«هندرسون»: تصرفات بعض دول الحصار ضد قطر «تبدو تافهة»

السبت 10 مارس 2018 11:03 ص

قال الخبير في الشؤون الخليجية «سايمون هندرسون»، إن بعض تصرفات الدول التي تفرض حصارا على قطر «تبدو تافهة».

وكشف أن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» سيسعى خلال الأسابيع المقبلة، إلى فصل ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» عن ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» في الأزمة، سعيا وراء حلها.

وفي مقال له، أوضح «هندرسون» أن الازمة كشفت أن الخلافات بين التحالف الرباعي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) وقطر «معقدة بشكل متزايد».

وأضاف: «عداؤهم التاريخي يسبق اكتشاف الاحتياطيات المحلية من النفط والغاز»، حسب ما ذكره موقع «عربي 21».

تصرفات تافهة

وتابع «هندرسون»، إنه «بالنسبة إلى مدى جدية الخلاف بين الأطراف أنفسهم، فإن بعض تصرفاتهم حتى الآن تبدو تافهة، بالنسبة إلى من ينظر إليها من الخارج».

وضرب مثالا بالقول: «عرض القسم المخصص للأطفال في متحف اللوفر الجديد في أبوظبي مؤخرا خريطة لجنوب الخليج أزيلت منها شبه الجزيرة القطرية، ووصف المتحف هذا الإغفال بالسهو».

وأضاف: «إلا أن المشكلة برزت مرة أخرى في الأسبوع الماضي عندما زودت شركة نفط سعودية تملكها الدولة، قناة «بلومبيرغ» التلفزيونية بخريطة كررت فيها الحذف نفسه (بعد يوم من ذلك، عرضت قناة بلومبيرغ اعتذارا عن طريق البث المباشر)».

وتابع: «يستضيف الشيخ محمد بن زايد أعضاء ثانويين محبطين من العائلة المالكة القطرية في أبوظبي؛ وقد غادر أحدهم في يناير/كانون الثاني الماضي، بعد احتجاجه على احتجازه ضد إرادته (في إشارة إلى الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني)، وقد استقبل عضو آخر من العائلة في 20 فبراير/شباط الماضي (في إشارة إلى الشيخ سلطان بن سحيم)».

تحركات أمريكية

وحول التحركات الأمريكية الأخيرة لحل الأزمة، قال «هندرسون»، إنه بدت التغريدات الأولية للرئيس «ترامب» حول الخلاف وكأنها تصطف إلى جانب السعودية والإمارات، في حين بدا وكأن وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» ووزير الدفاع «جيمس ماتيس» ينظران إلى الأزمة على أنها تشتت الانتباه عن الأولوية الأساسية في المنطقة بالنسبة لواشنطن.

وتعد هذه الأولوية، «دعم الحلفاء الخليجيين ضد التهديد الإيراني»، مضيفا: «إلا أنه يبدو أنهم يتشاركون الآن وحدة الهدف».

وتابع: «في يناير/كانون الثاني الماضي، استضاف تيلرسون وماتيس، سويا، أول حوار استراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر، الذي أفيد بأنه تكلل بنجاح كبير».

ولفت «هندرسون»، إلى أنه «عندما يزور الأمير محمد بن سلمان البيت الأبيض هذا الشهر، ستكون قطر على جدول الأعمال، وقد يحاول الرئيس ترامب فصله عن الشيخ محمد بن زايد حول هذه القضية».

وأضاف: «قد تمت دعوة محمد بن زايد نفسه لعقد اجتماع في البيت الأبيض بعد بضعة أيام، في حين من المقرر أن يزور (أمير قطر) تميم بن حمد آل ثاني البيت الأبيض في أبريل/نيسان».

وتابع: «قد تتوقف إمكانية الرئيس ترامب التوسط في التوصل إلى اتفاق على مدى افتخار القادة الثلاثة بعلاقتهم معه ومع الولايات المتحدة».

واستطرد: «من غير المحتمل أن تنعقد القمة المقترحة في كامب ديفيد في مايو/أيار، ما لم يتم التوصل إلى حل للأزمة بحلول ذلك الوقت».

(إسرائيل) على الخط

ووفقا لـ«هندرسون»، لـ(إسرائيل) حصة في الخلاف نظرا لمخاوفها الخاصة بشأن إيران والإرهاب، لكن علاقتها مع الأطراف الخليجية معقدة أيضا.

وقال: «في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، وبعد زيارة يهود أمريكيين بارزين للدوحة على نفقة قطر، غردت السفارة الإسرائيلية في واشنطن ما يلي: (نعارض تواصل قطر مع يهود موالين لإسرائيل)».

وفي الوقت نفسه، كان لـ(إسرائيل) مكتب دبلوماسي في الدوحة، ولا يزال يسمح لحاملي جوازات سفرها بالدخول لحضور مؤتمرات في قطر.

كما تشعر (إسرائيل) بالامتنان لدعم قطر المالي لجهود إعادة الإعمار في غزة، ودور الوساطة الموازي مع «حماس».

ولكن في الوقت الذي يتعين فيه تمرير هذه الأموال عبر القنوات الإسرائيلية الرسمية، لا تزال هناك مخاوف من تسرب بعضها إلى «حماس» وجماعات مماثلة للقيام بعمل إرهابي.

وعلى الجانب الآخر من الخلاف، تعتبر الإمارات العربية المتحدة أساسية لما يطلق عليه الدبلوماسيون الإسرائيليون «استراتيجية الجبل الجليدي»، التي تستدعي إقامة روابط سرية مع دول الخليج المهددة من قبل إيران.

والإمارات هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تتمتع بوجود دبلوماسي إسرائيلي رسمي على شكل مكتب تمثيلي في «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» التي مقرها في أبوظبي.

وتعصف بالخليج أزمة بدأت في 5 يونيو/حزيران الماضي، إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بدعوى «دعمها للإرهاب»، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

وتشكل أزمة الخليج الراهنة أكبر تهديد لـ«مجلس التعاون الخليجي» منذ تأسيسه عام 1981، حيث لم يسبق أن شهدت المنطقة أزمة سياسية بهذا الحجم وهذا العمق، كما لم يسبق منذ استقلال دول الخليج الست أن تعرضت أي دولة لحصار اقتصادي وسياسي كالذي تتعرض له قطر حاليا، وهو ما دفع إلى فتح باب الأسئلة واسعا عن مستقبل «مجلس التعاون الخليجي».

وسبق أن قال مركز «أبحاث الأمن القومي» الإسرائيلي إن الأزمة التي تعصف بالخليج حاليا ترسم ظلالا من الريبة على فكرة الوحدة الخليجية، مشككا في قدرة الوساطة الكويتية على إنهاء الخلاف الحالي.

  كلمات مفتاحية

الازمة الخليجية متحف اللوفر الخليج الحصار هندرسون قطر إسرائيل

مصر وقطر ضد دول الحصار بتغريدة خاطئة للخارجية الأمريكية

تفاصيل جديدة عن شبكة الإمارات المشبوهة بأمريكا لمهاجمة قطر