في ذكرى النكسة.. الكشف عن محضر أول اجتماع برئاسة عبدالناصر عقب الهزيمة

الأربعاء 12 يونيو 2019 09:06 ص

نشر موقع وثائقي مصري، محضر اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر"، الذي عقد بتاريخ 20 يونيو/حزيران 1967، كأول اجتماع بعد تعرض مصر للنكسة في مواجهة الجيش الإسرائيلي، واحتلال سيناء، شمال شرقي البلاد. 

وتضمن محضر الاجتماع، الذي نشره موقع الرئيس "جمال عبدالناصر"، إقرارا منه بالهزيمة، مذكرا بتحذيراته المسبقة للجيش من شن (إسرائيل) الحرب وضرب الطيران المصري، ملقيا باللوم على قيادة الجيش، ومتهما أمريكا بمحاولة تركيع نظامه والتخلص منه.

وقال: "الحقيقة من ضمن أسباب الهزيمة اللى احنا خدناها؛ إن القيادات العسكرية ماكانتش مصدقة أبدا إن اليهود هيهجموا! وأنا يوم الجمعة (2يونيو/حزيران) رحت حضرت اجتماع في القيادة العليا، وكان موجود كل المسؤولين وقائد الطيران وكله، وقلت لهم: إن تقديري إن اليهود هيهجموا يوم الإثنين، وأول عملية هي ضرب الطيران!".

وتابع: "بكل أسف القوات المسلحة لم تأخذ الموضوع جدي وحصل اللي حصل؛ إن مطاراتنا كلها انضربت في وقت واحد بدون ما يبقى فيه إنذار ولا حاجة!".

كانوا بيتفسحوا فوق القاهرة!

وخلال الاجتماع، الذي حضره رئيس الوزراء نائب الرئيس "زكريا محيي الدين"، إلى جانب وزراء الحكومة، أقر "عبدالناصر"، بتعرض الجيش المصري لضربة قاضية، وأن الجيش الإسرائيلي على بعد 100 كم من القاهرة وعلى بعد 50 كم من العاصمة السورية دمشق، وأنه كان بإمكان (إسرائيل) ضرب العاصمة.

وفي أخطر تعليق على الحالة المزرية للجيش المصري، خلال النكسة، قال "عبدالناصر": "الجيش المصرى خِلِص يعنى، وبتسألنى.. ليه؟ الهدف؟ هم كانوا يقدروا يضربوا الكبارى والمصانع والقناطر، ويضربوا كل حاجة.. محطات الكهرباء والمجارى، هم كانوا بيتفسحوا فوق القاهرة، ويضربوا السكك الحديد ويعملوا في البلد ما لا يعمل! ماعملوش هذا الكلام!".

وبرر ذلك، مجيبا: "الواضح إن اليهود لو كانوا على هواهم وحريتهم فى هذا كانوا عملوا هذا العمل، وإحنا نعرف اليهود أما يعوزوا يخرّبوا يعملوا إيه! بيفكوا دلوقتي مصنع الفيرومنجنيز وينقلوه، من باب أولى الحقيقة كانوا يخلصوا علينا تخليص كامل، ليه اليهود ما عملوش هذا الكلام؟ في رأيي أن الأمريكان معتبرين أن هناك إمكانية لتغيير النظام، ومافيش داعي إن النظام الجديد يبص يلاقي البلد خربانة؛ بيتعب جدا وما يقدرش يعمل حاجة! كان ده ممكن جدا.. لم يحصل".

واستعرض الرئيس المصري الراحل، مواقف الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا من الحرب.

وأضاف أنه طلب من موسكو تعويض مصر عن الأسلحة التي تم تدميرها، وإمداداها بطائرات، قائلا: "الحقيقة بدون ما تيجي طيارات بطيارين من الاتحاد السوفيتي، اليهود بيبهدلونا بهدلة لا أول لها ولا آخر! ده الموقف، ومش عارف هيبعتوا ولا هيخافوا من أثر ده على الموقف الدولي".

وتابع: "عملية إعادة تسليح الجيش.. ماشيين؛ الروس بيبعتوا لنا أسلحة يوميا، عدد الدبابات وصل الآن إلى عدد كبير جدا - كنا فقدنا كل الدبابات - اللي رجع حوالي 150 دبابة! في خلال يومين بيكون عندنا أكثر من 600 دبابة، العملية ماهياش 500 دبابة أو 600 دبابة العملية هي عملية ناس".

واستطرد: "طبعا الروح المعنوية منحطة جدا، وبنحاول بكل الوسائل إن إحنا نرفع الروح المعنوية؛ لأن الضربة كانت جامدة جدا، إحنا طبعا أخطأنا في هذا الموضوع ولكن اللي فات فات! ده بالنسبة للوضع العسكري والأوضاع اللى إحنا فيها، طبعا بعد كده هنقابل ضغط سياسي واقتصادي".

لازم نوطي شوية

وطالب الحضور من نواب الرئيس والوزراء بتنظيم المقاومة الشعبية، وتسليح الفدائيين، وإنتاج السلاح، وامتصاص حماس الشعب المصري، والاستعداد لمعركة التحرير.

وعلق "عبدالناصر": " رأيي لازم نوطي راسنا شوية لغاية ما ييجي لنا شوية أسلحة، ونسكت ولا نعبئ ويبان علينا واخدين ضربة مدوخانا، ولا نعبئ إعلام ولا حاجة.. خلينا كده ساكتين، أول ما تقف قواتنا على رجليها شوية، ونعرف إننا قادرين جديا على الدفاع عن غرب القنال، وعندنا من الأسلحة ما يكفي والدفاع الجوي؛ نبتدي نعمل هذا الكلام، ولا يمكن دلوقتي أتحدث عن تحرير سيناء وأنا مش واثق من الدفاع عن القاهرة!".

واختتم الرئيس المصري الراحل، الاجتماع، بالقول: "أنا مش متشائم.. أنا متفائل.. هنعدي إن شاء الله وربنا إدانا درس.. في رأيي سننتصر إن شاء الله".

وتعرف حرب 1967 في كل من سوريا والأردن باسم نكسة حزيران، وفي مصر باسم نكسة 67، وتسمى في (إسرائيل) "حرب الأيام الستة"، وانتهت إلى احتلال (إسرائيل) لسيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان.

وتم إطلاق موقع الرئيس "جمال عبدالناصر"، بالتعاون بين مكتبة الإسكندرية ومؤسسة "عبد الناصر" ويتضمن العديد من الوثائق الرقمية المقروءة والمسموعة والمرئية للزعيم الراحل.

طالع نص الوثيقة كاملا..

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

53 عاما على النكسة.. وما زال الاحتلال الإسرائيلي مستمرا