وقعت دولتا الكويت وقطر على 3 اتفاقيات و3 مذكرات تفاهم وبرنامجين تنفيذيين، خلال أعمال اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين الدولتين في دورتها الرابعة التي عقدت أعمالها بالدوحة مساء اليوم الإثنين.

وتناولت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين الجانبين مجالات النقل الجوي والتعاون الثقافي والفني والتعاون الصناعي والتعليم العالي والبحث العلمي والتعاون في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات وشؤون الخدمة المدنية والتنمية الإدارية والتعاون الإعلامي للاعوام 2016 - 2017 - 2018 والتعاون في المجال التربوي والتعليمي للسنوات 2016 -2017 - 2018 -2019 - 2020، وفقا لوكالة الأنباء الكويتية (كونا).

وقال الشيخ «صباح الخالد»، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، في كلمة ألقاها خلال ترؤسه وفد دولة الكويت في اللجنة العليا إن «الجانب الاقتصادي محور أساسي في تعزيز أواصر التعاون الثنائي بين الكويت وقطر ورافد مهم لترسيخ مبدأ الشراكة الاقتصادية بينهما».

وتابع: «الزيادة المتواصلة في عدد الرحلات الجوية بين البلدين والتي بلغت 73 رحلة أسبوعية وما صاحبها من زيادة في تنقل الأفراد ورجال الأعمال ساهمت في تعميق روابط التواصل بين الاشقاء»، مشيرا إلى أن حركة المسافرين البينية بين البلدين بلغت 700 ألف مسافر خلال عام 2015 مما يجسد بشكل واضح روح الأسرة الواحدة والتآلف والتعاضد الذي يجمع الشعبين الشقيقين.

«الخالد» أضاف أنه سيتم التوقيع اليوم على 9 وثائق ثنائية تتويجا لأعمال هذه الدورة وبذلك سيرتفع مجموع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها بين البلدين الشقيقين إلى 24 اتفاقية.

كما أعرب عن سعادته لتواجد «أكثر من 100 طالب كويتي يتلقون تعليمهم بين أهلهم وأخوتهم في دولة قطر الشقيقة بالجامعات والكليات العسكرية القطرية العريقة وكذلك تواجد ما يقارب 100 طالب عسكري قطري يتلقون تدريبهم في الكويت».

من جانبه أكد وزير الخارجية القطري «خالد العطية» في كلمته أن الاجتماع يأتي بتصميم متجدد لترسيخ وتعزيز العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين، مؤكدا أن العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين تجذرت على مدى عقود طويلة من الزمن في مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.

وأكد «العطية» أن ذلك لم يكن ليتحقق لولا العزم والإرادة المتواصلة بين قيادات وشعبي البالدين انطلاقا من وحدة الهدف والمصير والمصالح المشتركة، مشددا على أن مسيرة التطور الكبير والهائل التي تشهدها الدولتان الشقيقتان في المجالات كافة تكشف عن اهمية وتعاظم مسؤولية ودور هذه اللجنة.

وكانت الدورة الرابعة للجنة العليا المشتركة للتعاون بين دولة قطر ودولة الكويت، قد بدأت أعمالها في الدوحة، مساء اليوم، ويجري خلال الاجتماع تقديم عرض موجزا لأعمال ونتائج أعمال اللجنة والتوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، وفق «قنا».

وتوترت العلاقات بين قطر من جهة وكل من الكويت والسعودية والإمارات من جهة ثانية خلال حكم العاهل السعودي الراحل، «الملك عبدالله بن عبد العزيز»، ووصلت ذروتها بقيام الدول الخليجية الثلاث بسحب سفرائها من الدوحة في مارس/آذار 2014.

وقال مراقبون إن الخلافات بين البلدان الخليجية الثلاثة والدوحة كانت بسبب التصادم في رؤى الجانبين من الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013 على «محمد مرسي»، أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر؛ فبينما أيدت الانقلاب كل من الكويت وأبوظبي والرياض (في عهد الملك عبدالله) هذا الانقلاب، رفضته الدوحة، واستضافت عددا من قيادات وكوادر جماعة الإخوان في مصر، التي واجهت حملة اعتقالات عنيفة من جانب سلطات ما بعد الانقلاب.

ورغم التحسن التي طرأ على العلاقات بين الدوحة وكل من الكويت وأبوظبي والرياض في الشهور الأخيرة من عام 2014، وتوج بعودة سفراء الدول الثلاثة للدوحة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، إلا أن العلاقات تعززت بشكل أكبر في عهد الملك «سلمان بن عبد العزيز»، الذي وصل إلى سدة الحكم في السعودية في يناير/كانون ثاني 2015.

وشمل التحسن في العلاقات، زيارات متبادلة أجراها قادة ومسؤولون كبار من الدول الأربعة، والتوافق بينهما بشأن الملفين اليمني والسوري، وكذلك انضمام قطر للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، منذ مارس/آذار 2015.

إضافة إلى إعلان السعودية مؤخرا تشكيل تحالف إسلامي عسكري ضد «الإرهاب» يضم 34 دولة إسلامية، بينها قطر والكويت والإمارات.