نفى الدكتور «أنور ماجد عشقي» مدير «مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية» في جدة عقد لقاءات أو إجراء أي اتصالات مع «إسرائيليين» مسؤولين أو غير مسؤولين لتطبيع العلاقات بين المملكة والكيان الإسرائيلي، أو أنه إذا تصادف والتقى أحدهم في أحد المؤتمرات يلتقيه كمسؤول أو مبعوث سعودي.
وأوضح إنه التقى بالإسرائيلي «داري غولد» كمدير لـ«مركز يروشليم للأبحاث» وليس كمسؤول إسرائيلي في واشنطن على هامش ندوة في واشنطن الأسبوع الماضي والتقاه كمشاركين في هذه الندوة وليس كمسؤول إسرائيلي.
وأكد «عشقي» (71 عاما) أن ليس له أي صفة مسؤولة حاليا في السعودية وليس علاقة رسمية مع أي جهاز في الدولة بعد أن تقاعد عن عمله الرسمي الأخير، وهو عضو اللجنة الخاصة في مجلس الوزراء السعودي.
وأشار إلى أنه قدم ورقة مشاركة في الندوة التي عقدها مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي حول مشاكل الشرق الأوسط، والمخاطر التي تتعرض لها دوله في العراق وسوريا واليمن وليبيا، وتحدث في الندوة عن خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» ومخاطر التدخلات الإيرانية في الدول العربية، موضحا أن السعودية والدول العربية تنظر للخطر الإيراني من منظور غير المنظور الإسرائيلي وهو أن الخطر بشكل أساسي هو من تدخلات إيران في شؤون سوريا والعراق ومحاولاتها مد نفوذها في العالم العربي، في حين أن «إسرائيل» تعتبر امتلاك إيران للسلاح النووي هو الخطر عليها.
وأضاف «عشقي»: «حتى حين سئلت عن الفرق بين إسرائيل وإيران قلت إن إسرائيل هي عدو عاقل وإيران صديق جاهل وعدو عاقل قد يكون أفضل من صديق جاهل».
وأكد «عشقي» أنه ليس مسؤولا في السعودية ولا يمثل أي مسؤول في المملكة، وأنه في لقاءاته وحضوره هذه الندوات والمحاضرات يمثل نفسه ومركزه».
وكشف «عشقي» أنه قام بزيارة إلى إيران قبل نحو ثمانية أشهر بدعوة من وزارة الخارجية الإيرانية للتحدث كباحث سعودي عن العلاقات السعودية الإيرانية.
وأوضح أنه التقى بنائب وزير الخارجية الإيراني «حسين أمير عبد اللهيان»، وأنه تكلم مع الإيرانيين عن أخطائهم في التعامل مع العالم العربي وأولها نظرتهم الفارسية للعالم العربي.
وحول مقابلة نشرت له مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أوضح «عشقي» أنه خلال وجوده في قطر في أبريل/نيسان الماضي تعرفت عليه صحافية هولندية وأجرت معه حديثا عن وجهة نظر السعودية بشأن السلام مع «إسرائيل» فتحدث لها عن الموقف السعودي المعروف الذي يقول إنه إذا اعترفت «إسرائيل» بالمبادرة العربية للسلام وطبقتها فإنه لن تكون هناك موانع أمام تطبيع السعودية لعلاقاتها مع «إسرائيل».
وأضاف أنه أكد لها أن هذا الكلام موجه للإسرائيليين وأولهم رئيس وزرائهم «بنيامين نتنياهو»، موضحا أنه فوجئ بأن هذه المقابلة نشرت على أساس أنها للجريدة الإسرائيلية «يديعوت أحرونوت»، وقال «وعلى كل، أن تنشر هذا الكلام صحيفة إسرائيلية لا يسيئني».
وأكد «عشقي» أن محاضرته أكدت على ضرورة منح الحقوق الفلسطينية وأنه وجه دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي «نتنياهو» للقبول بالمبادرة العربية للسلام والتي طرحتها المملكة منذ عقد من الزمن .
وأكد «عشقي» أن اللقاء غير رسمي وأنه غير مكلف من المملكة، مؤكدا أن السعودية ترفض أي لقاءات رسمية مع مسؤولين إسرائيليين .
وحول مصافحة «داري»، أكد «عشقي» أن منظمي اللقاء طلبوا منهم التصافح بعد الانتهاء من المحاضرتين، مؤكدا أنه يمثل مركزا غير رسمي، لذلك وافق على التصافح مع الممثل الإسرائيلي غير الرسمي أيضا.
وأكد «عشقي» أنه سيرفض إي دعوة إسرائيلية في حال وجهت له، لكنه كشف عن زيارته لفلسطين بدعوة من السلطة الفلسطينية إلى رام الله، لافتا أنه سيتشرف بزيارة قطاع غزة قريبا.
وعلى صعيد آخر، أكد «عشقي» أن التفجيرات الأخيرة في مسجدين بالمملكة استفادت منها إيران و«الدولة الإسلامية» لكن المملكة استفادت بتعزيز الوحدة وتحصين الجبهة الداخلية.
وكانت حركة «الجهاد الإسلامي» أدانت لقاء «عشقي-داري» في واشنطن على لسان القيادي فيها «خالد البطش» .
وتساءل مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة «خالد البطش» عن سبب اللقاء الذي جمع بينهما قائلا: رهل هو لإحياء مبادرة السلام العربية الميتة, أم لإنقاذ القدس التي ابتلعت وهودت ونعيش ذكرى سقوطها بأيدي الصهاينة هذه الأيام ؟».
وعبر «البطش» خلال تصريح له عبر صفحته الرسمية «فيسبوك» عن رفض حركته لهذا الانفتاح على عدو الأمة اللدود «إسرائيل»، مطالبا علماء المسلمين في بلاد الحرمين, بإدانة هذه المصافحة بين «عشقي» و«داري».
وأَضاف «البطش» نأمل أن يبقى سدنة الكعبة المشرفة وحراس البيت الحرام الحارس الأخير للمسجد الأقصى والقدس، ولن يصافحوا، ولن يصالحوا، ولن يقطعوا الحبل الذي وصله الله سبحانه وتعالى بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى.
وقد احتفل الإعلام الإسرائيلي ومعه بعض الإعلام الأمريكي بلقاء الباحث السعودي الدكتور «أنور ماجد عشقي»، مدير «مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية» في جدة، بمدير «مركز معهد يروشليم للقضايا الاستراتيجية» الإسرائيلي «داري غولد»، على هامش ندوة محاضرات عقدها مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في واشنطن، وتم نشر صور للاثنين وهما يتصافحان.
وكتب الإسرائيليون أن هذا اللقاء لم يكن الأول، وشاركهم بعض الإعلام الأمريكي في نشر قصص عن أن المملكة و«إسرائيل» تتعاونان ومنذ مدة لمواجهة الخطر الإيراني المشترك.
وفي حين تهتم «إسرائيل» بالترويج لمثل هذه اللقاءات حتى تثبت للعالم أنها أصبحت حقيقة واقعة يتعامل معها أشد خصومها، روج الإيرانيون لخبر اللقاء وأبرزوه في أجهزة إعلامهم لاسيما العربية حتى يظهروا أن السعودية التي أصبحت خصمهم الأول في المنطقة تعمل على تطبيع العلاقات مع «إسرائيل»، حسبما نشر.