حذرت دار الإفتاء المصرية صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة اليوم الثلاثاء من «نشر رسوم مسيئة جديدة للنبي محمد ﷺ» كما نددت بهذه الخطط، واصفة إياها بأنها «فعل عنصري يؤجج الصراع بين الشعوب».
وتعتزم الصحيفة نشر رسم كاريكاتيري على صفحتها الرئيسية يصور النبي محمد ﷺ دامعاً، في أول عدد تصدره بعد الهجوم الذي شنه عليها مسلحون الأسبوع الماضي. ومع ارتفاع الطلب على العدد المقرر أن يصدر غدا الأربعاء تعتزم الصحيفة الأسبوعية طباعة ما يصل إلى ثلاثة ملايين نسخة بـ 16 لغة مختلفة مقارنة مع 60 ألف نسخة تصدرها في العادة، وكانت مراكز بيع الصحف قد تحدثت عن أعداد كبيرة من الزبائن في أنحاء البلاد يطلبون الحصول على عدد الغد من الصحيفة.
وقالت دار الإفتاء المصرية في بيان اليوم إن هذا العدد «سيتسبب في موجة جديدة من الكراهية في المجتمع الفرنسي والغربي بشكل عام. كما أن ما تقوم به المجلة لا يخدم التعايش وحوار الحضارات... كما أنها تعمق مشاعر الكراهية والتمييز بين المسلمين وغيرهم»، مضيفة أن إقدام المجلة على هذا الفعل «استفزاز غير مبرر لمشاعر مليار ونصف مسلم عبر العالم يكنون الحب والاحترام لنبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم».
وفي الصفحة الأولى من عدد 14يناير/ كانون الثاني تنشر الصحيفة رسماً للنبي محمد ﷺ وقد سالت دمعة على وجنته وهو يرفع لافتة كتب عليها (أنا شارلي) في إشارة إلى وسم التضامن مع الصحيفة الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي عقب الهجوم.تحت عنوان «غُفر كل شيء»
كما يحمل الغلاف جملة «يمكن المسامحة عن كل شيء»، وقد جرى مشاركة الغلاف مع صحيفة «ليبراسيون» التي كانت قد قدمت مكاتبها لطاقم «شارلي إيبدو» من أجل مواصلة العمل بعد الهجوم على مقر الصحيفة، وقد لفتت «ليبراسيون» إلى أن الصورة مصممة «تحديدا من أجل إظهار» النبي محمد ﷺ، علما أن العديد من وسائل الإعلام الكبرى، كانت قد أكدت امتناعها عن نشر الرسوم.
ويرى عدد كبير من المسلمين أن تصوير النبي محمد ﷺ يشكل «إساءة كبيرة» لهم، وقد سبق أن رجح خبراء بأن يكون الهجوم على الصحيفة قد جاء ردا على نشرها المتكرر لتلك الرسومات.
ورغم أن العدد الجديد لن يضم أكثر من ثمان صفحات، أي نصف عدد الصفحات بالأعداد السابقة، إلا أن المحللين يتوقعون له أن يسجل مبيعات قياسية قد تصل إلى مليون نسخة، علما أن حجم المبيعات السابقة لم يكن يتجاوز 60 ألف نسخة.
وكانت دار الافتاء المصرية أدانت بشده الحادث الذي تعرضت له مجلة «شارلي إيبدو» مؤكدة أن العنف باسم الدين يجب أن يتوقف وينتهي، وأن الاعتداء على الأبرياء مرفوض في التعاليم الإسلامية.
كما أدان الأزهر الشريف الحادث وذكر خلال بيان سابق له، أن «هذا الحادث إجرامي، والإسلام يرفض أي أعمال عنف»، بحسب تعبيره.