كشف «عزة الدوري» نائب الرئيس العراقي الأسبق «صدام حسين»، إن غزو الكويت كان خطأ استراتيجيا ويتقاطع مع مبادئ حزب «البعث» العراقي وعقيدته، وهو من أحد الأسباب الرئيسية لتدهور العراق، لكنه مخطط إمبريالى استعمارى صهيونى قديم لإسقاط نظام البعث.
وأضاف في حوار مع صحيفة «الوطن» المصرية، أن ما نراه اليوم فى أمتنا من خراب ودمار وتمزق وحروب طائفية وعرقية واجتياح استعمارى بغيض لعدد من أقطار الأمة، وما نراه من انكفاء وتقوقع لبعض أقطار الأمة على نفسها هو إحدى نتائج ما سمى بـ«الربيع العربى».
ولفت إلى أن المصدر الأساسى لتمويل تنظيم «الدولة الإسلامية» هو الغنائم التى يستولى عليها من المناطق التى يحتلها، مشيرا إلى أن كل ما حصل من حرائق فى المنطقة وما سيحصل بالمستقبل هو بسبب احتلال أمريكا للعراق وتدميره والشاهد على ذلك هو ما يحصل حاليا فى العراق وسوريا واليمن ولبنان والخليج العربى.
وأشار إلى أنه رغم اعتراف واشنطن بجريمتها فإنها لا تغير منهجها فى المنطقة إلا إلى الأسوأ يوما بعد يوم، كما بدأت تدعو إلى الحل السلمى والتفاوض مع النظام السورى وقد وصل موقفها إلى حد القبول ببقاء «بشار الأسد»، ما سيزيد من معاناة الشعب السورى.
وتابع: «المقاومة العراقية الباسلة موجودة بكل عدتها وعددها، وعلى أبناء الأمة العربية أن يعلموا أنها انطلقت فى يومها الأول لتحرر العراق وليس لكى تدخل فى معارك جانبية مع الدولة الإسلامية».
وقال إن أمريكا متمسكة برئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادى» وتدعمه بقوة وترفض تبديله كى يواصل مسيرة «نوري المالكى» فى تفتيت العراق وسلب هويته العربية بجلب ملايين الإيرانيين ومنحهم الجنسية العراقية، كما حصل مؤخراً بإدخال أكثر من نصف مليون إيرانى وأفغانى وباكستانى ومن جنسيات أخرى تحت غطاء زيارة الأماكن المقدسة، ولكنهم أرسلوا فورا إلى معسكرات تدريب لإعدادهم للتوطين فى قرى ومدن العراق الذين هجروا أهلها، خاصة فى «ديالى» ومحيط «بغداد».
وقبل 25 عاما، اتهم الرئيس العراقي الراحل «صدام حسين» الكويتيين بخفض أسعار النفط بإنتاج أكثر مما يعلنون عنه، وهو ما يضر بالاقتصاد العراقي المعتمد على النفط، ، وأمر جيشه بالتوجه للحدود يوم 2 أغسطس/ آب.
واستغرق الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس/ آب 1990 يومين، وانتهى باستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية، بعد معارك واشتباكات في جزيرة بوبيان التي بدأ الغزو بها، وجزيرة فيلكا، والعاصمة حيث أنزلت قوات جوية وبحرية عراقية.
وشكلت القوات العراقية آنذاك حكومة صورية برئاسة العقيد «علاء حسين» تحت اسم جمهورية الكويت، ثم أعلنت الحكومة العراقية يوم 9 أغسطس/ آب ضم الكويت للعراق، وإلغاء جميع السفارات الدولية بها ، إلى جانب إعلان الكويت المحافظة الـ 19 للعراق، وتغيير أسماء الشوارع والمنشآت، ومنها تغيير اسم العاصمة الكويتية.
في حين تشكلت الحكومة الكويتية في المنفى، وذلك في مدينة الطائف السعودية، حيث يمكث أمير الكويت جابر الأحمد الصباح، وولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح، والعديد من الوزراء وأفراد القوات المسلحة الكويتية.
واستمر الاحتلال العراقي للكويت فترة 7 شهور، وانتهى بتحرير الكويت في 26 فبراير/ شباط 1991 بعد حرب الخليج الثانية، التي قادتها الولايات المتحدة وضمت ائتلافاً دولياً شمل العديد من الدول العربية والغربية.