انطلق مساء أمس الجمعة مهرجان أفلام السعودية الذي يستمر لخمسة أيام ويقدم عروضا سينمائية لـ70 فيلما تتنافس على جوائز المهرجان، كما يتنافس ضمن المسابقة 55 سيناريو لم تنفذ، ويقدم المهرجان عبر ورش العمل المتعددة التي يقدمها فنانون محترفون أو أكاديميون متخصصون في الفنون السينمائية.
واحتشد محبو السينما وصناعة الأفلام مساء أول من أمس في مقر فرع جمعية الثقافة والفنون، حيث غصت قاعتان جهزتهما الجمعية لافتتاح مهرجان أفلام السعودية، وعرض في حفل الافتتاح ثلاثة أفلام، الأول عن الإرهاب في المساجد وفيلم دراما اجتماعية وفيلم وثائقي عن سيارات التاكسي الصفراء، وتبدأ العروض يوميا في تمام الساعة الرابعة عصرا وحتى العاشرة مساء بالتوقيت المحلي.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون «سلطان البازعي» أن هناك مبادرة تشمل 16 فرعا لدعم السينما في السعودية، قائلا: «تبلورت المبادرة في النسخة الثانية من المهرجان الذي أقيم العام الماضي، وتم تبني خمسة فروع من المبادرة، ونأمل أن يتم تبني كافة الفروع في هذه الدورة وفي الدورات المقبلة من المهرجان».
وتم تمويل المبادرة من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي التابع لـ«أرامكو السعودية»، ووفرت الجمعية قاعة للعروض السينمائية وورش التدريب.
وأكد «البازعي» أن توفير العروض والتدريب يفترض عنه شيء لدى المهتمين بصناعة السينما في السعودية وينعكس ذلك على إنتاجاتهم وإبداعاتهم.
وقال «البازعي» إن الدورة الثانية من المهرجان التي كانت في العام الماضي استقطبت 66 فيلما، بعضها أنتج قبل أربع سنوات، بينما في دورة العام الجاري شارك 70 فيلما جميعها أنتج خلال عام فقط، إضافة إلى جودة المشاركة وارتقائها هذا العام.
وقال «البازعي» إن دور جمعية الثقافة والفنون الأهم أن تكون حاضنة للمواهب، ولكن الأهم هو توفير فرص التدريب وتوفير موقع لعرض الأعمال للوصول إلى المتلقي، وما ينطبق على السينما وصناعة الأفلام ينطبق على باقي الفنون.
واعتبر «البازعي» أن قيادات وكوادر الجمعية العربية للثقافة والفنون هم سر نجاحها في مهامها، فأغلبهم يأتي للجمعية بدافع الشغف والإبداع، ومعظمهم متطوعون أو متعاونون وليسوا متفرغين للعمل في الجمعية، وهذه سمة الفنان، وهو ما يدفعهم للإبداع.
وقال «البازعي» إن هدف الجمعية استيعاب 10% من الشباب السعودي وإبراز إبداعاتهم وتوفير التدريب لهم لتنمية هوياتهم ومهاراتهم الإبداعية.
من جانبه، أكد «أحمد الملا» مدير مهرجان أفلام السعودية على أهمية الجهر بالفن ورفع صوت الجمال والحب في وجه القبح والكراهية، وقال إن المشاركات توالت منذ فتح باب التسجيل ليبلغ عدد المشاركات 112 فيلما و72 سيناريو، تم ترشيح 70 فيلما و55 سيناريو منها لتتنافس على جوائز المهرجان.
جاء ذلك عشية افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان أفلام السعودية الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في مقر الجمعية فرع الدمام، ليحتفي بعرض 70 فيلما سعوديا، بما يعادل 14 ساعة على مدى خمسة أيام.
هذا، وتمضي نحو 150 طالبة سعودية، ثلاث سنوات في دراسة الفنون السينمائية في كلية عفت بجدة، وهي الكلية الوحيدة التي تدرس فنون السينما من التصوير إلى الإخراج والمونتاج في بلد ما يزال يخلو من قاعات العرض.
ويعد هذا البرنامج فريدا من نوعه في المملكة، حيث ما يزال قطاع السينما في بداياته الأولى.
وتأمل طالبات السينما في جامعة عفت والقيمون على تدريسهن، بأن يساهمن أيضا في إطلاق قطاع السينما، متسلحات بالمعارف البصرية والرقمية المكتسبة خلال أعوام الدراسة الثلاثة.
وبعد هذه السنوات الثلاث، يمكن للراغبات في التعمق الدراسي أن يتسجلن في سنة إضافية، يتخصصن فيها في أفلام التحريك، أو كتابة السيناريو، أو الإعلام التفاعلي.
ويباهي المخرج الأمريكي «بنتلي براون»، وهو أستاذ مادة السيناريو في جامعة عفت، بأن 15 من طالبات الجامعة يشاركن في الأعمال المتنافسة في مهرجان الدمام الذي يمنح جوائزه مساء الاثنين.
ويعول على هؤلاء الشابات أن يضطلعن بدور في إطلاق السينما السعودية، وإذا كانت صالات العروض السينمائية محظورة في هذا البلد، إلا أن عروضا خاصة للأفلام تقام في البلاد بين الحين والآخر، كما أن أسماء سعودية بدأت تلمع على مستوى العالم في مجال الإخراج أخيرا.