دعا الباحث السعودي المختص في السنة والسيرة النبوية «خالد الشايع» رجال القانون بالمملكة إلى مقاضاة ومحاسبة هيئة الإذاعة البريطانية الـ«bbc»؛ بسبب إساءتها لقدسية المسجد الحرام والمصلِين فيه، والزعم بوقوع تحرشات جنسية في المسجد الحرام.

وفي وقت سابق، استعرض تقرير لشبكة «بي بي سي» شهادات نساء مسلمات قلن إنهم تعرضن للتحرش في مكة المكرمة أثناء أدائهن مناسك الحج أو العمرة.

وقال «الشايع» إن «ما بثته الهيئة من مقطع مصور يزعم تعرض بعض السيدات لتحرش جنسي في المسجد الحرام هو سقطة مهنية غير أخلاقية ومُخالفة صريحة للمعايير العلمية والمهنية في عمليات البحث والاستقصاء».

وأكد أن هكذا يكون المآل لأيِ مؤسسةٍ إعلاميةٍ تتبنى إدارتُها أجندةً لجهات تريد تصفية حسابات أو إساءةً سياسيةً أو طائفيةً أو دينيةً لجهة ما.

وأضاف مهما يكن من أمر، فإن المدينتين المقدستين مكة والمدينة إنما يتوجه إليهما المسلمون ابتغاء ما عند ربهم متضرعين إليه لتكفير سيئاتهم ونيل الحسنات، وهم في البقاع المقدسة أبعد ما يكونون عن مثل هذا الخطأ الذي تزعمه «بي بي سي».

وتابع: «على فرض وقوع شيء من ذلك فهو نادر ومحل معالجة حازمة من الجهات المختصة بالحرم»، موضحاً أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تبذل جهوداً واضحة في الرعاية والعناية بالحرمين.

وأوضح أنه «حينما تجعل bbc ذلك ظاهرةً أو سمةً متكررة فهذا مرفوضٌ منها مردودٌ عليها ثم إن الجهة المتخصصة في الحكومة السعودية وهي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بكل إداراتها تبذل جهودًا واضحة في الرعاية والعناية بالحرمين، لتوفير الجو الإيماني الطاهر للمسلمين في هذين المسجدين الشريفين وحرميهما».

وطالب «الشايع» الهيئة إلى المبادرة بتقديم اعتذار للمسلمين عن بثها هذا المقطع، مشددًا على أن ما قامت به الهيئة هو إساءة لمشاعر المسلمين في العالم جميعاً نظراً لقدسية المسجد الحرام.

يذكر أن تقرير «بي بي سي» جاء بعد نحو 20 يوما من نشر امرأة باكستانية، عبر صفحتها بـ«فيس بوك»، ما قالت إنها تجربة تحرش مؤلمة تعرضت لها على بعد سنتيمترات من الكعبة.

بعدها بأيام، أثارت كاتبة مصرية، تدعى «منى الطحاوي»، جدلا واسعا، بعدما كتبت مقالا بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، تحدثت فيه عن عمليات التحرش التي تتعرض لها النساء أثناء قضاء فريضة الحج في بيت الله الحرام، ونقلت روايات وشهادات صادمة لبعض النساء في هذا الشأن.

وقُوبل مقال الناشطة المصرية بردود واسعة من قبل السعوديين، تتقدمهم نخبهم الثقافية والدينية، إلى جانب مدونين من دول عربية وإسلامية، للرد على «منى الطحاوي» المقيمة في الولايات المتحدة، والتي طالما تعرّضت لانتقادات بسبب تبنّيها آراء تدعو للتحرر الجنسي بعيدًا عن الزواج.

من جانبها، أكدت السفارة السعودية في لندن أن المملكة تتعامل مع كل شكاوى الاعتداء بجدية، وأن جميعها يتم التحقيق فيها بجدية شديدة من قبل الشرطة وقوات الأمن في مكة، وشددت أن جميع الإجراءات يتم اتخاذها لتقديم الجناة إلى العدالة.