«بثينة العباد».. أول قتيلة على يد «الدولة الإسلامية» في السعودية

الأحد 18 أكتوبر 2015 03:10 ص

«الابتلاء الحميد أن تموت في يوم الجمعة على منسك عظيم وفي أطهر بقاع الأرض ويطهر دماك المطر وميت الهدم شهيد هنيئا بما كسبت أيديكم».

كانت هذه آخر تغريدة كتبتها الفتاة السعودية «بثينة العباد»، (22 عاما)، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، معلقة على ضحايا حادثة سقوط الرافعة بالحرم المكي، وهي لا تعلم أنها ستموت في نفس اليوم (الجمعة).

«بثينة» التي كانت تترقب تخرجها من كلية الطب في السنة الخامسة، ولبس الرداء الأبيض الذي يميز الأطباء عن غيرهم، تحقق نصف حلمها حيث أنها لم تتخرج من كليتها ولكن في نفس الوقت ارتدت الرداء الأبيض، لتقابل المولى عز وجل  بعد أن قتلت على يد تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي استهدف مساء أول أمس الجمعة حسينية للشيعة في بلدة سيهات التابعة لمحافظة القطيف شرقي السعودية، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم منفذ الهجوم.

فضائية «الآن»، التي قالت إن «بثينة» تعد أول قتيلة على يد «الدولة الإسلامية» بالسعودية، نقلت عن «جعفر العباد» عم «بثينة»، قوله إن ابنة أخيه كانت تطمح لخدمة الإنسانية والوطن عبر التحاقها بكلية الطب ورفضها الالتحاق بشركة «أرامكو»، وذلك لتحقيق هدفها ورسالتها في خدمة ومساعدة المرضى، وهي الثانية في أسرتها وأكبر أخواتها.

ووصف علاقتها بإخوانها وأخواتها بـ «الوثيقة جدا»، مشيرا إلى أنها كانت محبة لوالديها وكان والدها ينظر إلى الدنيا عبرها لتفوقها وطموحها وبراعتها في التحصيل العلمي.

وأوضح، أن «بثينة» عاشت طفولتها في مناهجها الدراسية ووسائل التعليم المختلفة التي حرص والدها على توفيرها لها لعلمه بقدرتها وطموحها، منوها إلى طبيعتها الخجولة في التعامل مع من يكبرها عمرا وبالأخص أقاربها من الأعمام والأخوال والعمات والخالات، فكانت علاقتها به ملؤها الاحترام والتقدير والاهتمام.

وعن وقع خبر وفاتها على أسرتها، أجاب على سؤال لصحيفة «جهينة» المحلية السعودية المتخصصة في أخبار محافظة القطيف، بأنه كان في إحدى المجالس الحسينية، وجاء خبر إصابتها، فقال: «ظننت أنها إصابة تدافع، ولم أكن أتوقع أنها إصابة رصاص ووفاة، وعند وصولي إلى المستشفى علمت بخبر وفاتها، فحمدت الله، ولم ير مني أي جزع، وبدأت أزف البشرى إلى الأقارب الذين ما برحوا يعاودون الاتصالات للاطمئنان عليها».

وأضاف: «الجميع في الأسرة مستبشر باستشهادها، ونحن على ثقة تامة أنها شفيعة لوالديها، فأنا أنظر إلى عيون أبيها وكأنه مستبشر بأنه رآها بأفضل حال من رؤيتها بعباءة التخرج، فبدلا من زي التخرج لبست الكفن الذي قلدها وسام العزة والشرف».

وكان أحد العاملين في «الحسينية» روى بعص تفاصيل الهجوم  قائلا: ««سمعنا أصوات الرصاص الكثيف، ولم نتوقع أن يكون ذلك في محيط الحسينية، وعندما خرجنا لنرى ما يحدث، طلب منا عاملون في الحسينية التراجع، قبل أن يبلغوا الجهات الأمنية».

وأضاف الشاهد «حسن الحرز»: «ذهبت مهرولا من دون وعي إلى الموقع عندما بدأ إطلاق الرصاص، ووجدت الشهيد الأول في هذه الحادثة أيمن العجمي طريحاً على الأرض وبجانبه طفل صغير يبكي، وصرخت طالبا حضور الإسعاف، فالإصابة حرجة».

وتابع قائلا «وفي أثناء محاولتي إنقاذ ما يمكن إنقاذه، رأيت رجلا كبيرا يضع يده اليمنى على اليسرى ودماؤه تنزف، وإذا بالشهيدة بثينة العباد مضرجة بدمائها، وفي مقابلها فتاة أخرى، وبينهما طفل رضيع يصرخ باكيا، فقلت للفتاتين: هل تستطيعان النهوض؟ فأجابتني الفتاة الأخرى: خذ الطفل كي لا يموت، فحملته وهو ملطخ بالدماء، وأودعته أحد المنازل القريبة، وقمت بعدها بمساعدة أحد العاملين في حمل السيدة المصابة وبثينة العباد إلى المنزل ذاته».

ولفت إلى أنه قام مع مجموعة من العاملين بمتابعة مطلق الرصاص بعد قتله إحدى الضحايا، «إلا أنه تنبه لنا، ووجه سلاحه نحونا، ولولا لطف الله، لكان أحدنا شهيدا في هذه الفاجعة»، موضحا أن الجهات الأمنية تمكنت من قتله بعد ذلك.

وكانت وزارة الداخلية السعودية قالت إن شخصا يحمل سلاحا رشاشا فتح النار بشكل عشوائي على المارة في محيط حسينية للشيعة في بلدة سيهات في محافظة القطيف الجمعة، قبل أن يقتله عناصر دورية أمنية وصلت إلى المكان.

وصرح الناطق الأمني باسم وزارة الداخلية أن الحادث أسفر عن مقتل 5 من المارة، بينهم امرأة، إضافة إلى إصابة 9 آخرين، وأن قوات الأمن تواصل التحقيق في الحادث.

من جهته، تبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» الهجوم، ونشر صورة منفذ العملية، مشيرا إلى أنه يدعى «شجاع الدوسري»، فيما أدانت إيران الهجوم.

 

  كلمات مفتاحية

حسينية القطيف بثينة العباد السعودية الدولة الإسلامية

إيران تدين الهجوم على حسينية الحيدرية بسيهات شرق السعودية

شاهد عيان يروي تفاصيل الهجوم على حسينية القطيف

«تفجير القطيف» يكشف فشل السعودية في كبح التوترات الطائفية

عشرات الآلاف من السعوديين الشيعة يشيعون ضحايا تفجير القطيف

إصابة السعودية «الجريش» المنضمة لـ«الدولة الإسلامية» في قصف روسي بسوريا