السماح لإسرائيلي بدخول الحرم النبوي يثير غضبا عربيا

الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 06:11 ص

أثارت صور مدون وصحفي إسرائيلي، في الحرم النبوي الشريف، موجة استهجان واستغراب وغضب عربي على منصات التواصل الاجتماعي، دفع ناشطون للتساؤل عن كيفية دخوله، وسط صمت رسمي سعودي.

كان مدون يهودي إسرائيلي يدعى «بن تزيون»، نشر عبر حسابه على موقع «انستغرام»، صورا له أثناء تواجده في الحرم النبوي، مرتديا الجلباب والشماغ والعقال.

وظهر اليهودي في إحدى الصور، وهو يحمل حقيبة جلدية منقوش عليها كلمات بالعبرية، مشيرا إليها، وصورة «سيلفي» أخرى له مع رجل سعودي في أروقة الحرم النبوي، قائلا: «مع أخي العزيز ناصر.. الشعب العربي واليهودي يتشاركون الدماء والتاريخ».

وفي صورة أخرى نشرها المدون اليهودي ظهرت فيها نجمة داوود الزرقاء- شعار الكيان الإسرائيلي المحتل- مع شخص سعودي يدعى «عبدالعزيز»، علق عليها بقوله: «أخي العزيز عبدالعزيز: جيلنا يتوجب عليه بناء الجسور بين اليهود والعالم العربي مرة واحدة وإلى الأبد، وعلى السعودية وإسرائيل الوقوف جنبا إلى جنب لتحقيق هدف السلام المشترك في منطقة الشرق الأوسط الكبرى وبشكل شامل».

وعلق على إحدى منشوراته قائلا: «الصلاة من أجل السلام! جنبا إلى جنب مع إخوتي العرب، من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط بأكملها لجميع الناس، للسلام بين اليهود والمسلمين والمسيحيين والأقباط والدروز والبدو ولكل سليل إبراهيم يعرف أيضا باسم إبراهيم، سلام وشالوم».

وتمنع الشريعة الإسلامية دخول غير المسلمين إلى الحرمين الشريفين، المسجد الحرام في مكة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة.

وتحت وسم «صهيوني بالحرم النبوي» عبر «تويتر»، شن مغردون وناشطون سعوديون وعرب، هجوما حادا على السلطات السعودية، لسماحها لإسرائيلي بالدخول إلى المملكة والتجول في المدينة ودخول المسجد النبوي والتصوير فيه، في الوقت الذي يمنع فيه القطريين بسبب خلافات سياسية.

واعتبر المغردون والناشطون ما قام به الصحفي الإسرائيلي، يستدعي التحقيق، منتقدين الصمت الرسمي السعودي حول الواقعة.

وقال «سعود المعاضيد»: «باختصار.. المتصهين هو من أدخل الصهيوني».

ولفت المعارض «سعد الفقيه» إلى أن سبب دعوة «بن تزيون» إلى زيارة السعودية هي صداقة شخصية مع ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»؛ حيث حل ضيفا خاصا لمؤسسة «مسك» التابعة لولي العهد.

فيما استنكر الصحفي «تركي الشلهوب»، السماح لليهودي بالدخول للحرم في الوقت الذي يمنع فيه آخرين من العلماء، وقال: «الشيخ حجاج العجمي ممنوع، اليهودي المتطرّف مسموح، وا أسفاه!».

وتعجب «زلزال» بالقول: «توقعت الشعب السعودي يسكت عن كل شي حقوقه وكرامته.. لكن يصل بهم الحال أن صهيوني نجس يدخل بيت الله في الحرم، ولا واحد قال حرف واحد.. هي كبيرة عند الله!».

وأضاف «عبدالله الغامدي»: «في عهد آل سعود الصهاينة المحتلين أعداء الإسلام والمسلمين يسرحون ويمرحون في جزيرة العرب، ويتغزلون في نسائها، ويدنسون مسجد خاتم الأنبياء والرسل.. فماذا بقي لآل سعود حتى يستمر في حكم من انطلقت من أرضهم رسالة التوحيد والعدل؟».

