كيف رأى نقاد هوليود الفيلم المصري «شيخ جاكسون»؟

الخميس 21 سبتمبر 2017 06:09 ص

وقع الاختيار على الفيلم المصري «شيخ جاكسون» مؤخرا لتمثيل مصر في مسابقة «الأوسكار» لأفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية.

كما يفتتح الفيلم الدورة الأولى لمهرجان «الجونة» السينمائي الدولي المقرر انعقادها في الفترة بين 22 حتى 29من  سبتمبر/أيلول الجاري.

تأخذنا أحداث الفيلم إلى مدينة الإسكندرية تحديداً في عام 2009، إذ يتم إلقاء الضوء على الواعظ «خالد هاني» (أحمد الفيشاوي)، الذي يعيش حياة صارمة محدودة المتع، حتى أنه ينام تحت سريره ليتذكر دائما أن الموت قريب منه، ويصر «خالد» على أن ترتدي زوجته الحجاب ويحاول اقناعها بطريقة عدوانية وسلبية ويظهر ذلك واضحا من خلال الجمل الحوارية التي يوجهها لها مثل «أنا أحبك لأنني أعلم أنك تحبين الله أكثر مني».

وتمر أحداث الفيلم بسلاسة حتى يفاجأ الواعظ «هاني» بابنته تشاهد فيديو للمغنية العالمية «بيونسيه» عبر الإنترنت، ويحاول الشيخ «خالد» إبعادها عن مشاهدة الأغاني ويحذرها من المخاطر التي تنتج عن سماعها عن طريق وصفها ببعض الألفاظ مثل الرقص القذر أو الموسيقى الشيطانية.

ولكن تأتي الأخبار الصادمة بوفاة «مايكل جاكسون» لتكشف عن الجانب الخفي للواعظ المحافظ، وهنا نشاهد لقطات «فلاش باك» تعود بنا إلى الوراء وتحديدا في أوائل التسعينات لنلتقي بـ«خالد هاني» «أحمد مالك» في مراهقته عندما كان معجبا كبيرا بـ«جاكسون» وكان يتلقى سخرية كبيرة من زملائه في المدرسة بسبب محاكاته لأسلوبه في تسريحة الشعر أو تأدية رقصاته الشهيرة، ونجد أن شغفه الموسيقي يجذب الفتيات حوله في المدرسة.

وعلى النقيض تماما نشاهد والده المستبد «ماجد الكدواني» الذي يكره حب «خالد» لـ«ملكة المخنثين» على حسب وصفه.

مشاهد ذات اختلاف زمني

يرى الناقد «ستيفن دالتون» أن المخرج «عمرو سلامة» الذي فاز مسبقا بجوائز عديدة عن أفلام «أسماء» عام 2011 و «لامؤاخذة» عام 2014 اعتمد على استخدام مشاهد عابرة وقصص زمنية مختلفة من أجل الوصول إلى الهدف الأساسي وهو التعاطف مع «خالد» عن طريق إبراز الإحتكاك بين الأجيال الذي يتمثل في صراعه مع والده «ماجد الكدواني» والمشكلات الاسرية التي ساهمت في تشكيل شخصيته، لكنه لم ينجح في إيصال المعنى المطلوب.

ويقول «دالتون»: «شيخ جاكسون هو اصطدام الثقافات ببعضها ولكنه يفتقر إلى الجودة المطلوبة ما يجعل منه فيلما سطحيا، يفتقر إلى السحر الغامض، ولكن على الرغم من ذلك ومع ترشحه من قبل مصر لمسابقة الأوسكار أفضل فيلم أجنبي سيضمن له بالتأكيد مزيدا من الانتشار، وسوف تتاح له المشاركة في مهرجانات اخرى مثل مهرجان لندن ومهرجان روما وغيرها، لتعزيز تلك الضجة لفيلم يتسم بالسطحية ويشبه المسرحية المتواضعة التي تعرض على مسرح عالمي واسع».

ورصد «دالتون» عيوب الفيلم التي تتمثل في الغياب التام لموسيقى «جاكسون» الأصلية، وبسبب عدم تمكن صناعه من ترخيص أي أغنيات أصلية له، ما اضطرهم  للاستعانة بموسيقى كانت بعيدة كل البعد عن موسيقى «جاكسون».

كما يأتي الظهور النسائي في خط رقيق جدا في مواجهة ما أطلق عليه الكاتب كرنفال الذكور، معظمهن من الإناث المسلمات مع أحلام ضئيلة وشخصية ضعيفة.

ولكن رغم هذه العيوب الحادة لا يزال «شيخ جاكسون» يبرز كحالة استثانية تبين إحباط الإنسان واختباره لقوة التسامح التي تبدأ من الداخل تحت شعار ابدأ بنفسك.

بعد نفسي ضعيف

صرح الناقد «دينيس هارفي» بأنه على الرغم من الأداء الجيد من قبل «أحمد الفيشاوي» في الدور الرئيسي، و«ماجد الكدواني» في دور الوالد، لكن البعد النفسي للفيلم ضعيف للغاية، وقد يقبل الجمهور العربي تلقائيا على الفيلم لمشاهدة الدور الرائع الذي يلعبه «جاكسون» في حياة بطل الرواية، حيث إنه كان يعد رمزا كبيرا في العديد من الدول لسنوات عديدة، ولكن لم يستطع سيناريو «عمرو سلامة» ان يوضح مكانة «جاكسون» في الأوساط العربية وما هو هذا النداء الفريد الناتج عن وفاة «جاكسون» بالنسبة لبطل الرواية «خالد»، وما يربطه حقا به.

وأشار الناقد إلى أن غياب الموسيقى الأصلية لـ«جاكسون» وظهورها في مقطع تليفزيوني عابر جعلت عنصر الغموض بالفيلم يظهر كأنه مجرد وسيلة للتحايل على الفكرة ويظهر ذلك واضحا في البداية، ويقول الكاتب: «الفيلم يريد إثارة انفجار كامل لما يطلق عليه (جاكسوناليا)، ولكنها ظهرت غير متناسقة ولم تصل لنا في الواقع».

وأضاف علاوة على ذلك فإن الموسيقى تظهر تناقض «خالد» بشكل مفتعل للغاية، وتجعلنا لا ندرك السبب الذي يجعل «خالد» هو الأفضل، ناهيك عن المشاهد التي يسير فيها «خالد» وحده مع ضوء القمر لماذا تتحول فجأة إلى صراع مع إيمانه الصارم؟!

ولفت الناقد إلى أن مساهمات التكنولوجيا جاءت بصورة سلسلة إلى حد ما مع هذا المزيج من الصور السينمائية التي تم تنفيذها بدقة من قبل المصور السينمائي أحمد بشاري.

واختتم الناقد:  «في النهاية يظل (شيخ جاكسون) محاولة غريبة للخروج عن أسلوب السرد المعتاد».

  كلمات مفتاحية

فيلم مصري شيخ جاكسون تمثيل أوسكار أفضل فيلم ناطق بغير الإنجليزية واعظ إيمان جاكسون تشدد صراع الحضارات مباشرة سرد غير مألوف