«فورين بوليسي»: انخفاض أسعار النفط يضر الخليج وصناديق الثروة السيادية هي الحل

الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 10:10 ص

السقوط الحر الذي شهده سعر النفط أخيرا محا أكثر من 20 مليار دولار من القيمة السوقية لشركات أمريكية منتجة للنفط قيل إنها «تُعدّ أهدافاً محتملة لأسماك القرش النفطية».

تحت عنوان «عندما تنفد أموال النفط»، When the Petrodollars Run Out، قال تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» أن انخفاض أسعار النفط حاليا يضر دول الخليج، ولكن صناديق الثروة السيادية التي تحتفظ فيها دول الخليج بأموال ضخمة من عائدات بيع النفط للأجيال المقبلة، «تتيح مجالا للمناورة».

التقرير تحدث عن اعتماد 20 بلدا على البترول بما يعادل نصف عائدات حكوماتهم، في أقل تقدير، و10 أخرى علي ما بين النصف والربع، وأن هذه الدول معرضة بشكل واضح للتغيرات الكبيرة في السعر والكمية من النفط والغاز التي قد تبيعها، وقد تواجه وقتا عصيبا في المستقبل عندما تنهار الأسعار أكثر بفعل قلة الطلب علي النفط أو وقف أمريكا الاستيراد، أو استمرار العرض الكبير ما يخفض الأسعار عالميا.

وقال أن أحد العوامل التي ستؤثر في كل دولة علي حدة هو مدي تنويع اقتصادياتها، ففي البلدان التي يعدَ البترول هو المسئول عن أغلب الإيرادات ستتضرر هذه الدول أكثر وسوف تعتمد على عائدات تحصيل الضرائب عندما يتراجع النفط والغاز، ومنها دول الخليج.

وأكد أن الإيرادات من بيع النفط والغاز سوف تنخفض في غضون بضعة عقود في البلدان التي لا يُحتمل أن تجد الكثير في طريق بحثها على احتياطيات جديدة، مثل نيجيريا والمملكة العربية السعودية، وقد تعاني الصناعات الأخرى المرتبطة بالبترول، مثل الكيماويات والتكرير.

وتحت سؤال: «ماذا سيعني ذلك بالنسبة لمستقبل الدول النفطية التي تعتمد كثير منها على عائدات النفط والغاز؟»، قال تقرير «فورين بوليسي» أن هناك دول صعب أن تتعافي من انخفاض أسعار النفط  لأنه يشكل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي مثل نيجيريا، وأكثر وتشاد وروسيا وميانمار وساحل العاج، والتعافي من تأثير تراجع إيرادات الحكومة سيكون صعبا بالنسبة لأي منها.

أما البلدان التي تعتمد علي 40 في المائة على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي من النفط والغاز، مثل جمهورية الكونغو والكويت وليبيا والسعودية والعراق والجابون وأنجولا وسلطنة عمان، فهي أيضا - وتحديدا معظم دول الخليج العربي – «قد لا يكون مقلقا جدا، وذلك لأن صناديق الثروة السيادية وفيرة، بحيث تتيح لها بعض المجال للمناورة إذا تراجعت أسعار الطاقة».

خفض النفط سلاح سياسي

وتفيد الإحصاءات بأن العرض العالمي للنفط خلال هذه الفترة فاق المعدل المسجل في العام السابق بهامش يراوح بين مليون ومليوني برميل يوميا، ووصل الفارق إلى أوجه في سبتمبر/أيلول الماضي حين بلغ 2.8 مليون برميل نتيجة بيع السعودية كميات كبيرة للزبائن في مختلف الأقاليم بأسعار منخفضة دون 40 دولارا للبرميل.

ويرى بعض المحللين لهذا الوضع في السوق أن بعض منتجي النفط الكبار - تحديدا الولايات المتّحدة والسعودية - يريدون الضغط على المنتجين الآخرين، أبرزهم روسيا وإيران، وبما أن كلا من الرياض وواشنطن يمكنهما تحمل تراجع نسبي للأسعار، فإن هذا يبدو محتملا لكسر تأثير موسكو وطهران في أي محادثات قائمة أو حرب دائرة.

وأما عن كيفية تحمل السعودية عبء تراجع السعر، فيرجعه مهتمون إلى اعتمادها على الكمية الهائلة لإنتاجها وعلى احياطياتها من العملات الأجنبية التي تصل إلى 750 مليار دولار في صناديق الثروة السيادية.

