ردود أفعال «صاخبة» حول ما كشفه «هيرست» عن سعي الإمارات للسيطرة على مصر

الاثنين 23 نوفمبر 2015 10:11 ص

أثارت «الوثيقة الاستراتيجية السرية» التي كشفها الصحفي البريطاني الشهير «ديفيد هيرست»، رئيس تحرير موقع «ميدل إيست آي»، الأحد 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والتي تظهر تفاصيل ما وصفها بـ«خطة ورؤية ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد لحكم مصر وإدارتها»، ردود أفعال صاخبة فور ظهورها من نشطاء وسياسيين عرب ومصريين.

وفيما تناولت صحيفة «مصر العربية»، وهي صحيفة مصرية خاصة، الوثيقة بنوع من السخرية في العنوان قائلة: «بن زايد للسيسي: أنا مش مكنة فلوس»، فقد اعتبر سياسيون الأمر يستحق الانتباه، وتساءل «طارق الزمر» رئيس حزب البناء والتنمية على حسابه على تويتر: «هل أصبحت مصر إحدى ولايات محمد بن زايد».

ووصف «أنس حسن» مؤسسة شبكة رصد الوثيقة السرية قائلا : إن «الإمارات فقدت الثقة بقدرة نظام السيسي على خدمة مصالحها»، واعتبرت «نادية أبو المجد» المحللة السياسية أن الوثيقة الحصرية تعبر عن «غضب الإمارات من السيسي وتظهر خطة جديدة لحكم مصر».

وقال المغرد «مــفـكـر» أن وثيقة الإمارات المسربة «تظهر أن الخليج فقد الأمل في عصابة الانقلاب في مصر وعلم أنهم لا أمان لهم لكن الثوار لم يفقدوا الأمل أبدا في ثورتهم»، واعتبر الوثيقة تعبيرا عن «أزمة سعودية انقلابية، وضعف صادرات الإرز السعودي للانقلاب وعصابته وهجوم إعلام الانقلاب على المملكة وقادتها».

وقال الكاتب والأكاديمي الدكتور «محمد مختار الشنقيطي»‏ تعليقا على الخطة الإماراتية للسيطرة على مقاليد الحكم في مصر: «لقد هزلت حتى بدا من هزالها / كُلاها وحتى سامها كل مُفلس».

وقال الكاتب الصحفي الدكتور «محمد الحضيف»: «السياسة ليست صرف دولارات، ولا استئجار ذمم، ولا استقطاب جواسيس مطرودين.. هذه مشكلة من يلبس ثوباً أطول منه..ليبدو طويلاً ينافس الكبار».

أما «حسن الدقي» أمين عام حزب الأمة الإماراتي، تحت التأسيس فكان له رأي مخالف. وقد علق على الوثيقة في برنامج مصر النهاردة مع الإعلامي «محمد ناصر» على قناة مكملين قائلا: «لا يجب أن نتعامل مع الوثيقة على أنها حقيقة فعلية، لأن ديفيد هيرست وأمثاله من أبواق الغرب يروجون لأشياء من شأنها إحباط طموح الثوار على الأرض»، وتساءل «الدقي»: «ما هو الدور الجيوسياسي الذي تتمتع به دولة كالإمارات لتقوم بهذا الدور الخطير، في ظل عالم منقسم بين أسياد وخدم وعبيد يحكموا مصائر شعوبنا». وأضاف: «فالأسياد هم الدول الكبرى أمريكا وروسيا وبريطانيا والخدم هم إسرائيل وإيران أما العبيد فهم كل حكام دول العالم العربي بلا استثناء».

واختتم «الدقي» مداخلته متسائلا: «كيف لعبد من العبيد أن يتسيد دولة بحجم مصر؟ وهل تتوقعون للأسياد أن يسمحوا للعبيد أن يشاركوهم لقمة بحجم مصر؟».

