أثار عنوان رئيسي على الصفحة الأولى لصحيفة «عكاظ» السعودية، أمس الخميس، غضب مواطنين سعوديين وكثير من اليمنيين المقيمين وغير المقيمين في المملكة.

وبينما أطلق ناشطون يمنيون وسما تحت اسم «#عكاظ_تسيئ _لليمنيين» تضمن انتقادات حادة للصحيفة بسبب العنوان الذي اعتبروه «مسيئا» لهم ولبلدهم، أطلق ناشطون سعوديون «وسما» باسم «#عكاظ_لا_تمثلني» قدموا من خلاله الاعتذار للشعب اليمني عن هذا العنوان.

عنوان خبر «عكاظ» الذي اعتبره هؤلاء اليمنيون مسيئا لهم كان «تهدئة على الحدود ومبادلة جندي بـ7 يمنيين»، وهو العنوان الذي احتل صدر الصفحة الأولى للصحيفة بحجم أعمدتها الثمانية.

مصدر الإساءة في العنوان، وفق المعترضين عليه، هو أنه ساوى بين المواطنين اليمنيين وعناصر ميلشيا جماعة «الحوثي»، الذين يعتبرهم الكثيرون في اليمن غير يمنيين وإنما «أذناب» لإيران في هذا البلد.

أيضا، رأى البعض أن العنوان بهذا الشكل يظهر الحرب في اليمن وكأنها حرب بين السعودية واليمن، وفي سياقه جرت عملية لتبادل الأسري بين البلدين، مؤكدين أن المملكة تقود «التحالف العربي» لإنهاء التمرد «الحوثي» والمساعدة على إعادة الاستقرار لليمن.

وعبر وسم «#عكاظ_تسيئ _لليمنيين»، قال أحد «أحمد العمري»: «لابد من محاسبة صحيفة عكاظ؛ فالحرب مع أذناب المجوس (يقصد: الإيرانيين) وليس مع اليمنيين».

 وعلق آخر باسم «أبو نجم»: «ما هكذا تورد الإبل يا أبناء مملكة #الحزم عشمنا في اخواننا السعوديين للاستنكار والتنديد».

ورد مواطنون سعوديون على هذا الوسم بآخر يحمل عنوان «#عكاظ_لا_تمثلني».

وعبر هذا الوسم، قال «أمير الظلام»: «اليمنيين هم أشقائنا، وهذه السقطة تمثل الصحيفة، ولا تمثل الشعب السعودي المحب لأشقائه اليمنيين».

وغرد «ali alqarni» قائلا: «إخوتنا في اليمن الشقيق إن كانت عكاظ تسييء لليمنيين اليوم فقد أساءت لنا من قبل».

وخاطب «أبو أحمد العسيري» المسؤولين عن صحيفة «عكاظ»، قائلا لهم: «عليكم الاعتذار للشعب اليمني بعد مساواتكم لهم بشرذمة الحوثي».

بينما علق لكاتب والأكاديمي السعودي، «محمد الحضيف»، على عنوان صحيفة «عكاظ»، وتساءل باستنكار: «هذا العنوان: يَخْـدِمُ من؟!!».

وأجاب: «عكاظ تحولت مع رئيس تحريرها الجديد إلى بوقٍ دحلاني»، في إشارة إلى الفلسطيني «محمد دحلان».

الأزمة التي أثارها عنوان صحيفة «عكاظ»، لم تقف، على ما يبدو، عند حدود الناشطين اليمنيين والسعوديين؛ حيث تم تصعيد الأمر إلى المستويات الرسمية في البلدين.

ونقلت صحيفة «القدس العربي»عن مصدر إعلامي سعودي، لم تكشف اسمه، إنه تم توجيه لوم من مسؤول سعودي كبير لرئيس تحرير صحيفة «عكاظ» على هذا العنوان.

بينما اعتبر وزير في الحكومة اليمنية موجود حاليا في الرياض هذا العنوان «فعلا حماسيا غير مقصود».

 وفضل الوزير، الذي طلب عدم الإشارة لاسمه، إبداء حسن النوايا حتى ولو كان العنوان يسيئ لمشاعر اليمنيين.

في المقابل، علل مساعد رئيس تحرير صحيفة «عكاظ»، «خالد الحسيني» الدفاع عن «الخطأ» الذي حصل بالقول إن صحيفته أخذت العنوان من نص خبر وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس).

وأكد في مقابلة مع قناة تلفزيون «العربية» أن «عكاظ لا يمكن أن تسيئ لليمن أو شعبه»، وأن هناك مدونة اخلاق صحافية للصحيفة تلتزم بها.