أما الولايات المتّحدة، كما يقول المحلل نفسه، فقد أثمرت تقنياتها الجديدة لاستخراج النفط الصخري خلال العقد الماضي، فائضا في الإنتاج، وقد أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن إنتاج الولايات المتّحدة من «الوقود الأحفوري» بدأ بالارتفاع منذ عام 2009، وتسارعت الوتيرة في خمس سنوات ليبلغ المعدل 8.3 ملايين يومياً في النصف الأول من العام الجاري.

ولكن «فورين بوليسي» تحذر الخليج وأمريكا من أن «نار النفط لا تحرق فقط الروبل والريال والاقتصاديين الإيراني والروسي، إذ قد يحدث تراجع الأسعار تحولات في السوق الأميركية نفسها، فعندما يتراجع سعر النفط تتأثر ميزانيات الشركات الصغيرة ما يفتح شهية الشركات العملاقة صوب الاستحواذ وتعزيز مكانتها السوقية.

والأمر نفسه للسعودية التي ستخسر بعض العوائد من صناديق الثروة السيادية، فبالاستناد إلى بيانات جمعتها وكالة «بلومبرغ»، فإن السقوط الحر الذي شهده سعر النفط أخيرا محا أكثر من 20 مليار دولار من القيمة السوقية لشركات أمريكية منتجة للنفط قيل إنها «تُعدّ أهدافاً محتملة لأسماك القرش النفطية».

ويرجع تاريخ نشأة صناديق الثروة السيادية إلى عام 1953 عندما أنشئ أول صندوق كويتي أطلق عليه محليا أسم «صناديق الأجيال» لاستثمار ثروات الكويت في مشاريع استثمارية عالمية، وهي صناديق تقوم بإدارة واستثمار ثروات تعود ملكية بعضها إلى عائلات ثرية، وبعضها الآخر تملكه حكومات.

ومع أن الصين تمتلك أكبر هذه الصناديق في العالم بأصول تقدر بنحو 1.2 تريليون دولار أمريكي وتليها روسيا ، فإن جهاز أبو ظبي للاستثمار يعد واحداً من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم؛ حيث قدرت إجمالي أصوله بحوالي 875 مليار دولار أمريكي.

أما أبرز وأكبر صناديق الثروات السيادية فهي صندوق النرويج بثروة تقدر بحوالي 322 مليار دولار، وصناديق دول الخليج العربية «دول الخليج الستة تقدر صناديقها بـ 1.3 مليار دولار ويتوقع أن تزيد إلي 3 مليارات مع تزايد أسعار النفط».

أما الصناديق السعودية فيقدر احتياطيها بـ 750 مليار دولار، وهذه الفوائض أو العوائد النفطية تكفي لو جري استثمارها بشكل جيد لتحقيق طفرة في القوة الاقتصادية العربية ومن ثم القوة السياسية للعرب والمسلمين، ولكن يبدو أن دخول السعودية ودول الخليج في هذه المغامرة الأمريكية – التي دعا لها ابن الرئيس السابق «ريجان» – بإغراق السوق بالنفط لخفض الثمن وضرب عائدان روسيا وإيران، سيطال السعودية أيضا ويضعف عوائدها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

النفط النفط الصخري انخفاض أسعار النفط السعودية الولايات المتحدة إيران روسيا الخليج

عندما تنفد عائدات النفط

"طغاة النفط" في مأزق أقوى مما توقعناه!

أوروبا قد توفر 80 مليار دولار بسبب انخفاض أسعار النفط

«الوليد بن طلال» يستنكر تصريحات وزير البترول "الكارثية" ويحذر من انخفاض اسعار النفط

أسعار النفط تتجه لانخفاض أكثر لعدم توقع خفض مؤثر في إنتاج السعودية

«ميد»: احتياطيات الشرق الأوسط من النفط لا تنمو بسرعة

سلطنة عمان تبحث خفض الدعم جزئيا العام المقبل

هل حان وقت معاقبة روسيا وإيران و«الدولة الإسلامية» بالنفط؟

الأمين العام لأوبك: بقاء أسعار النفط الحالية سيخرج جزءا من المعروض النفطي

اقتصادات الخليج تتجه نحو التقشف وخفض الإنفاق مع هبوط أسعار النفط

لأول مرة منذ 2009: السعودية تسحب 50 مليار ريال من احتياطيها النقدي

الوليد بن طلال يدعو لإنشاء صندوق ثروة سيادية سعودي مع تراجع النفط

التغيرات الهيكلية فى سوق النفط وتداعياتها على الجغرافيا السياسية

قطر تخفض شحناتها من الخام البحري 10.05 دولار وتؤكد عدم تأثرها بتراجع أسعار النفط

مصر والخليج .. خطورة الاستناد إلى «حائط مائل»

