جدل «إسقاط ولاية المرأة» السعودية يتواصل.. وانتقادات لوصف«عاهرات»

الجمعة 9 سبتمبر 2016 09:09 ص

لا يزال الجدل حول ولاية المرأة متواصلا، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بين السعوديين.

وقبل يومين، هاجم مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ «عبد العزيز آل الشيخ»، الدعوات التي انتشرت بكثافة خلال الأسابيع الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة بإسقاط ولاية الرجل عن المرأة السعودية؛ واصفاً تلك الدعوات بأنها «جريمة تستهدف المجتمع السعودي المسلم».

ومنذ قرابة الشهرين، يواصل مغردون في تفعيل وسم يحمل عنوان «سعوديات نطالب باسقاط الولاية»، الذي أثار جدلاً واسعاً، ودخل قائمة الوسوم الأكثر تداولا على «تويتر»، أكثر من مرة.

وتفرض قوانين المملكة العربية السعودية، ولاية الرجل على المرأة البالغة، فهي بحاجة إلى الحصول على تصريح من ولي أمرها عند رغبتها في السفر أو الزواج، أو العمل، أو الحصول على رعاية صحية في بعض الأحيان، أو استئجار شقة، أو رفع دعاوى قضائية.

وبعد الانتشار المكثف للحملة المطالبة بمنح المرأة حرية السفر والتنقل والزواج وإدارة أعمالها الخاصة، عبر إسقاط ولاية ولي أمرهن، يعمد مدونون سعوديون بين الحين والآخر إلى إطلاق وسوم مضادة.

آخر هذه الوسوم المضادة، كان بعنوان «عاهرات يطالبون بإسقاط الولاية»، لاقي انقساما كبيرا بين المغردين.

مطلقو الوسم، استندوا إلى تغريدة للداعية «محمد البراك»، هاجم فيها الداعيات لإسقاط الولاية، فكتب: «الولاية على المرأة ثابتة بالشرع«»، ولا يطالب بإسقاط الولاية إلا جاهلة أو فاجرة».

وأضافت «مشاعل المطيري»: «كيف أسقط ولاية عن من رباني وخاف علي وسترني.. أبوي وأخوي وزوجي؟».

وتابعت «مريم»: «محد يعرف عن ظروف أحد ولحد يعرف ليش يطالبون باسقاطها».

وتعجب «أبو عابد الحارثي»، من هذه المطالبات، وكتب: «عجبا انك تطالبين لمجرّد المطالبة، مع إنك عايشة في أمن وأمان ببيتكم.. وأبوك يشتغل عشان يأمّن لك حياة كريمة».

بيد أن سرعان ما تحول السوم، إلى هجوم على مطلقيه والمشاركين فيه، بسبب لفظ «عاهرات»، واعتبره المشاركون سبا وقذفا وتصرفا لا يليق ولفظا لا يصح أن يوصف فيه نساء المملكة.

فغردت «نينا» بالقول: «لاحظوا أن اللي كاتب الهاشتاق قذف بس ما أهتم بحكم القذف دينيًا».

وكتب «أحمد ياسين»: «تخيلوا وتخيلن، دكتورة تنقذ حياة المئات، لا يمكنها السفر بغير موافقة زوجها او ابنها، وعندما تتطالب بحقها، تصنف عاهرة!».

وأضافت «اغتراب»: «للأسف بسبب مطلب شرعي يتم قذفنا وشتمنا من أبناء وطننا فيأتي الاماراتي مدافعاً عنا».

وتابعت «ياسمين»: «طالبت المرأة السعودية بحقوقوها، فجاء ردّ السعودي على أنها عاهرة.. إنه لشرف أن تكون عاهرة على أن تكون عبدة».

وطالب «عبد الله سعد»، بإقامة دعوى قذف على مطلق الوسم، وقال: «ينبغي إقامة حد القذف على مطلق الوسم.. ويجب على الجهات المعنية التحرك ضده حماية لجناب الدين وصون لاعراض المسلمات».

وأضاف «مصعب الحمد»: «على فكرة من يقذفون كل امرأة تطالب بحق من حقوقها هم بالنهاية أولياء أمور حياة نساء تحت سلطتهم».

وكتبت «تاج بنت سعود»: «العاهرة ربتك.. العاهرة صرفت عليك لما أبوك طلقها وراح مع زوجته الثانية.. العاهرة سهرت عليك وعلمتك.. هل أمك عاهره؟».

وتابعت «عدن»: «إذا كانوا البنات عاهرات، لأنهن طالبن فقط بإسقاط الولاية.. فماذا يكون وضع «»الذكور«» اللي عايشين بدونها أصلًا».

يشار إلى أن محاكم السعودية، بمختلف المناطق، قد استقبلت 11 ألفًا و130 طلب صك إعالة وولاية، خلال 2013-2014، وفقًا لإحصائية صادرة عن وزارة العدل بالمملكة.

وتواجه المرأة السعودية، صعوبات منتظمة عند إجراء معاملات مختلفة من دون أحد أقاربها الذكور، مثل استئجار شقة أو رفع دعاوى قضائية.

وفي تقرير سابق، ذكرت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، أن نشطاء في مجال حقوق المرأة دعوا الحكومة السعودية بشكل متكرر إلى إلغاء نظام ولاية الرجل، وهو ما وافقت عليه الحكومة في 2009 و2013، بعد المراجعة الدورية الشاملة للسعودية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وتضيف المنظمة: «وبعد هاتين الجلستين، اتخذت السعودية خطوات محدودة لإصلاح بعض جوانب نظام ولاية الرجل، ولكن التغييرات التي أحدثتها تبقى ناقصة وغير فعالة، وهي لا تكفي. مازال نظام ولاية الرجل إلى اليوم دون تغيير تقريبا».

وتواجه حملة «إسقاط الولاية» المتواصلة بشكلٍ أساسي بيروقراطية الحكومة وأنظمتها، بما يفترضه ذلك من الحاجة إلى إصلاحٍ تشريعيّ عميق لعلاقة المواطِنة بالدولة، ومواجهةٍ مع المؤسسة الدينية التي ستهتمّ بحماية معاييرها ونفوذها التشريعي، ومواجهةٍ سياسية تخصّ مفهوم «وليّ الأمر» بمستوياته المتعددة.

وعلى الأرجح، أن شيئاً عملياً لن يتغيّر في المدى المنظور، قياساً على موقف السياسيّ من الحملات السابقة من أجل مطالب أكثر بساطةً، وبناءً على الخطط الـمُعلنة للمرحلة المقبلة التي لا يبدو أنها معنيةٌ بتنفيذ مثل هذا الإصلاح، ولأنّ تغييراً من هذا النوع عندما يحدث يصاحب تغييراً اجتماعياً وسياسياً أشمل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية ولاية المرأة تويتر

متى تنجح في السعودية حملة إسقاط الولاية؟

«الفوزان»: المطالبة بإلغاء الحسبة والولاية على المرأة كالدعوة إلى هدم المساجد

جدل بـ«تويتر» حول وسم «أنا سعودية أرفض إسقاط الولاية»

قاض يزوج 16 سعودية بعد إسقاط الولاية عن آبائهن الذين تعسفوا ضدهن

الكلباني: أرفض الولاية المطلقة على المرأة ولا حاجة للمحرم في السفر