«فورين بوليسي»: اليمن .. نهاية القصة الأمريكية ”الناجحة“ في مكافحة ”الإرهاب“

الأربعاء 25 مارس 2015 01:03 ص

يمثل الرحيل المفاجئ لقوات العمليات الخاصة الأمريكية من اليمن ضربة مدمرة لحملة مكافحة الإرهاب التي أعلنتها إدارة «باراك أوباما» باعتبارها قصة نجاح بحسب مسؤولين وخبراء، في الوقت الذي تعاني فيه ارتدادا استخباراتيا آخر في المعركة ضد تنظيم القاعدة الذي يمثل أكبر تهديد للأمريكيين.

وسعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، «ماري حرف»، الاثنين 23 مارس/آذار إلى التقليل من الرحيل التي تم نهاية الأسبوع لحوالي مائة من قوات العمليات الخاصة للولايات المتحدة، الذين بقوا في اليمن حتى بعد إغلاق السفارة الأمريكية في صنعاء الشهر الماضي بسبب الاضطرابات المتنامية بين الحكومة والمليشيات الشيعية الحوثية التي تسعى للاطاحة بها.

لكن مسؤولين مطلعين على عمليات المهمة الأمريكية الخاصة هناك قالوا إن سنوات من التدريب ومئات الملايين من الدولارات في صورة معدات قدمتها القوات الأمريكية للقوات اليمنية من المؤكد أن تذهب أدراج الرياح. وأضافوا أنه لا شيء يضاهي الاتصالات المباشرة بالمصادر الاستخباراتية في عصر تزيد فيه الشبكات الإرهابية من قدرتها على الاختراق في أنظمة الحكومة الأمريكية.

لأننا ننسحب تماما، فإنه لن يكون لنا أثر استخباراتي أو قدرات لرصد ما يقوم به تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والدولة الإسلامية والمليشيات الشيعية في المنطقة، بحسب رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الأمريكي والنائب الجمهوري عن تكساس «مايكل ماكور» لبرنامج «هذا الأسبوع» مع شبكة «إيه بي سي». واختص «ماكور» بالذكر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والذي يحاول مرارا وتكرارا مهاجمة الولايات المتحدة و«الدولة الإسلامية».

وكان «ماكور» يرد على تصريحات وزارة الخارجية في وقت سابق الأحد «إن الولايات المتحدة استمرت بقوة في مراقبة التهديدات الإرهابية القادمة من اليمن» من خلال الحفاظ على قدرات مكافحة الإرهاب في مكان قريب.

«ربما يمكننا شن ضربات باستخدام الطائرات بدون طيار من بلدان أخرى، ولكن إذا لم يكن لديك استخبارات على الأرض، فلن تعرف من تضرب وأين ومتى».

ويوم الاثنين، أصرت «حرف» أنه «لم يتم إرغامنا على وقف عمليات مكافحة الإرهاب الخاصة بنا».

وأضافت للصحفيين «على الرغم من أننا أعدنا مؤقتا ترتيب وضع موظفي حكومتنا في الولايات المتحدة في اليمن، فإننا نواصل مراقبتنا الفعالة للتهديدات، ولدينا موارد أعددناها في المنطقة للتصدي لتلك التهديدات».

وكانت على الأرجح تشير الى استمرار قدرة واشنطن على استخدام الطائرات بدون طيار والقيام برحلات جمع المعلومات الاستخبارية في أنحاء اليمن، وفقا لضابط عمليات خاصة أمريكي على دراية بالحملة الأمريكية في اليمن. وتحافظ الولايات المتحدة على قاعدة للطائرات بدون طيار في المملكة العربية السعودية المجاورة، علاوة على المزيد من طائرات بدون طيار مع فريق عمل للعمليات الخاصة في جيبوتي، على بعد بضع دقائق بالطائرة من اليمن عبر مضيق باب المندب.

وقال ضابط في العمليات الخاصة، والذي تحدث إلى «فورين بوليسي» بشرط عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بمناقشة المهمة، إن رحيل القوات السرية خلق تكاليف ضخمة على المدى الطويل لجمع المعلومات الاستخبارية في اليمن. وقال إنه من المشكوك فيه أن القوات الحكومية اليمنية التي تحالفت مع القوات الامريكية ستبقى في موقعها لفترة طويلة، وتوقع أن العديد من المقاتلين المحليين سوف يرحلون مع انهيار الحكومة.

