما نشرت صورة زعمت أنها للرسول «صلي الله عليه وسلم» علي غلاف الصحيفة تحت عنوان «أول صورة للرسول».

صحيفة «فيتو» نشرت التقرير في عددها الأسبوعي الثلاثاء 23 ديسمبر تحت عنوان «زيارة خاصة لمنزل الخُميني.. أول صورة للرسول»، وما أن نزل العدد للأسواق حتى انفجر غضب شعبي خصوصا أن حملة «هل صليت علي النبي؟» التي أثارت أزمة أمنية لنشر ملصقاتها علي كل شئ في مصر لا تزال أصداءها منتشرة، ما جعل كثيرون يغضبون لرفض السلطات وضع المواطنين ملصقات تدعو للصلاة علي النبي بدعاوي أمنية، وبالمقابل نشر صحيفة مقربة من السلطة صورة تهين نبي الإسلام.

رد الفعل الغاضب الأكبر جاء من الصحفيين ومجلس النقابة الذين عبروا عن غضبهم من أسلوب الجريدة، معتبرين أنه أشبه بالصحافة الصفراء، رافضين البيان الذي خرج من إدارة الجريدة، والذي ينصّ بتحويل رئيس التحرير للتحقيق، مع سحب جميع النسخ من السوق، بينما لم يصدر أي تعليق من شيخ الأزهر أو المؤسسات الدينية في مصر «الإفتاء والأوقاف» رغم خطورة الواقعة.

من جانبه وصف «جمال عبد الرحيم»، وكيل نقابة الصحفيين، عنوان العدد الأخير لجريدة «فيتو»، بأنه «مخالف لميثاق الشرف الصحفي، ويمثل تطاولاً على الدين الإسلامي لا يمكن السكوت عليه أو إغفاله».

وأكد «عبد الرحيم»، في تصريحات صحفية، أن النقابة ستناقش هذا التطاول في اجتماع المجلس اليوم الأربعاء للتحقيق في الأمر، مشيراً إلى أن النقابة تملك تحويل رئيس التحرير للتحقيق بسبب مخالفته لميثاق الشرف الصحفي.

وطالب سكرتير النقابة السابق «يحيى قلاش»، التحقيق فيما نُشِر بجريدة  «فيتو» مطالبًا نقابة الصحفيين بالتحرك السريع والتحقيق في الأمر وتشكيل لجنة لفحص تلك الأعداد، واتخاذ موقف سريع، حتى لا نفاجأ بقضية منظورة أمام النيابة العامة بتهمة«ازدراء الأديان».

وأكد «ممدوح الولي»، نقيب الصحفيين السابق، أن هناك جرائد لا حصر لها تضرب بميثاق الشرف الصحفي عرض الحائط، والبعض منهم لا يعترف به، مشيراً إلى أن هناك وقائع كثيرة لذلك، وعلى الجميع الانتفاضة ضد تلك الصحافة التي يمكن وصفها بالـ «صفراء».

وطالب «جمال عبد المجيد»، مؤسس «تمرد الصحفيين»، بتحويل المتسبب في نشر التطاول على رسولنا الكريم للجنة التأديب النقابية، منوهًا بأن قرار وقفه وتحويله للتحقيق من قبل الجريدة «فبركة للتهدئة فقط»، قائلا: «إنّ الصحافة في مصر الآن تحولت وأصبحت "سبوبة" لبعض رجال الأعمال، وكثير من الصحفيين يلهثون وراء الأموال، ضاربين بالضمير الصحفي عرض الحائط، حتى وصل بنا الأمر لنرى مثل تلك التفاهات».

أصابع الاتهام توجه لـ«ساويرس»

وقد اتهم صحفيون ونشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي رجل الأعمال «نجيب ساويرس» – أحد ملاك الصحيفة - باستغلال صحيفة «فيتو» في أغراض طائفية، بعدما أثار مانشيت العدد الأسبوعي للجريدة ردود أفعال غاضبة؛ لضمه صورة مسيئة للرسول «صلى الله عليه وسلم» وحمّل نشطاء الانترنت في تعليقات علي «فيس بوك» و«تويتر»، ساويرس مسئولية المانشيت المسيئ للرسول، باعتباره أحد أعضاء مجلس إدارة الجريدة والممول الأساسي لها.

وكتبوا أحد لنشطاء قائلاً: «لم تكن تلك الأزمة الأولى لساويرس واستفزازه لمشاعر المسلمين، فعقب ثورة 25 يناير بأشهر قليلة، نشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" رسومًا كارتونية لميكي ماوس، تسخر من ملابس المسلمين، بارتداء هذه الشخصية الهزلية نقاب ولحية، والتي أعتذر عنها لاحقا بعد حملة هجوم مشابهه».

وقف الجريدة الورقية

وعقب تصاعد الغضب في الجماعة الصحفية وإدانة النقابة لمانشيت عدد الأسبوع الجاري، قرر مجلس إدارة الجريدة وقف جميع المسئولين عن صياغة العنوان، عن العمل وإحالتهم للتحقيق، من بينهم رئيس التحرير، مؤكّدًا أن القرار يأتي احترامًا لقرائه، الذين أبدوا استياءهم من الصحيفة بعد مناقشة التداعيات التي أثيرت حول العنوان.

كما قرر المجلس، تكليف «زكريا خضر»، مدير التحرير، بالقيام بمهام رئيس التحرير، بعد وقف «عصام كامل» رئيس التحرير عن العمل، وإيقاف صدور الصحيفة الورقية الأسبوعية لحين انتهاء التحقيقات، وبدأ في سحب العدد من الأسواق بعد توزيعه.

كما أصدر مجلس إدارة جريدة «فيتو» عدة قرارات أهمها، وقف جميع المسئولين عن صياغة العنوان الخاطئ عن العمل وإحالتهم للتحقيق، وإيقاف صدور الصحيفة الورقية الأسبوعية لحين انتهاء التحقيقات، إضافة إلى تكليف «زكريا خضر» مدير التحرير بالقيام بمهام رئيس التحرير.

وعلّق «عصام كامل»، رئيس تحرير جريدة «فيتو»، على سحب الجريدة من الأسواق قائلًا: «إيران قد انتهت من عمل فيلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد وجدت صورة في بيت (الخمينى)، يقال إنها للرسول صلى الله عليه وسلم، وبعد البحث عن هذه الصورة لمدة 4 أشهر، اكتشفت أن الصورة لا علاقة لها بالرسول صلى الله عليه وسلم، وأنها لشاب تونسي تم تصويره في مصر عام 1928».

واعترف كامل، في تصريحات له أنه أخطأ في كتابة العنوان، مؤكداً أنه لم يوضح أن هذه ليست صورة الرسول «صلى الله عليه وسلم».

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

رسوم مسيئة مصر

بعد أزمة "الملصقات المسيئة".. هولندا تسعي لحل الخلاف مع السعودية