وركز الكاتب السعودي «عبد الله المالكي»علي قول «محمد بن زايد»: «الآن سأعطي، ولكن سأعطي بشروطي، وإذا كنت أنا الذي يعطي فأنا الذي ينبغي أن يحكم»، ونقل نص وثيقة «ميدل ايست آي» على لسان «محمد بن زايد» لفريقه الاستشاري: «السيسي يحتاج لأنْ يعرف بأنني لست ماكينة صرف آلي».

وركز مغردون على تلميحات الكاتب البريطاني «ديفيد هيرست» أن هناك «خطة سعودية للإطاحة بالسيسي»، وأن «محمد بن زايد» غاضب من إدارته للبلاد، وأن الإمارات «تسعى إلى التحول من ممول إلى شريك كامل للحكم في مصر».

واهتم المغرد السعودي «مهاجر إلى الله» بما جاء في الوثيقة نقلا عن مصادر سعودية أن هناك ثلاثة أسماء مطروحة لخلافة «السيسي» هم: «سامي عنان» و«أحمد شفيق» و«مراد موافى».

وكان «ديفيد هيرست» قد أوضح في وقت سابق في حوار له مع قناة «مكملين»، الفضائية المصرية المعارضة، أنه إذا قامت الثورة المصرية فلن يكون أمام أمريكا أو إسرائيل سوي المشاهدة، وتساءل: هل ممكن للغرب أن يقبل «البرادعي» أو «أيمن نور» بديلاً للسيسي؟

وقال موقع «ميدل إيست آي» إنه اطلع على وثيقة تحدد معالم استراتيجية الإمارات للسيطرة على مصر، مصنفة على أنها «بالغة السرية» أعدت خصيصاً لولي عهد أبو ظبي «محمد بن زايد آل نهيان» وتقول بأن «دولة الإمارات العربية المتحدة بدأت تفقد الثقة بقدرات رئيس مصر عبد الفتاح السيسي على خدمة مصالحها».

وتشتمل الوثيقة المؤرخة في الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول والتي قام بإعدادها مجموعة من الفرق التي تعمل لدى «محمد بن زايد» على اقتباسين أساسيين يشرحان ما يشعر به «محمد بن زايد» من إحباط تجاه «السيسي»، والذي تم دعمه وتمويله من قبل الإمارات والسعودية بمليارات الدولارات.

ومن النصوص المقتبسة التي وردت في الوثيقة ما يلي: «يحتاج هذا الشخص لأن يعرف بأنني لست ماكينة صرف آلي»، وفي موقع آخر، تكشف الوثيقة عن الثمن السياسي الذي ترغب الإمارات في تقاضيه إذا ما استمرت في تمويل مصر.

وتقتضي الاستراتيجية القادمة لأبوظبي، وفقا للوثيقة، تجاوز محاولة التأثير على الحكومة في مصر إلى السيطرة عليها والتحكم بها، وهو ما تعكسه بوضوح عبارة «الآن سأعطي، ولكن سأعطي بشروطي. إذا كنت أنا الذي يعطي فأنا الذي يحكم».

  كلمات مفتاحية

مصر الإمارات محمد بن زايد السيسي العلاقات المصرية الإماراتية ديفيد هيرست

«ميدل ايست آي»: السعودية لم تعد تعول على «السيسي» وتدرس الخيارات البديلة

«ديفيد هيرست»: خطة إماراتية للسيطرة على مقاليد الحكم في مصر

«بن زايد» لـ«السيسي»: مصر ركيزة الاستقرار وصمام الأمان للمنطقة بأكملها

الاستثمارات الإماراتية في مصر تحصل علي مزايا «نصف الثمن» في عهد «السيسي»

وزير الثقافة الإماراتي: مصر جسد الأمة والحفاظ على أمنها استقرار للمنطقة

تنسيق «مصري - روسي - إماراتي» لإنشاء منطقة صناعية شرق بورسعيد

مصر تعلن خفض دعم المواد البترولية في موازنة عام 2017