استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

رمي الفلسطينيين في البحر!

الأربعاء 29 نوفمبر 2017 07:11 ص

بات واضحاً الآن انزياح الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، وتزحزح المشاعر العربية تجاه الفلسطينيين وأيضاً تجاه الإسرائيليين.

كنا نؤرخ لأي مغازلة عربية - إسرائيلية دوماً، بالمواعدة الأولى التي قام بها الرئيس المصري الراحل أنور السادات أثناء زيارته إسرائيل في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 1977 (مرّت الذكرى الأربعون للزيارة الأسبوع الماضي).

وقد تلت تلك الزيارة مقاطعة عربية عارمة، تشبه الحرب، على مصر. وما إن جفّ حبر قصيدة أمل دنقل الخالدة:

(لا تصالح) حتى توالت المصالحات والمصافحات العربية - الإسرائيلية، المعلنة أو السرّية، المبرّرة منها أو غير المبرّرة.

لكن كل هذه الهرولات المخبوءة التي حصلت من لدن السياسيين خلال الأربعين عاماً الماضية تأتي في كفّة، وما حصل على المستوى الشعبي خلال الأربع سنوات الماضية يأتي في كفة أخرى راجحة.

الفارق الكبير بين التحرّكين، هو أن الرسمي ينطلق من براغماتية التعامل مع الواقع والوجود الإسرائيلي، أما التحول الشعبي فترتكز مبرراته على شيطنة الفلسطينيين وقبول الإسرائيليين بوصفهم شعباً متحضّراً غير مؤذٍ، مقارنةً بشعوب مجاورة!

هنا يتم الخلط كثيراً بين اليهودي والإسرائيلي، بين الموقف الديني الذي لم يحرّم التعامل مع اليهود، والموقف السياسي الذي علّق التعامل مع الإسرائيليين لحين الاستجابة لحلّ الدولتين. وقد يتفاقم الخلط فتنتقل إلينا حالة الغرب في استخدام عصا (معاداة السامية) لمن ينتقد إسرائيل، على رغم وجود يهود ينتقدون ممارسات إسرائيل التعسفية!

ما يُجرى الآن من بعض العرب هو ليس اعترافاً بإسرائيل فقط، بل اعتراف بالذنب في مقاطعتها في ما مضى!

شيطنة الفلسطينيين ما كان لها أن تنجح لو أنها تمت دفعةً واحدة. لكنها بدأت منذ سنوات طويلة بالحديث عن الفساد الذي ترتع فيه عناصر الفصيل «الفتحاوي» باسم النضال، ثم لاحقاً بالحديث عن الأدلجة التي تنغمس فيها عناصر الفصيل «الحمساوي»، ما جعل الإنسان الفلسطيني غير قادر على التخلص من سوء السمعة.

تضافر هذا مع جهود إسرائيلية (ناعمة) لتحسين سمعتها في الأذن العربية، بمثل تبريكات رمضان وتهاني العيد وتداول مقاطع أم كلثوم وعبدالحليم بأصوات إسرائيلية (وأقول إسرائيلية ولا أقول يهودية).

إلى أين سيمضي هذا التقارب؟ وما هي شروطه، إن كانت له شروط؟ ومن الذي سيقود العربة: السياسي البراغماتي أم الشعبي العاطفي؟!

الخطاب الثورجي العربي الذي كان، في الستينات، يريد «رمي اليهود في البحر»، أصبحت بعض أصواته الآن كأنها تريد رمي الفلسطينيين في البحر!

* د. زياد الدريس كاتب سعودي ومندوب بلاده السابق لدى اليونسكو.

  كلمات مفتاحية

(إسرائيل) تطبيع معاداة السامية القضية الفلسطينية العلاقات العربية الإسرائيلية