استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«تاريخ» من لا تاريخ له

الاثنين 17 أكتوبر 2016 01:10 ص

لا يمكن تفسير ردة الفعل المتشنجة لرئيس وزراء دولة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو من قرار المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة بنفي أي علاقة لليهود بالمسجد الأقصى، إلا في إطار انفعال من أرادوا أن يصنعوا لأنفسهم تاريخاً ليس لهم، كي يكسبوا استيلاءهم على الأرض الفلسطينية مشروعية تاريخية لا أساس لها، بغية تمويه طبيعة الصراع في المنطقة، وعلى الأرض الفلسطينية خاصة، من حيث هو في الأصل صراع بين أصحاب حق اغتصبت أراضيهم وهُجّروا عنوة وقسراً عنها، وأصحاب مشروع استيطاني مستجلب من الخارج ومرعي بنفوذ القوى الاستعمارية المتعاقبة، بدءاً من بريطانيا وانتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية، ومعهما قوى دولية أخرى متنفذة.

أوجع قرار «اليونيسكو» نتنياهو والدوائر الصهيونية الحاكمة وداعميها في الخارج، لأنه أتى تماماً على الموضع القاتل في كامل المشروع الصهيوني الفاقد لأي مرجعية تاريخية ومشروعية قانونية، وأظهر هشاشة البنيان الذي أراد الصهاينة وداعموهم ومناصروهم تشييده، بافتعال نسب لهم في فلسطين، وتحديداً في القلب التاريخي منها.

يعرف الدارسون في التاريخ وفي علم الآثار أن أحد أهداف التنقيبات التي تجريها سلطات الاحتلال في محيط المسجد الأقصى هو طمس معالم التاريخ الحقيقي، و«افتعال» تاريخ مزيف بديل، كي يضفوا هالة «دينية» مفتعلة أو مختلقة على هذا المشروع، لذا لم يتردد كبيرهم نتنياهو في رمي كبرى المنظمات الثقافية الدولية في العالم بأقذع الصفات، مشبهاً حق اليهود في المسجد الأقصى بحق الصينيين في سور الصين العظيم، وحق المصريين في الأهرامات، لكن يا لشساعة الفارق بين الثريا والثرى.

نعلم أن أهمية أو قيمة القرار الذي اتخذته «اليونيسكو» لا تعدو كونها قيمة معنوية، فهي تأتي في ظرف بلغ فيه الأداء الفلسطيني الرسمي، ومعه كامل الأداء العربي المتصل بالقضية الفلسطينية أدنى مستوياته، منذ أن قامت دولة العدو ونشأت المحنة الفلسطينية، وأي قرار لا توجد الروافع العملية له على الأرض سيبقى حبراً على ورق.

ورغم ذلك فقد ثارت ثائرة الصهاينة من القرار، ونظموا حملة منظمة للنيل منه وتفريغه من مضمونه الفعلي مدعومين في ذلك من الولايات المتحدة، وبالفعل نجحوا في حمل الأمينة العامة لليونيسكو على إصدار بيان ترضية لدولة العدو الصهيوني، يمكن أن يؤول على أنه تنصل من قرار المنظمة، رغم أن هذا لا يصح، قانوناً، فسلطة المنظمة أقوى، في مطلق الحالات، من سلطة أمينها العام، ولكن ما البيان إلا خطوة التفافية على القرار تطمئن «تل أبيب»، وتبلغها بألا تخشى أي عواقب منه، بل قد يصار إلى التراجع عنه فعلاً بممارسة الضغوط على الدول الأعضاء.

* د. حسن مدن كاتب بحريني

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

فلسطين اليونسكو المسجد الأقصى العدو الصهيوني نتنياهو المسجد الأقصى الاحتلال