قضت المحكمة الجزائية المتخصصة، ابتدائيًا بثبوت إدانة متهم (سعودي الجنسية) بالقدح والإساءة في أحد أجهزة الدولة (الديوان الملكي) والعاملين فيه، عبر حديثه في لقاء تليفزيوني، ووصفه له بأنه أسس وأصّل الفساد الإداري.

وقررت المحكمة تعزيره لقاء ما أُدين به؛ بالسجن خمس سنوات من تاريخ إيقافه، ومنعه من السفر خارج المملكة مدة مماثلة لمدة سجنه المحكوم بها، تبدأ من تاريخ انتهاء محكوميته وإطلاق سراحه؛ استناداً إلى المادة (6/2) من نظام وثائق السفر، وفقا لصحيفة «سبق» السعودية.

وفي أوائل يناير/كانون الثاني الماضي، أفادت حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي، بأن السلطات السعودية اعتقلت الكاتب الصحفي «صالح الشيحي» بعد انتقادات لاذعة وجهها للديوان الملكي السعودي، لكن الصحف السعودية لم تؤكد ما إذا كان الحكم القضائي الصادر بشأن «الشيحي» أم لا.

ولم يصدر، حينها، أي تعليق أو بيان رسمي يؤكد توقيف «الشيحي»، المعروف بجرأته في انتقاد الحكومة، عبر مقالاته في صحيفة «الوطن»، أو من خلال ظهوره المتكرر على محطات التلفزة السعودية الخاصة.

وكان آخر ظهور تليفزيوني لـ«الشيحي» على قناة «روتانا خليجية»، منتصف الشهر الماضي، عندما اتهم الديوان الملكي بالفساد في أجرأ انتقاد يطال الديوان المرتبط بمؤسسة الحكم.

وقال «الشيحي»، إن «الديوان الملكي، يمنح الأراضي لمن له علاقة أو صلة بأحد العاملين في الديوان، بمختلف مناصبهم».

وحذفت القناة مقطع انتقاد الديوان الملكي من الحلقة المنشورة على موقع «يوتيوب» على الإنترنت.

من جانبه، قال الكاتب السعودي «جمال خاشقجي»، المقيم خارج المملكة عبر حسابه بموقع «تويتر» وقتها: «سمعت قبل قليل باعتقال الزميل والصديق صالح الشيحي».

وأضاف: «كان جوهرة الصفحة الأخيرة بالوطن، زاملته فوجدته أغيرنا على وطنه، كنت أمازحه وأسميه كاتب البروليتاريا، من سيبقى خارج المعتقل من الكتاب اللي عليهم القيمة؟ هؤلاء هم الأصدق يا طويل العمر وغيرهم غثاء، حسبنا الله».

وتابع: «حري بكل كاتب سعودي حر أن يغضب لاعتقال زميله صالح الشيحي ولو بالصمت والاحتجاب».

ورداً على سؤال أحد المغردين: «أستاذ جمال أسألك راح تقدر تغرد تغريدتك هذي وأنت داخل حدود الوطن»، قال «خاشقجي»: «لا، صالح أشجع مني، قال كلمة حق وهو في الوطن وعلى التلفاز، فرج الله كربه».

ويعرف عن «الشيحي» انتقاده المستمر للحكومة السعودية ووزرائها، وسبق أن أوقف عن الكتابة أكثر من مرة.