حرب النفط تشتعل بين السعودية والولايات المتحدة

أبوظبي ترفع أسعار الكهرباء والماء 40%

ولي عهد السعودية: المملكة مستمرة في انتهاج سياسة نفطية متوازنة

رئيس فنزويلا :نسقنا لاجتماع بين أعضاء أوبك والمنتجين المستقلين بشأن أسعار النفط قريبا

انخفاض أسعار النفط قد يعرقل خطط الإنفاق الخليجية

«موديز»: البحرين وسلطنة عمان الأكثر تضررًا من انخفاض أسعار النفط

فاينانشيال تايمز: تهاوي أسعار النفط سلاح سياسي بيد السعودية

الرابحون والخاسرون في حرب أسعار النفط حول العالم

الكويت قد تلجأ للإقتراض بسبب هبوط أسعار النفط

مسؤول بصندوق النقد: دول الخليج قادرة على تحمل تراجع النفط لامتلاكها احتياطيات مالية ضخمة

محلل إسرائيلي: «ربيع النفط» سيضع نهاية لنفوذ دول الخليج بعد انهيار الأسعار

انهيارات النفط والأسهم يثير سخرية وسخط الخليجيين على «تويتر»

لماذا يعد تزايد الاستهلاك الداخلي للنفط خطرا على دول الخليج؟

مشروعات الطاقة في البحرين لن تتأثر بانخفاض أسعار النفط

السعودية تقر موازنة 2015 بمستوى إنفاق غير مسبوق وتتوقع عجزا يبلغ نحو 39 مليار دولارا

العساف: السعودية ستتحمل تراجع سعر النفط ولا حاجة لصندوق سيادي

سلطنة عمان تراهن على السياحة لمواجهة انخفاض أسعار النفط

الموازنة الأردنية تفقد 100 مليون دينار إذا ما استقر سعر النفط عند 80 دولاراً

النفط الكويتي يتراجع إلي 52.90 دولارا للبرميل

تراجع أسعار تذاكر الطيران فى 2015 متأثرة بانخفاض أسعار النفط

«التليجراف»: السعودية تخوض مغامرة غير مأمونة بخفض أسعار النفط

برميل النفط الكويتي ينخفض إلى 47.36 دولار .. وقرارات بتخفيض حاد لأسعار المشتقات

النفط يواصل انهياره و«خام برنت» يهوي تحت الخمسين دولارا للبرميل

كيف تتعامل الكويت وسلطنة عمان والبحرين مع انخفاض أسعار النفط؟

الكويت تؤكد: لا علاقة لنا بحرب أسعار النفط ولسنا في «عداء» مع أحد

دول الخليج تتجه إلى زيادة الإيرادات عبر تصدير المنتجات النفطية بدلاً من النفط الخام

أسعار النفط العالمية تنخفض 9% خلال أسبوع بفعل صعود الدولار وتخمة المعروض

«فورين بوليسي»: هل يُنهي ”النفط الرخيص“ عصر ”الطاقة الرخيصة“ في الشرق الأوسط؟

تقرير اقتصادي: الإمارات تسيطر على 15% من «الثروات السيادية» في العالم

مندوب السعودية في «أوبك»: «أسعار النفط لن تعود كما كانت.. ولا دوافع سياسية لدينا»

بيانات رسمية تظهر أن السعودية تسحب من احتياطيات النقد الأجنبي لسد العجز

هبوط النفط يبطئ المشاريع الانشائية في السعودية والإمارات

تنامي الضغوط على الصناديق السيادية الخليجية مع تراجع النفط

ارتفاع أرباح الصندوق السيادي البحريني بنسبة 65% لعام 2014

صندوق النقد الدولي: هبوط النفط يدفع الإمارات لتسجيل أول عجز مالي منذ 2009

السعودية: تحديات أمام سوقها المالي الناشئ

قطر للبترول تسرح موظفين أجانب بعد انخفاض أسعار النفط

السعودية تقترض 10 مليارات دولار من مجموعة بنوك عالمية

«بوستن»: ارتفاع ثروات السعوديين إلى تريلوني دولار في 2020