كما تعجبت سيدة الأعمال القطرية «مريم آل ثاني»، دخوله الحرم، وقالت: «القطريون يُمنعون من أداء مناسك الحج والعمرة والصهاينة يتجولون في الحرم.. حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم يا فجار».

وتساءلت: «هل هذا الإسلام الوسطي الذي تدعون إليه؟.. الله يحرم من حرمنا من مكة والمدينة ريحة الجنة.. الله ينتقم منكم».

وأضاف «بو غانم»: «محمد بن سلمان يحارب الإخوان المسلمين، ويتآمر على حركة حماس، ويحاصر قطر ويضمر الشر إلى لبنان، ويقتل مدنيين اليمن، ويستقبل مقتدى الصدر قاتل أهل السنة، ثم يستضيف يهودي في المسجد النبوي.. وفي الأخير يقولون نحن أهل التوحيد.. وأنتم محاربين الإسلام».

وسخر «مفكر» بالقول: «لا استغرب أن يخرج عليك طبل الآن ويقول اليهود أهل المدينة قبل المسلمين.. فقد قالوها عن فلسطين والقدس من قبل».

وقال «عبد الرحمن الوافي»: «بغض النظر عن حقيقة الصورة؛ فالصهاينة أعينهم على المدينة منذ أن احتلوا القدس، فأول رئيس لـ(إسرائيل) وهو (بن غوريون)، قال: (لقد استولينا على القدس، وغدا سيكون طريقنا إلى يثرب)، أما (غولدا مائير) رئيسة الوزراء فقالت: (إني أشم رائحة أجدادي بالحجاز، وهي وطننا الذي سنستعيده)».

وغرد حساب «محتسبات»، بالقول: «والله لا نجد شيء يصف الشعور الصادم الذي يشعر به المسلمون من هذا المصاب الجلل، ويحق لنا ننادي ونقول: اللهم إنا لا نملك حول ولا قوة ومالنا غيرك يا الله».

وطالب الصحفي العراقي «عثمان مختار» بالتحقيق في الأمر، حين غرد بالقول: «دخل صهيوني قذر لأطهر بقاع الأرض.. من حق أي مسلم اليوم المطالبة بفتح تحقيق وتقديم المتورطين للمحاكمة ثم الاعتذار لكل المسلمين علنا».

ولفت الصحفي القطري «عبدالرحمن القحطاني»، إلى أنه «حتى الآن لا يوجد رد رسمي سعودي.. أين هي هيئة كبار العلماء؟، وكيف دخل هذا الشخص المملكة؟، ولهذه الدرجة وصل التطبيع والتواصل بين النظام السعودي وبني صهيون؟».

وتساءل المغردون عن كيفية وصول الصحفي الإسرائيلي إلى المدينة، خاصة بعد أن نشروا له مقطع فيديو، بالقرب من الروضة وقبر الرسول «محمد» صلي الله عليه وسلم.

يشار إلى أن الشهور الأخيرة شهدت تسارعا في وتيرة التطبيع بين الرياض وتل أبيب، بشكل علني؛ حيث بدأ الأمر بالزيارات السرية المتبادلة لمسؤولين من البلدين، مرورا بفتوى مفتي عام السعودية ورئيس «هيئة كبار العلماء» في المملكة، الشيخ «عبدالعزيز آل الشيخ»، بعدم جواز قتال (إسرائيل).

وتعد مقابلة رئيس الأركان الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، عبر منير إعلامي سعودي (صحيفة إيلاف)، أمرا ذا دلالة، دفع الجنرال «غادي إيزنكوت»، للتعبير عن سروره بهذه الفرصة للتحدث عبر الإعلام العربي عن (إسرائيل) عسكريا وسياسيا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الحرم النبوي السعودية بن تزيون تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية