«توكل كرمان»: أبوظبي فتحت خزائنها للعبث بالربيع العربي وتغذية الانقلابات

الثلاثاء 20 فبراير 2018 08:02 ص

قالت الناشطة اليمنية «توكل كرمان» أن هناك معركة كبرى بين الربيع العربي وقوى الثورة المضادة التي كشفت عن وجهها القبيح، هذا الصراع العنيف أدى إلى حروب وعدم استقرار.

وأضافت «توكل» أن كل ما سبق ناتج عن مؤامرة أدارتها غرفة عمليات مشتركة بين السعودية والإمارات، وهما من قادتا الثورة المضادة للربيع العربي من مشرق الوطن العربي إلى مغربه.

وأكدت على أن الرياض وأبوظبي وطهران رأت في الربيع العربي تهديداً مباشراً لها، وخوفا من التغيير، وفتحت خزائنها للعبث بعواصم الربيع العربي وتغذية الانقلابات والحروب والميليشيات والفوضى، من القاهرة إلى طرابلس ودمشق وصنعاء، بحسب «دويتش فيلله عربي».

وشددت الناشطة اليمنية على أن الخروج من نفق الثورات المضادة هو ما تناضل من أجله الشعوب العربية اليوم، لن نستسلم ولن نتنازل عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، لن نقبل أبداً بالعودة إلى أنظمة الاستبداد والفساد والفشل، قدر شعوبنا مع الحرية والديمقراطية  آتٍ لا محالة.

لماذا هذا التوقيت؟

وفي سؤال حول نقدها اللاذع للإمارات والسعودية، ومجيئه في هذا التوقيت بالذات؟

أجابت الناشطة اليمنية: «ليس هذا التوقيت فقط، لو عدتَ إلى تصريحاتي، منذ اليوم الأول لعمليات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات (ستجدني) أدين جرائم استهداف المدنيين وأدعو إلى احترام القانون الإنساني».

وأضافت: «ازدادت تصريحاتي أكثر في الآونة الأخيرة حين ازداد عدوان التحالف على اليمن، حين اتضح لنا أكثر أن الإمارات والسعودية تمارسان دورا مشبوها في اليمن، هم يدّعون أنهم جاؤوا لدعم الشرعية اليمنية في مواجهة انقلاب الحوثي والطاغية صالح، لكن الحقيقة أنهما يقومان بتقويض الشرعية في اليمن، من خلال منع الرئيس الشرعي من العودة إلى أرض الوطن، ودعم الجماعات المسلحة التي تستهدف وحدة اليمن وسلامة أراضيه، مثلما حدث في عدن في نهاية يناير (كانون ثاني) الماضي، وإنشاء سجون سرية في اليمن خارج سلطة القوانين اليمنية، لقد قامت الإمارات بقصف قوات الحماية الرئاسية أكثر من مرة، هل تستطيع تفسير هذا الأمر؟ هذا فضلاً عن القصف العشوائي وتدمير البنية التحتية وحصارهم وتجويعهم للشعب».

وأكدت: «الإمارات، إلى جانب ذلك، تحتل الجزر والموانئ والمطارات في المناطق المحررة وترفض تسليمها لسلطة الرئيس هادي؛ بالنسبة لي الأمر واضح جدا: كل منطقة يتم تحريرها ولا يتم تسليمها للسلطة الشرعية هي منطقة محتلة».

تغيير موقفها من الربيع العربي

وفي سؤال حول تغيير «كرمان» لموقفها السياسي تجاه التحالف الذي تقوده السعودية، بعد أن كانت تنتقد الإمارات والسعودية وتدعم التحالف.

أجابت الناشطة: «هذا غير صحيح، لم يُنقل عني أبداً أني ساندت التحالف أو أني أعلنت دعمي له.  كنت أراقب أداءه وأدين مباشرة أي جرائم يرتكبها، خاصة فيما يتعلق بقصف المدنيين والحصار المفروض على الشعب اليمني، وكنت دوماً أدعو الى احترام القانون الإنساني وتجنيب المدنيين ويلات الصراع، طبعاً في الوقت ذاته أدين انقلاب ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح والذي تم بدعم إيراني وارتكب مختلف الجرائم بحق الشعب اليمني وكان سبباً رئيسياً لهذه الحرب وهذا الدمار».

وأسهبت: «بالمناسبة، ربما هناك كثير من اليمنيين لم يكن لديهم في البداية مشكلة مع التحالف العربي الذي أعلن أنه سوف يساعد السلطة الشرعية في القضاء على انقلاب على ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، لكن مع مرور الأيام، اتضح أن التحالف يكذب ويمارس الخداع ويعمل على تنفيذ أجندة خاصة به لا علاقة لها بمساعدة اليمنيين».

الوضع الإنساني اليمني السيئ 

وفي سؤال حول تجميد حزب «التجمع اليمني للإصلاح» لعضوية «توكل كرمان» بسبب انتقاداتها للتحالف وسبب اتخاذ الحزب الخطوة الآن، مع أنها ليست الوحيدة في الحزب ممن ينتقدون التحالف.

أجابت: القيادات السياسية وأولهم «الإصلاح» والرئيس وقيادات الدولة معتقلون ومحتجزون لدى الرياض ويتعرضون لابتزاز سياسي ومعنوي، وكل ما يصدرعنهم يتم بإملاء سعودي إماراتي.

و«الإصلاح» ليس شركة خاصة مملوكة لأحد أبناء عمومة «محمد بن سلمان» كي يحتجز قيادتها ويرغمهم على التنازل عن أصولها كما فعل مع أولاد عمه!

وأضافت: «ربما من المفيد أن أؤكد هنا أيضاً أنني ناشطة حقوقية وأنتمي للثورة السلمية التي هي حزبي الكبير، وأعمل باحترام متبادل مع حزب الإصلاح وجميع الأحزاب اليمنية؛ والنساء في اليمن شاركن بفعالية في الثورة منذ البداية، كيف أضحى دور المرأة اليمنية اليوم في ظل ما تعيشه البلاد حاليا؟».

وأكدت على أن «المرأة اليمنية لم تهدأ لحظة واحدة، ولا تزال تكافح وتناضل ضد الظلم رغم الظروف الصعبة. في كل محافظات اليمن هناك مبادرات نسائية للتخفيف من آثار الحرب، ومساعدة النازحين والعائلات الفقيرة. المرأة اليمنية قوية رغم كل شيء، وتقود معركة التحرر ضد الانقلاب والاحتلال معاً، وهذا شيء مطمئن جدا. طبعاً من جهة أخرى الشعب اليمني بشكل عام وفي مقدمته النساء والأطفال يعانون ويلات الحرب والحصار وتدهور الخدمات الأساسية، نحن أمام كارثة إنسانية بكل المقاييس».

وأشارت إلى أن «هناك محاولات في دول مثل تونس والسعودية لإعطاء حقوق أكثر للمرأة، ومع ذلك يتم إقصاء المرأة في معظم الدول العربية عن الحياة السياسية وعن مواقع صنع القرار، هل آن الأوان لثورة نسائية في العالم العربي لكي تنال النساء كامل حقوقهن؟».

ثورة المرأة والربيع العربي

وأجابت عن تساؤلها قائلة: «لا بالطبع، نحن لسنا بحاجة إلى ثورة نسائية لكي تنال النساء حقوقهن، نحن بحاجة إلى استعادة الربيع العربي، عندما تتحرر الشعوب من الاستبداد سوف تحصل النساء على حقوقهن، ويحصل الرجال على حقوقهم، في الواقع سوف يحصل كل فرد على حقوقه، لست من أنصار فكرة إمكانية الفصل بين حقوق المرأة وحقوق الرجال، الحقوق يتم تحصيلها بالكامل أو لا يتم تحصيلها، لنفكر بطريقة غير فئوية، وسوف ننجح».

  كلمات مفتاحية

اليمن كرمان التحالف بن سلمان السعودية تونس المرأة الإصلاح انتقادات