أعلنت رئاسة الأركان العامة التركية، أمس الاثنين، أن الأنباء التي تحدثت عن فرار عسكريين انقلابيين، ينتمون لمنظمة «فتح الله كولن»، إلى جبال قنديل شمالي العراق (معقل منظمة حزب العمال الكردستاني) هي أنباء لا تمت إلى الحقيقة بصلة.
وذكر بيان صادر عن دائرة الإعلام والعلاقات العامة بالأركان العامة، أن وسائل إعلام تناقلت أنباء مفادها أن 57 عسكريا و3 جنرالات انقلابيين وصلوا قضاء سيلوبي بولاية شرناق (جنوب شرق) بواسطة مروحية، في 16 يوليو/تموز الماضي، ثم انتقلوا منها إلى شمال العراق، ثم إلى جبال قنديل معقل «حزب العمال الكرستاني».
وأوضح البيان أن هذه الأنباء لا تعكس الواقع، لأن سيلوبي كانت تحت السيطرة التامة صبيحة 16 يوليو/تموز الماضي، وأن القضاء الخاضع لسيطرة القوات المسلحة التركية، لم يشهد قطعيا أية تحركات للحوامات.
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة التركية «نعمان قورتولموش» إن المسؤولين الأمريكيين بدؤوا جديا بالتردد حيال مسألة إبقاء وحماية «كولن» في بلادهم، عقب التجمع المليوني، أول أمس الأحد.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس الوزراء التركي، أمس الاثنين، في قصر تشانقايا بالعاصمة أنقرة.
وأضاف «قورتولموش» أن إسطنبول شهدت، أول أمس الأحد، حشدا جماهيرا بعنوان تجمع (الديمقراطية الشهداء) شارك فيه 5 ملايين شخص، فيما شهدت باقي الولايات تجمعات متزامنة ليرتفع العدد الإجمالي إلى قرابة 10 ملايين.
وشدد على أن موقف الشعب التركي الرافض لمنظمة «كولن»، والذي ظهر جليا، أول أمس، خلال التجمعات الجماهيرية سيدفع دون شك المسؤولين الأمريكيين لإعادة النظر في موقفهم فيما يتعلق بتسليم «كولن» إلى تركيا.
وأوضح أن 25 مليون مواطن شاركوا حتى أمس الاثنين، في مظاهرات (صون الديمقراطية) في عموم البلاد، بحسب إحصائيات الأمن.
وحول متابعة وملاحقة عناصر المنظمة، بين «قورتولموش» أن إجمالي عدد العسكريين الانقلابيين الفارين بلغ 216 شخصا بينهم 9 جنرالات، كما اتخذت السلطات التركية إجراءات قانونية بحق 10 من الرعايا الأجانب، على خلفية ارتباطهم بالمنظمة.
وحول ادعاءات فرار عسكريين انقلابيين تابعين لمنظمة «كولن» إلى جبال قنديل شمالي العراق، قال «قورتولموش»: «مصادرنا الرسمية لم تؤكد أبدا صحة معلومات حول كون الفارين بيد منظمة في شمال العراق، وهذه الأنباء مجرد شائعات بالنسبة لنا في الوقت الراهن».
وطمأن «قورتولموش» الشعب التركي بأن منظمة «كولن» لن تتمكن مرة أخرى من القيام بمحاولة انقلاب عسكري، متوقعا أن تشهد البلاد خلال الفترة المقبلة، زيارات لعدد كبير من الوفود من الخارج، لتقديم الدعم الجاد للديمقراطية التركية.
وبخصوص تعليق الحكومة منح الأجازات للموظفين الحكوميين عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، قال المسؤول التركي إن الحكومة قررت رفع الحظر اعتبارا من أمس الاثنين.
يذكر أن تركيا، شهدت في وقت متأخر، من مساء 15 يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلابية فاشلة، قوبلت باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، ومقاومة من قبل أجهزة الأمن والشرطة وقطاعات في الجيش ما أفشل العملية.