«وفي حال أنك أردت العودة إلى هناك في المستقبل، فإنك ستبدأ من نقطة الصفر» بحسب الضابط.

وأضاف أنه علاوة على ذلك، فإن المعدات الأمريكية التي تم تسليمها للقوات اليمنية من المؤكد أنها اختفت وضاعت في الوقت الذي تعود فيه القوات الأمريكية. وبالفعل، فقد فقدت وزارة الدفاع مسار ما يزيد على 500 مليون دولار من العتاد العسكري الذي قدمته واشنطن لصنعاء، بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

وكانت القوات الخاصة الأمريكية في اليمن منذ عام 2002 تركز مهمتها ليس فقط على تدريب قوات الأمن اليمنية، ولكن أيضا على استهداف تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والتي تعتقد حكومة الولايات المتحدة أنها المجموعة الإرهابية الأجنبية التي تشكل أكبر خطر على الولايات المتحدة.

وقد عللت إدارة «أوباما» رحيل القوات الخاصة في نهاية هذا الاسبوع بالأسباب أمنية، وقبله إغلاق السفارة الأمريكية في صنعاء 11 فبراير / شباط وإجلاء موظفيها.

وفي ظل حالة عدم الاستقرار في اليمن التي تزداد سوءا بشكل ملحوظ، فإن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يبدو مصمما على إثبات أنه لا يزال قوة رئيسية في الوقت الذي يزيد فيه متشددو «الدولة الإسلامية» من هجماتهم ضد الشيعة. يوم السبت، وبعد يوم من تفجيرات «الدولة الإسلامية» في مسجدين، والتي أسفرت عن مقتل 137 على الأقل في صنعاء، ادعى تنظيم القاعدة أنه قتل أكثر من 30 شيعيا في تفجيرات على جانب الطريق وسط اليمن، وفقا لــ «موقع إنتيلجينس جروب» الذي يراقب رسائل المتشددين على شبكة الإنترنت .

ويوم الاثنين، قال الفرع اليمني من «الدولة الإسلامية» إنه قتل 29 فرد من قوات الأمن الحكومية، كما أعلن مسؤوليته عن مقتل اثنين من رجال الأمن الآخرين الذين قال تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية في وقت سابق إنه قتلهم بحسب الموقع السالف الذكر.

 وقال «فريد كاغان»، من معهد إنتربرايز الأمريكي، إنه حتى مع وجود محدود للعمليات الخاصة على الأرض في اليمن، فإن القاعدة في جزيرة العرب قادرة على الحفاظ على مستواها وتوسيع حجم الملاذ الآمن هناك.

ومن دون وجود أي أفراد داخل الدولة، فإن مستقبل مكافحة الإرهاب يبدو أكثر قتامة، مضيفا أن العمليات التي تعتمد على الاستطلاع الجوي وحدها لن تكون كافية «للإضرار الحقيقي بالقاعدة في جزيرة العرب كمنظمة».

لقد تحدثت العمليات الخاصة عن ذلك بشكل أكثر صراحة. وأردف «لا يمكنك أن تقيم شراكة من مسافة تبعد 8 آلاف ميل».

  كلمات مفتاحية

اليمن الدولة الإسلامية تنظيم القاعدة في اليمن الحوثيين سي آي إيه

«بيزنس إنسايدر»: اليمن يتجه نحو سيناريو مُركّب ”عراقي سوري ليبي“

على أبواب ”الحرب الشاملة“.. «الفيصل»: سنتخذ ”الإجراءات الضرورية“ لوقف ”عدوان“ الحوثيين

«ستراتفور»: اليمن يتجه نحو الانفصال والأزمة الإنسانية تزداد تفاقما

«فورين بوليسي»: هل تصبح اليمن سوريا ثانية؟

الولايات المتحدة تنقل المقر الإقليمي لاستخباراتها من صنعاء إلى مسقط